[زهرة البحرينية]

لكل مهنة أساسياتها وأخلاق التعامل فيها، ويأتي الاحترام والتقدير بين العاملين من أول هذه الأساسيات، وفي عالم الفن والأضواء يعد الذوق والأسلوب الراقي في التعامل مع النجم هو المفتاح الأساسي لكسب ود ومحبة جمهور هذا الفنان، خاصة إن كان من أبرز القامات الفنية في العالم العربي.
لكن للأسف هذا ما لم يحدث مع فراشة الأغنية الخليجية هند البحرينية في موقع تصوير عمل مسلسل «أهل الدار» الذي تم اختيارها فيه لغناء المقدمة الغنائية له والمتوقع عرضه في رمضان هذا العام، حيث مع الأسف تعرضت هند لموقف أقل ما يمكن القول عنه انه بعيد تماما عن الاحترافية في التعامل والخبرة، على الرغم من أن مخرج العمل وهو بالطبع سيده هو المخرج أحمد المقلة.
فالجميع يعلم الأحوال الجوية في مملكة البحرين خاصة في هذه الأيام، ويعلم أن درجة الرطوبة في الجو عالية، لا يتحملها أي شخص ويمكن أن تؤثر على بشرته، فما بالنا بفنانة تضع عددا من مساحيق التجميل وتعمل لأكثر من ساعة في هذه الظروف الجوية القاسية، نظرا لأن التصوير خارجي وليس في استديو مكيف الهواء، فما كان منها إلا أن طلبت من خبيرة التجميل التي ترافقها أن تلقي نظرة على (المونيتر) أي شاشة العرض التي تظهر فيها صورتها بجانب المخرج، ولم تتحرك هند من مكانها لتطمئن على أن المكياج مازال على حاله، حتى لا يؤثر هذا على سير عملية التصوير، فما كان من مساعد المخرج إلا أن قام بالصراخ وتوجيه سيل من الألفاظ غير اللائقة لمكانة فنانة تعمل منذ سنوات في المجال الفني ولها احترامها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل انه حاول الهجوم عليها لكيل الضربات لها، لولا تدخل مجموعة من الحاضرين في لوكيشن التصوير.
وكل هذا كان بسبب حرصها على صورتها التي ستنعكس بالتالي على صورته التي سيعرضها على الشاشات في شهر رمضان المقبل.
ولم تكن ردة فعل هند بنفس المستوى الذي يجعلها تقلل من قيمتها أو حتى احترامها للموجودين أو نفسها، بل انها آثرت الانسحاب من موقع التصوير طالبة من الجميع بأن يقوم هذا الشخص بالاعتذار لها، وان يرغب في الاعتذار على الرغم من فداحة ما صنعه، فهي تكتفي بأن يخرج خارج موقع التصوير في الوقت الذي تقوم فيه هي بإنجاز مشاهدها، وهي بهذا لم تتعد على أي شخص، بل كانت تحافظ على كرامتها والتي هي حق للجميع أن يطلبه ويسعى إليه، لكن للأسف لم يتم تنفيذ أي من الطلبين فما كان منها الا أن أعلنت أنها في حال عدم تنفيذ هذين الشرطين فلن تستكمل التصوير، فلم يعترض أي من المسؤولين عن العمل وعلى رأسهم المخرج أحمد المقلة، بل انهم فضلوا الدفاع عن مساعد المخرج غير المسؤول، بدلا من الحفاظ على نجمتهم التي بالفعل صورت معهم عددا كبيرا من المشاهد للمقدمة الغنائية للمسلسل الذي يقوم بإنتاجه ويشرف عليه تلفزيون البحرين، هو تلفزيون الدولة التي تنتمي لها الفنانة هند البحرينية، بل انها تحمل اسمها في لقبها الفني، وكأن المعتاد هو أن يهان الفنان من الجهات المسؤولة في بلده، فتصبح هي حجر العثرة الذي يقف في مشواره، رغم ضرورة أن يكون هم الدافع لنجومهم نحو مزيد من النجاح والتألق.
هذا التصرف الذي هاتفنا من أجله الفنانة هند البحرينية وخصتنا بالتعليق عليه، لا يمكن أن يوصف إلا بأنه لا ينم أبدا عن احترافية في التعامل من كل الحضور في موقع التصوير، ويثبت كمية الدخلاء على المهنة الذين يسيئون لها، وللعاملين بجهد فيها، فمن أساسيات العمل الفني لمن لا يعلم هي رعاية نفسية الفنان أثناء تواجده في موقع التصوير حرصا على سير العمل بالشكل المطلوب، وخاصة النجمات اللاتي يعد الشكل والمظهر بالنسبة لهن من أساسيات النجاح، واهتمامها بالظهور اللائق فيه هو نجاح ليس لها وحدها بل أيضا نجاح للعمل، لذا فلا يعد ما قامت به هند غريبا على من يعمل في هذا الوسط، بل انها أيضا لم تتحرك من مكانها، بل حرصت على التواجد في المكان الذي أخبرها به المخرج وطلبت من خبيرة التجميل إلقاء مجرد نظرة لم تكن ستؤخر شيئا. ولكن ما يلزم التعليق هو قيام هذا المساعد بمحاولة التهجم عليها وضربها، فأين الرجولة في ذلك؟! وكيف له أن يتعدى على امرأة بهذا الشكل الهمجي الذي يتنافى مع القواعد العامة؟! ولماذا هذا الكره العنيف؟ ولماذا لم يعلق مخرج كبير مثل أحمد المقلة على ما حدث وترك نجمته ترحل من لوكيشن التصوير؟ هذا ما نتمنى منه إجابتنا عنه، فحق الرد مكفول للجميع.

http://www.alanba.com.kw/ar/art-news/479701/26-06-2014