الأستاذ الفاضل (عبدالمحسن الشمري).. الناقد في جريدة القبس.. مقالك جاء متأخرا عشر سنوات مع الأسف.. لقد فات الأوان! الأستاذ الفاضل (عبدالمحسن الشمري).. الناقد في جريدة القبس.. مقالك جاء متأخرا عشر سنوات مع الأسف.. لقد فات الأوان! أفضل علاج للدراما المحلية.. التخلص من عقدة «الثلاثين حلقة»
عبدالمحسن الشمري | أشرنا في مقال سابق إلى الخطوة الجريئة التي أقدم عليها منتجو «حكايات» الذي يعرضه تلفزيون الكويت هذه الأيام، واشرنا إلى أن تقديم سداسيات أو سباعيات أمر مهم جدا، وربما يكون خطوة للتخلص من عقدة الثلاثين حلقة التي استشرت في الجسم الدرامي المحلي والعربي في السنوات الأخيرة، تحت ضغوط ورغبة من الفضائيات التي يهمها أن تحقق ربحا وجماهيرية، ولا تنظر بأي حال من الأحوال إلى القيمة الفنية التي يتضمنها العمل المقدم، وخير دليل اصرار الفضائيات على أعمال ضعيفة جدا أو مفبركة مثل ما يقدمه رامز جلال أو محمد الصيرفي. والمتابع لما تقدمه الفضائيات المحلية والخليجية، على وجه التحديد، لا بد ان يكتشف مدى الضعف الذي تعانيه المسلسلات التي تبث، حيث المط والتطويل والترهل والدخول بأحداث وتفاصيل لا علاقة لها بالفكرة الرئيسية التي يتناولها المسلسل، كما أن بعض الأعمال التي بدأت قوية عبر حلقاتها الأولى تراجعت بشكل كبير، ولم يعد المشاهد يجد ما يجذبه إليها لعدم وجود أحداث جديدة أو تفاصيل تدور في فلك القضية الأساسية التي يتطرق إليها المسلسل.
ساق البامبو
كنا قد أشرنا إلى مسلسل «ساق البامبو» باعتباره أحد الأعمال المهمة التي اختارتها الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله، خاصة أنه يتناول قضية خطيرة لم تتطرق إليها الدراما المحلية بهذا الشكل من قبل، وتتعلق بزواج الكويتي بأجنبية ومدى تأثير ذلك في العائلة والأسرة والمجتمع، إلى جانب تناوله قضية البدون بشكل أكثر شمولية من الأعمال التي مرت على القضية مرور الكرام.
لكن يبدو أن «ساق البامبو» قد وقع أخيرا في مطب المط والتطويل والتكرار وبدت حلقاته مترهلة، نقول ذلك لأننا توقعنا أن يبتعد المسلسل عن تلك السلبيات، خاصة أن وراءه أسماء مهمة في مجال الكتابة مثل محفوظ عبدالرحمن تحت إشراف مؤلف الرواية سعود السنعوسي، لكن يبدو أن رغبة الجهة المنتجة بتقديم ثلاثين حلقة أفسدت الكثير من الامور، وبتنا نتابع مشاهد ضعيفة جدا.
قضايا مجتمعية
نشير إلى مسلسل «ساق البامبو» بالتحديد لأن العديد من الأعمال المحلية سقطت من حساباتنا لعدم الجدوى من متابعتها لضعف ما تقدم من أحداث وحوارات ومشاهد، أغلبها لا يرتبط بقضية معينة.
ربما يكون حديثنا عن «ساق البامبو» قاسيا لأننا نحب الفنانة سعاد عبدالله، ونحترم ما تقدم من أعمال، ونعلم مدى حرصها على العمل الذي تقدمه وحرصها على تبني قضايا مجتمعية تطرح مضامين تتعلق بواقع الإنسان وهمومه، ولأننا نحب «أم طلال» ونعلم أنها تتقبل النقد الموضوعي فإننا نشير إلى أن تقديم مسلسل «ساق البامبو» عبر ثلاثين حلقة لم يكن الاختيار الموفق، ونسأل بكل حب ألم يكن من الأجدر لفنانتنا الرائعة أم طلال لو أنها قدمت المسلسل في 15 حلقة أو أقل، خاصة أن لها تجارب في تقديم مسلسلات من 13 حلقة نجحت نجاحا كبيرا خلال فترة الثمانينات من القرن المنصرم مثل «خالتي قماشة»، و«خرج ولم يعد» وغيرهما.
التخلص من العقدة
لماذا أصرت سعاد عبدالله على تقديم مسلسل من ثلاثين حلقة؟. ما الذي كان سيضرها لو تخلصت من «عقدة» الثلاثين حلقة، خاصة أن بعض الفنانين الكبار تخلصوا منها ونشير في هذا المجال إلى تجربة الفنانة ليلى علوي التي قدمتها قبل عدة سنوات.
إن الإصرار على دراما الثلاثين حلقة يحتاج إلى خطوات عملية من نجومنا الكبار أمثال سعاد عبدالله وحياة الفهد وعبدالحسين عبدالرضا، تبدأ هذه الخطوات بعدم الرضوخ لمطالب المنتج الذي لا يهمه سوى مصلحته وربحه، ثم اختيار أعمال تقع في 15 حلقة أو أقل، ولا بأس من أن يقدم الفنان خلال شهر رمضان عملين أو اكثر يصل مجموع حلقاته إلى ثلاثين بحيث تعرض على مدار الشهر.
لماذا لا يجرب نجومنا الكبار تقديم سداسيات أو سباعيات أو مسلسل من 13 حلقة، قبل شهر رمضان المقبل تكون خطوة أولى للتخلص من عقدة الثلاثين حلقة التي أفسدت الدراما المحلية. __________________ أحبائي أهالي غزة .. أنتم تاج على رأسي .. الرحمة لشهدائكم جميعا ..
|