بسم الله الرحمن الرحيم
السبب في تدهور الحالة الفنية سواء المسرحية أو التلفزيونية أو حتى السينمائية ( حتى مع ندرتها خليجيا )
هو الاتجاه نحو خط " الواقعية "
المسلسلات القديمة التي أثارت إعجاب الجماهير الخليجية والعربية المقيمة في الخليج
كانت " خياليتها "
فلا مجال لوجود خالة تضع كاميرات مراقبة في غرف أبناءها
ولا عم وزوجة عم يحيلان ابنتين إلى مشفى الأمراض العقلية ( على الأقل في مجتمعنا الخليجي ) مهما كان تجاوزهم على حدود الضمير
ولا يوجد من يقوم بعدد كبير من الصفقات التجارية بعد أن يأخذ مبلغ التثمين
على الأقل خليجيا، على الأقل في مجتمعنا نحن الخليجي
هذا الأمور لا توجد، وهذا ما جعل من هذه الأعمال متنفسا مريحا للمشاهد الخليجي
كان يتابع العمل وهو يشعر بالأمان والراحة النفسية لعلمه أن هذه مجرد خيالات كاتب ظريف
بمجرد دخول الخط الواقعي على الكتابات، ظهرت كل الامتعاضات من قبل المشاهد
على الرغم من أن ما يذكرونه في مسلسلاتهم مأخوذ من قصص متناقلة وممكنة الحدوث ( مع ندرته )
المشاهد لا يريد رؤية الانعكاسات السلبية في المجتمع
المشاهد يريد متنفسا يريحه من عناء التعب بعد يوم طويل في العمل أو الدراسة أو عمل المنزل أو حتى أولئك غير المشغولين الذين يريدون الجلوس بهدوء أمام شاشة التلفاز لتمضية الوقت فحسب
خط الواقعية من أسوء الخطوط الممكن اتباعها دراميا
ولذلك تجد أن المسلسلات الأمريكية خيالية ومبالغ فيها كثيرا
والحالة الوحيدة الواقعية التي يأخذونها في كتاباتهم هي القصص الحقيقية
بحيث لا يمكن للمشاهد انتقاد تصريحهم بواقعية العمل، كما يحدث هنا
فتجد أكثر المشاهدين الخليجيين يواجهون هذا التصريح بغضب، باعتبار أن ما يظهرونه في الأعمال
تعد حالات نادرة وليست بهذه الكثرة حتى يتم تسليط الضوء عليها
كل ما يحدث في الدراما المتلفزة أو المسرح من استهجان الجمهور المشاهد سببه النصوص الواقعية
عليهم تجنبها والعودة للخيالات مع إدخال محاور واقعية خفية وغير مباشرة لتسليط الضوء عليها
كما حدث في التركيز غير المباشر على مسألة سكن الأبناء وزوجاتهم وأبناءهم في منزل واحد
أو مسألة الاستماع للكبار والأخذ بنصيحتهم والتصرف الجيد في صرف النقود
والابتعاد عن البخل والمعاملة الجيدة بين الأزواج وغيرها من الأمور المهمة التي نوقشت في مسلسلات الخليج القديمة بقوالب خيالية مرحة ومضحكة