[عندليب الكويت]

مسلسل (العقاب)... العقاب (المزدوج) للأم والابن.. حين تعاقب الأم نفسها بولدها.. فيصبح الولد ضحية للطامعين من حوله!



مرحبا،
سأتحدث اليوم عن عمل من أكثر الأعمال المظلومة إعلاميا.. والتي أعتقد أنها لم تأخذ حقها الكافي من العرض والشهرة رغم أن فكرة العمل مميزة جدا إلى درجة كبيرة رغم بعض ما شابه من سلبيات وعيوب يمكننا - إلى حد معين - أن نتجاوز عنها..

مسلسل العقاب..
قصة وإعداد: سعد الفرج
سيناريو وحوار: مصطفى جمعة
إخراج: عبدالرحمن الشايجي

تدور الفكرة حول الأم (عائشة) التي كانت تسعى قدر الإمكان إلى إبعاد زوجها عن والدته ومنعه من زيارتها والتواصل معها، أو حتى زيارتها وهي مريضة..

تمر السنوات بعد وفاة الزوج بحادث، حيث يكبر الابن (خالد) ويتجاوز السن التقليدي للزواج وهو لم يتزوج بعد، لأن أمه (عائشة) قد زرعت في داخله الكره للنساء وحاولت تصويرهن بالصورة السلبية المظلمة في نظر ولدها لأنها كانت تخشى أن تأتي زوجة لولدها في البيت وتكون صورة منها (من عائشة) في طريقة تعاملها مع أم زوجها (وهو نوع من الإحساس بالخوف من الانتقام الإلهي ومحاولة منع حدوث ذلك الانتقام)!

لكن (عائشة) لم تدرك أنها بهذا العمل قد ارتكبت خطيئة كبيرة بحق ولدها الذي كان بارا بها إلى درجة لا توصف.. حيث وصل إلى مرحلة صار فيها خائفا من مرحلة (ما بعد والدته).. فهو يعيش معها في بيت لا يشاركهما فيه سوى الخادمة.. فكيف سيكون حاله لو صار وحيدا؟!

من جهة أخرى.. هناك أشخاص يحيطون بالابن (خالد) في عمله.. وهم طامعون في ثروته.. فيعرضون عليه الزواج من فتاة من عائلة فقيرة، وهي فتاة جميلة وصغيرة كانت تحب شابا لم يوافق والده على زواجه منها بسبب فقرها واختلاف المستوى الاجتماعي بينهما.

توافق (عائشة) على زواج ابنها (خالد) من تلك الفتاة (ليلى) بعد أن أقنعها بعض الأشخاص المقربين لها..

وبعد الزواج تحاول (ليلى) إقناع خالد بافتتاح مؤسسة مقاولات حتى يكون له عمل خاص به بعيدا عن وظيفته.. وكان صاحب تلك الفكرة هو (حمود الصخة) الصديق العزيز لخالد، وهو أيضا صديق والد (ليلى).. حيث كان حمود الصخة يريد الاستفادة من ثروة خالد ليصبح مدير المؤسسة ويستولي على أكبر قدر من الأرباح..

يمر الوقت حتى تنجح الزوجة (ليلى) وعائلتها بإقناع (خالد) بأن والدته (عائشة) ليست في وضع طبيعي وبأنها مصابة بمرض نفسي، حيث إن وجودها في البيت خطر ويجب نقلها إلى دار المسنين..

وقد نجحوا في إقناع خالد بذلك بعد أن ادعت (ليلى) بأنها حامل (وهي غير قادرة على الإنجاب)..

ثم تتعرض المؤسسة للسرقة من قبل (فرحان) وهو ابن (حمود الصخة).. حيث يصل الأمر إلى حد الإفلاس نتيجة عدم قدرة الشركة على الوفاء بتعهداتها مع العملاء....

وكانت المصيبة الأعظم التي نزلت على (خالد) هو سقوط زوجته ليلى في البيت بعد انزلاقها ومن ثم نقلها إلى المستشفى ليكتشف أنها ليست حاملا.. فيقرر طلاقها.. ثم يتجه إلى دار المسنين حتى يعتذر لوالدته (عائشة).. ولكن.. لقد كانت في حال لا يمكن وصفه..

إضافة إلى وجود شخصيات أخرى متعددة وأحداث فرعية في العمل.. لكني سأكتفي بالحديث عن الخطوط الأساسية دون الخوض في بقية الجوانب..

وبصراحة.. لم تنزل الدموع من عيني بسبب نهاية مسلسل سوى مرتين.. في نهاية مسلسل (على الدنيا السلام) حين ماتت العجوز في سرداب المنزل.. وفي مسلسلنا هذا (العقاب) حين ذهب خالد للقاء والدته في دار المسنين!

حيث كانت النهاية تمثل ما يمكن أن نسميه (عقابا مزدوجا) لكل من الأم والابن في وقت واحد!

ملاحظات عامة حول المسلسل:
- بصراحة لست مقتنعا بشكل كامل بمستوى الإخراج.. صحيح أن المخرج (الشايجي) قد اجتهد وبذل جهدا كبيرا.. لكني أعتقد أنه كان بالإمكان أفضل مما كان..

- فكرة العمل وتأثيرها على المشاهد كفيلة بأن تجعلنا نتجاوز الهفوات (الصغيرة) الموجودة فيه، وكذلك الأداء الرائع لكثير من الممثلين والتلقائية الجميلة في الحوارات..

- مع كامل احترامي .. بالنسبة للفنان (ولد الديرة) .. فقد (مصخها كثيرا) في خروجه عن النص..

- أفضل فنان بالنسبة لي في هذا العمل هو الراحل (غانم الصالح).. الصالح لكل الأدوار.. في دور (حمود الصخة)!

- الفنانة المعتزلة (أنوار أحمد).. في دور الزوجة (ليلى).. قد أدت (دور العمر) بالنسبة لها.. وتستحق رفع القبعة لها على أدائها..

من لديه أي ملاحظات حول العمل .. أرجو أن يزودنا بها..

مزاج اليوم.. يا عاشق غيري وأحبك..