[زهرة البحرينية]

بركاء- سيف السيابي -
اعتذر المخرج يوسف البلوشي عن إخراج المسلسل الكويتي "المعزّب"، بعد تعرضه لظروف خارجة عن الإرادة حالت دون قدرته على مواصلة العمل، الذي شرع في إخراجه قبل أيامٍ في العاصمة الكويتية، رغم التنسيق المسبق بين المنتج المنفذ "شركة الأبرق للإنتاج الفني والتوزيع" مع البلوشي منذُ فترةٍ طويلة.
جاء اختيار شركة الأبرق وتليفزيون الكويت للبلوشي، بعد تميزه في إخراج العديد من الأعمال الدرامية المميزة والتي كان آخرها المسلسل المحلي الخليجي "نظر عيني" الذي أنتجه تليفزيون السلطنة ونفذته شركة الكهف الأزرق للإنتاج الفني، بإخراج يوسف البلوشي.
وحول هذه التجربة التي لم تكتمل؛ يقول البلوشي: "كنتُ أترقبُ مثل هذا العمل منذُ أمدٍ طويل، وهي فرصة مناسبة لإبراز القدرات التي نتمتع بها، خصوصاً وأنها أعمالٌ إلى حدٍ كبيرٍ متكاملة، وكل شيءٍ فيها مميز، سواءً في إدارة الإنتاج العالية، أو الممثلين من عمالقة الفن في الخليج، إضافة إلى الإمكانات المادية العالية، مما يسهل من توّفر الجودة الرفيعة للعمل".
يواصل: أثمّن عالياً مبادرة الفنان الكبير النجم أحمد جوهر وثقة التليفزيون الكويتي في اختياري كمخرجٍ للعمل، وهو اعترافٌ بقيمة الكفاءة العمانية، وتوثيقاً صادقاً لما وصل إليه الإنسان العماني في العمل الدرامي، حتى أصبح اليوم مدعوًا لإدارة وإخراج الأعمال الكبرى بالخليج، غير أنّ الظروف التي باغتتني على حين غرة جعلتني في موقفٍ حرجٍ مع أحمد جوهر والشركة المنتجة، خصوصاً وأنّ التنسيق بيننا كان جارياً منذ فترةٍ ليست بالقصيرة، واجتمعنا كثيراً لمتابعة سير العمل ومعرفة كافة التفاصيل المتعلقة به، وتبادلنا مختلف الرؤى والاقتراحات للخروج بعملٍ مشرّف ومتكامل.
أمّا عن تفاصيل العمل، فإنّ البلوشي يقول: المسلسل يدور في حقبة زمنيةٍ بعيدة، تعود إلى أربعينيات القرن الماضي، حول الوجود الإنجليزي في الخليج، وتأثيره على المنطقة، وجوانب تفاعله وتعاطيه مع نمط الحياة، وهناك تحدث الكثير من القصص الشيقة والمواقف الإنسانية المتباينة، وسط إسقاطات سياسية واجتماعية وثقافية كبرى على العمل، وكان من المفترض أن يتم تصويره في الكويت والعراق والسلطنة، بيد أنّه ولارتباطات نجوم المسلسل بأعمالٍ دراميةٍ أخرى، تعذر التصوير خارج الكويت.
ويشير البلوشي إلى أنّ قصة العمل مميزة، فيقول: قرأتُ سيناريو العمل بعنايةٍ فائقة، وهو بحق فإنّ أحداث العمل ولغة الحوار وعنصر التشويق والإثارة حاضرة بقوة، ومن المؤمل أن يحقق العمل نجاحًا باهراً، ذلك أنّه يؤرخ ويوثق لحقبةٍ تاريخيةٍ مهمة، إضافة إلى نجوم العمل الذين هم اليوم يتصدرون قائمة نجوم الدراما في الخليج العربي.
ويضيف: أشعرُ بالاستياء الشديد لعدم تمكني من إخراج العمل، فالظروف التي أمرُّ بها كبلتني وأعاقني من شرف إخراج المسلسل، وبدوري فإني أعتذر بأسىً شديد للفنان القدير أحمد جوهر وإلى التلفزيون الكويتي، راجياً أن تتاح الفرصة في أعمالٍ قادمة في ظروفٍ أفضل من هذه، فأنا لا أستطيع أن أقدم على عملٍ ولا أنجزه بالجودة التي أرجوها، مثمناً مبادرة شركة الأبرق الفنية، مما أعتبره تكريماً حقيقياً لمسيرتي، وعلامة مضيئة في مسيرة الإخراج العماني. وعن نجوم العمل، يقول: ما يميز هذا العمل، هو وجود فنانين كبار فيه، وعلى رأسهم: إبراهيم الصلال وعبدالرحمن العقل وهند البلوشي وخالد البريكي وأحمد الهزيم وأحمد جوهر وغيرهم من نجوم الدراما الخليجية من البحرين والإمارات وقطر.
يختتم البلوشي حديثه بتساؤلٍ مثير حول واقع الدراما العمانية بقوله: أستغربُ حقاً من سرِّ تأخر الأعمال العمانية في التصوير، بحجة الإجراءات الروتينية في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، فعلام كل عام نبدأ متأخرين في العمل؟، حتى إذا شارف شهر الخير على القدوم تقافزنا إلى العمل نريد إنهائه على عجالة بأية طريقةٍ كانت، مما يؤدي إلى اهتزازٍ كبيرٍ في الجودة، ولا أدري أيضاً سر رفض العديد من الأعمال والنصوص المحلية، ففي هذا العام لم تسند إليَّ أية أعمالٍ درامية، ورفض النص الذين قدمناه، بالرغم من النجاح الذي حققه العمل في العام المنصرم "نظر عيني"، ويبقى سرُّ تأخر صرف الموازنة المالية للأعمال مثار جدلٍ واستغراب.
وحول عدم مبادرة الشركات في إنتاج الأعمال بدون إسنادٍ من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون يقول البلوشي: نريد أن ننتج، ولدينا الحماسة لذلك، لكننا نتوقف خوفاً من رفض العمل وعدم بثه من قبل التلفزيون، فجميع الشركات الفنية تتوجس كثيراً من هذا الأمر، فعلى على المستوى الشخصي لي تجربة في هذا المجال، حيث تكبدنا خسائر مالية كبيرة لإنتاج فيلم وطني حمل عنوان "نبض التراب"، قمنا بتصويره في السلطنة والمغرب العربي الشقيق، كانت تجربة رائعة بالنسبة لي، وكنت أتوق لأن يرى الآخرون نتاج الجهد والعمل المضني والرسالة الوطنية التي نريد إيصالها، جودة العمل كانت جيدة جداً مقارنةً بالإمكانات المتوفرة، مرّت الآن عدة سنوات منذُ أن سلمنا العمل للتلفزيون، وحتى اللحظة لم يعرض ولم نتلقَ أيَّ جوابٍ أو تفاعلٍ منهم، ولا ندري سر هذا التجاهل؟!، وعطفاُ عليه من المقنع أن تبتعد الشركات الفنية عن الإنتاج الخاص، إذ ما جدوى الأعمال إن لم تعرض


http://alroya.om/ar/supplements/tv/92479--qq