[زهرة البحرينية]

اهل الدار

أمين الصايغ.. فنان محبوب من الجميع ومبهر في أدائه ويجيد الأدوار الكوميدية والجادة، ممثل يدخل قلوب المشاهد بسرعة ويتحلى بروح الملاحظة وقوة الخيال والحضور، أمين اعترف بأن أبناء جيله ورثوا المعاناة والمشاكل وقلة الدعم من الفنانين الكبار الذين سبقوهم، ولا يمكن صناعة نجم في البحرين في ظل قلة الأعمال.
“البلاد” التقت الفنان الصايغ وأجرت معه هذا اللقاء:
-----------------------------------------------------------------
حدثنا عن مشاركتك في مسلسل “أهل الدار”؟
لي الشرف أن أشارك في مسلسل من إخراج القدير احمد يعقوب المقلة، وبالأخص الأعمال التراثية التي تشتهر بها البحرين.
في السابق كنت أتمنى ان أشارك في الأعمال المتميزة التي قدمها المقلة ولله الحمد تحققت أمنيتي.
ما هي ميزة الأعمال التراثية من وجهة نظرك؟
الأعمال التراثية قريبة جدا من نفسية الفنان البحريني حتى لو لم يعش هذه الفترة، أي فنان بحريني يفضل هذه النوعية من الأعمال دون غيرها بسبب الحنين إلى الماضي. فعلى سبيل المثال شارك عدد كبير من الفنانين في مسلسل “براحينا” مع المخرج جمعان الرويعي العام الماضي. ولا تنسى أيضا ان البحرين تميزت في تقديم الأعمال التراثية.
وأين تكمن الصعوبة في هذه الأعمال؟
ربما تكمن الصعوبة في بعض المفردات، حيث يلجأ بعضنا إلى استبدالها بكلمة مرادفة في الحوار ليسهل الأمر.
أعود إلى السؤال الأكثر طرحا.. ماذا ينقص الفنان البحريني؟
لقد توارثنا المشاكل التي كان يعاني منها الفنانون الكبار الذين سبقونا، فمثلا يظهر عمل يقدم ثنائيا وينجح هذا العمل ولكن بعد جزء أو جزأين يتوقف، هنا السؤال، لماذا لا يقوم التلفزيون بالتمسك بهذا العمل الناجح وينتجه مع إضافة بعض العناصر؟
إذا اشتغل الممثل هذه السنة ربما لا يشتغل السنة القادمة بسبب قلة الإنتاج وهذا هو سبب عدم وجود نجم بالمعنى المفهوم للنجومية طالما الساحة على هذا المنوال، لا استمرارية ولا إنتاج متواصل.
لا نريد مجرد كلمات براقة بأننا مع الفن وإنما نريد أفعالا.. دعم حقيقي للفنان البحريني، كما قلت لك.. الجيل السابق عانى من هذه المشكلة ونحن اليوم نسير في نفس الطريق.
ومن وجهة نظرك كيف نصنع النجم؟
صناعة النجم تأتي من دعم التلفزيون والحكومة، كتفريغ الفنان وإعطائه كل التسهيلات، صناعة النجم تأتي مع استمرارية الأعمال طوال السنة وليس في موسم معين كشهر رمضان. النجومية تأتي من كثرة الأعمال. حتى لو وجد الفنان البحريني فرصة للمشاركة في أعمال خارجية فمن غير الممكن ان يعطى دور البطولة ليتميز ويكون نجما الا فيما ندر.
تشارك أيضا في مسلسل “البطران” كمدير إنتاج، حدثنا أيضا عن هذه التجربة؟
نعم.. أشارك كمدير إنتاج والصعوبة الوحيدة التي واجهتها هي التنسيق بين العملين، حيث ان التصوير جاء في وقت واحد.
لقد شاهدناك في أدوار كوميدية وأيضا في الأدوار الجادة... أين تجدك نفسك؟
في مسلسل أهل الدار قال لي مخرجنا القدير احمد يعقوب المقلة “أمين... سأبعدك عن الأدوار الكوميدية لأنني وجدتك في الأدوار الجادة”. وحقيقة أنا احترم رأي مخرجنا المقلة لأنه بمثابة المدرس لنا، وأعود إلى نفس مشكلتنا وهي أن قلة الأعمال لا يمكنها ان تبرز إمكانيات مواهب الفنان.
حدثنا عن تجربتك الناجحة في مسلسل “لولو مرجان” مع الفنانة القديرة سعاد علي.. لماذا تم إنتاج جزأين ثم توقف؟
مسلسل “لولو مرجان” احد الأعمال التي عرّفت الجمهور بالفنان أمين الصايغ.. كنت سعيدا جدا بالعمل مع الفنانة سعاد علي والفنان علي الغرير وخليل الرميثي وبقية طاقم العمل.. ولغاية اليوم يسأل الجمهور عن الجزء الثالث من هذا المسلسل الناجح.. ونفس الأمر ينطبق مع مسلسل “طفاش”. لا اعلم في الحقيقة سر عدم استمرار مثل هذه الأعمال الناجحة وأتمنى من كل قلبي ان تعمل الجهات المعنية في البحرين على التمسك بمثل هذه الأعمال وعدم التفريط فيها. فمسلسل “لولو مرجان” إنتاج إماراتي مع ان كل الفنانين من البحرين، ولذلك من السهل العمل على استمرارية الجزء الثالث وهكذا لو تم إنتاجه محليا.
أين أنت من المسرح؟
المسرح في البحرين لا يختلف عن الأعمال الدرامية.. المشكلة واحدة وهي قلة الدعم، المنتج في البحرين يبقى فقيرا طالما لا يوجد الدعم الكافي. المسرحية تكلف في بعض الأحيان مبالغ كبيرة تصل الى 60 ألف دينار... وهنا لا يمكن المخاطرة بتقديم مسرحية لن تعود عليك بالمردود المادي المطلوب او على الأقل الذي يحقق نوعا من التوازن.
أنا شخصيا كنت عازما على إنتاج مسرحية ولكنني توقفت بسبب عدم وجود الدعم.
هل تعتقد أن كثرة الأعمال في رمضان تظلم الأعمال الناجحة؟
نعم.. أوافقك الرأي، ظلم كبير.. حتى ان المشاهد لا يستطيع ان يحكم على هذا العمل او ذاك بسبب هذا الزخم الكبير من العروض. الناس تريد الأحداث السريعة في المسلسلات، عكس المسلسلات التي بها فكرة ومستوى وتتطلب نفسا طويلا في الأحداث... هذه النوعية من المسلسلات حتى لو كانت جيدة فالناس لا تقبل عليها، وأتوقع ان الظلم سيزداد أكثر هذا العام بسبب كأس العالم.
لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة ان بعض المسلسلات الخليجية بدأت تطرح مواضيع حساسة في المجتمع.. هل أنت مع هذا الطرح؟
ليس كل شيء على ارض الواقع يفترض نقله إلى الشاشة، المسلسل يدخل البيوت وهذه البيوت فيها عوائل، من وجهة نظري يجب هنا على المخرج معالجة الموقف مع الكاتب، وبشكل عام أنا كمشاهد لا أتقبل هذه القضايا الحساسة على الشاشة.
كلمة أخيرة؟
أشكر كل من أعطاني الثقة، وأشكرك أنت كذلك على دعمك المتواصل للفنان البحريني.


http://www.albiladpress.com/article248028-4.html