عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2015, 05:49 AM   #1 (permalink)
فارس الفن
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 15609
تاريخ التسجيل: 30/07/2013
الدولة: السعودية
المشاركات: 215
الـجــنــس: ذكر

افتراضي الدراما السعودية في رمضان المقبل: تطور أم استمرار الخيبة؟


لا شيء يلوح في الأفق سوى جزء ثان من «سيلفي»

الدراما السعودية في رمضان المقبل: تطور أم استمرار الخيبة؟


http://www.alriyadh.com/2015/08/05/img/260708780285.jpg

«سيلفي» رفع سقف المنافسة المحلية


الدمام - علي سعيد
إذا استثنينا حلقتين أو ثلاث من مسلسل "سيلفي" الذي عرض في رمضان المنصرم فإن المسلسلات المحلية لا تزال على حالها، ولا يوجد أي تطوير حقيقي في بنية الدراما السعودية، ولا تغيير يستحق التوقف والالتفات فهل سيكون الموسم الدرامي المقبل كهذا العام أم سنشد تغيراً مهما في المحتوى والمضمون؟.

حتى هذه اللحظة لا توجد إشارات تمكن المتابع من التنبؤ بوضع الدراما في شهر رمضان المقبل، فلا شيء معلن حتى اليوم، باستثناء الإعلان غير الرسمي عن إطلاق جزء ثان من مسلسل "سيلفي"، فهل سيكون هنالك ما يحضر له في الخفاء أم سيكون المشاهد في موعد مزمن مع خيبة الدراما السعودية المتعثرة؟.

أسئلة عديدة تدور في ذهن الجمهور الذي يرى المسلسلات العربية تتطور عاماً بعد عام بينما المسلسلات المحلية التي تدعي أنها تحاكي مجتمعه وواقعه لا تزال تعيسة، متصنعة، تغرد خارج الزمن.

صحيح أن الموسم الدرامي الرمضاني الأخير شهد تقليصاً في عدد المسلسلات من أجل الحصول على أعلى قدر من الدقة، إلا أن أياً من هذه المسلسلات التي عرضت لم يلتمع ليصل إلى حد المنافسة في زمن لم يعد مقبولاً أن تكون منافسة المسلسل المحلي حصراً مع نظيره المحلي، ففي الفضاء المفتوح للمشاهدين، ستكون المنافسة بين الأعمال الدرامية المجتمعة والمعروضة في سوق الشاشة التلفزيونية، سعودية كانت أو عربية لأن المشاهد هو المستهدف، الأمر الذي وإن صعّب التحدي أمام منتجي الدراما السعودية إلا أنه الواقع الذي يجب أن يواجهه المنتِج المحلي الذي لا فرار منه، فمسلسله سيعرض بجوار مسلسل مصري وسوري وتركي، فهل سيقبل أن يكون الخاسر الدائم أم سيفكر في طريقة لدخول مضمار المنافسة أو البقاء دوماً في ذيل سباق الدراما الرمضانية!؟.

إن استقراء مشكلات الأعمال الدرامية السعودية لن يفضي لما هو جديد ومهم. كلنا نعرف أن هذا الجسد الدرامي مثخن بالضعف والأسباب لم تعد سراً، فمن غياب التأسيس الأكاديمي للمشتغلين في المجال الدرامي في بيئة لا تحتوي معاهد درامية وسينمائية مروراً بدخول كل من هب ودب على صناعة المسلسلات، وخاصة تجار الشنطة من كومبارسات تطوروا ليصبحوا نجوماً تفرضهم القنوات عاماً بعد عام على المشاهدين وصولاً إلى معضلة البناء الفني في المسلسلات نفسها، حيث المنتج/ الممثل الفاقد للإدراك الفني الشامل يقوم بشراء نص فقير مترهل من كاتبة أو كاتب هاوٍ لتظهر المشكلات لاحقاً على الشاشة، من دون أن ننسى التمثيل المتصنع الذي يكاد يكون السمة التي تصبغ أداء العديد من الممثلين الدخيلين على صنعة الفن الدرامي المحلي.

هذه بعض أسباب انهيار الدراما السعودية وضبابية المستقبل، فهل يدرك صناع الدراما السعودية ومنتجوها، المخضرمون منهم بالذات، أن الواقع يتغير عاماً بعد عام وأنهم يكادون يصبحون غرباء ومنسيين في خارطة الشاشة التلفزيونية العربية.

صحيح أن مسلسل "سيلفي" ترك بصمة هذا العام رغم كل العثرات التي ظهرت فيه، والذي يحسب له جرأته ووجود موهبة ناصر القصبي فيه، فهل سيفكر الفنانون السعوديون وتحديداً المنتجين منهم بأن يقدموا محتوى أشد جرأة وأكثر تماسكاً للعام المقبل أمام المنافس الجديد "سيلفي"؟.

أم سيرضون بأن يكونوا لقمة سائغة لبرامج الشباب الساخرة على اليوتيوب وليروا أعمالهم وقد تحولت إلى مادة دسمة للتسلية من المراهقين في الانستغرام وبقية شبكات التواصل؟.

لا شك لا أحد يتمنى لأي دراما تنتج من بيئتنا أن تكون محل استهزاء لأنها تصور وتعبر عن مستوى الفن التلفزيوني في البلاد، كما أنها انعكاس لحياة الناس ومحاكاة لقصصهم وحياتهم، لذا فإن المسألة تحتم قدراً من المسؤولية لدى منتجي الدراما كي يأتي الموسم الدرامي المقبل بما هو مغاير، علنا نشهد فيه ولادة جديدة لدراما سعودية تستحق التحية والتقدير.





المصدر : جريدة الرياض

 

 

فارس الفن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292