الحلقة الثانية
الفنان القدير سعد الفرج
----------------------------------------
لحظة الاجتياح
غزو الكويتلحضة دخول الغزاة كان الفنان سعد الفرج نائم في بيته بمنطقة قرطبة ، سمع أصوات الطائرات والهيلوكبترات في الصباح بعد شروق الشمس .. لم يتوقع ان الموضوع عزو او حرب
نام بسجيته ، وبعد مرور 6 ساعات جائت اتصالات لبيت الفنان سعد الفرج .. اتصالات من الاهالي و من كان يعمل في سلك الداخلية والجيش الوطني مؤكدين خبر الغزو ، سارعت ام بدر لتوقض ابو بدر في الساعة 7 صباحاً واخبرته واكدت له خبر الاجتياح ، لم يستوعب الخبر وظل يمشي في حوش منزله يفكر
و قبل انتشار الغزاة في الكويت بشكل اوسع ، توجه مباشرة الى شقة صديقه عبد الرضا بولند في منطقة الجابرية (الساعة7:45ص) لمتابعة الاخبار الاخيرة حيث كانت شقة صديقه مقر لمعرفة آخر الاخبار
بقي ساعات في شقة صديقه عبد الرضا وكان يستقبل آخر الاخبار، وصلته اخبار مزعجة واشاعات تقول ان القوات العراقية احتلت الكويت واشاعات غير مؤكدة مثل اعتقال امير البلاد الشيخ جابر و وقوع الابراج وقتل الشيخ فهد الاحمد .. وكل هذا كان في أول يوم وكان مصدوم بما يحصل خرج من شقة صديقه واتجه الى البيت وكان الجميع بانتظار عودته سالماً ، نصحه الكثير بالاختباء في مكان آخر بعيداً عن الاضواء والبعض نصحه بالسفر لكنه لم يقرر بعد البقاء او الخروج ..
قرر الاستقرار مؤقتاً في شقة صديقه عبد الرضا بولند وبقي لمدة ثلاثة أشهر وكان يتردد على بيته للاطمئنان على اسرته ، وتأكد انه مطلوب ودخل الجيش العراقي اكثر من مرة للبحث عنه ، برفقه احدى الخونة وهو
عمر محمد فاضل
الذي كان يتردد على بيت الفنان سعد الفرج لإجباره في الموافقة لاجراء مقابلة صحفية لصالح النظام العراقي ، لكنهم لم يحصلون عليه وهو بالفعل غير موجود ---------------------------------------------------------------
الفنان القدير سعد الفرج
كان واحداً من أهم المطلوبين للقوات العراقية التي كانت تطارده من مكان إلى آخر، حتى أن جنود الاحتلال قاموا باقتحام منزله في منطقة قرطبة مرات عدة ، لكنهم لم يحصلون عليه ، خصوصاً بعد أن قرر مغادرة منزله والتنقل بين بيوت الأصدقاء
لم يذق طعم الراحة خلال تلك الفترة السوداء
---------------------------------------------------------------
أثناء تواجده في أحد الاماكن التي يقيم فيها مؤقتاً ، شاهد موقف أليم واعتبره من اصعب و أسوأ المواقف التي شاهدها في حياته ، عندما رأى شاباً كويتياً وهو يلوّح بعلم الكويت يميناً ويساراً، ولم يتوقف هنيهة عن التلويح به بالرغم من تعرضه للضرب المبرح، والركل والتنكيل من جنود الاحتلال الذين لم يكتفوا بذلك بل قاموا بنقله إلى جهة غير معلومة ، مسرح هذه الحادثة الأليمة كان في شارع دمشق القريب من استاد الصداقة والسلام في نادي كاظمة الرياضي، والذي تحوّل إلى أكبر معتقل لأبناء الشعب الكويتي.
---------------------------------------------------------------
بدر سعد الفرج
صُعق بخبر أعتقال نجله البكر "بدر"
الذي تم سجنه في مبنى الاحداث ، حكم عليه بالإعدام مع مجموعة من ابناء الكويت ...
وبعد فترة قصيرة أيضاً ... تم اعتقال ابنه "فرج "
و تم تعذيبه تعذيب شديد وظل رهينة الاعتقال الى يوم التحرير تم الافراج عنه ولكن بحالة صحية سيئة حيث اصبح من ذوي الاحتياجات الخاصة
والآن و بعد مرور 26 عاماً من احداث الغزو الغاشم لازال ابنه فرج يعاني من اثار التعذيب كان طالب سنة ثانية جامعة "من المتفوقين" ، لكن بقي على ماهو عليه لحد الآن نتيجة التعذيب
وايضاً استشهد احد اقربائه من العائلة ومن ابناء اصدقائه ومن معارفه المقربين ، الأمر الذي اثر على الفنان سعد الفرج نفسياً وصحياً حيث اصيب بوعكة نتيجة الضروف و الاثار النفسية اجبرته واجبرت اسرته على اقرار الخروج فوراً من الكويت ، و بالفعل خرج من الكويت عن طريق البر
عبد الحسين عبد الرضا و سعد الفرج
قبل خروجه من الكويت دعى رفيق دربه الفنان عبد الحسين عبد الرضا ان يرافقه (حسب ماذكر عبدالحسين) كونه مستهدف ايضاً وكانوا مقررين الخروج معاً الا ان عبد الحسين يتراجع في اخر اللحظات
---------------------------------------------------------------
توجه إلى المملكة العربية السعودية (الدمام) عن طريق البر استقبله
الشيخ فهد بن سلمان ال سعود
في الخفجي / بينهم معرفة وعلاقة صداقة قوية قديمة فهم كانوا و زملاء دراسة ونقل إلى أحد المستشفيات هناك ، وبقي في المستشفى متابعاً للأخبار من خلال المذياع وكان ذلك أواخر شهر أكتوبر في العام 1990
---------------------------------------------------------------
طلب الشيخ فهد من الفنان سعد الفرج التعاون معه في مهمته وتم تعيين سعد الفرج كونه شخصية معروفة "معرف للكويتين" مهمته استقبال الكويتين وتسهيل احوال الكويتين المقيمين في الدمام وتوفير لهم احتياجاتهم
---------------------------------------------------------------
استقبل خبر التحرير كان في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية كما استقبل خبر الافراج عن ابنائه وهم بصحة وسلامة لم يتمهل في العودة للكويت
عاد للكويت وفي أول لقاء جمعه مع رفيق دربه الفنان ع
بدالحسين عبد الرضا اوائل ايام التحرير قال:
كنا في خارج الكويت نتألم اكثر منكم
---------------------------------------------------------------
التقى سعد الفرج بأوائل ايام التحرير بالأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ال صباح
اخبره بالمواقف الصعبة التي مر فيها أثناء ماكان يتكلم سعد الفرج كانت دموعه سباقة لم يستطيع امير البلاد آنذاك الامير شيخ جابر فـ بكى الاثنين معاً
---------------------------------------------------------------
عزم الفنان سعد الفرج تقديم عمل بمناسبة الغزو لكن لم يقدم له او ربما قدم له لكن لضروف منعت ذلك ، حيث شارك الفنانة المصرية بوسي بعد عامين من التحرير وهو
مسلسل الماضي وخريف العمر
عمل ليس له علاقة بالغزو وبقضية الاحداث المؤسفة لكنه في هذه الفترة كان يترقب عمل يتطرق لقضية الغزو ، ضروف حصلت وتاجيل و رفض وتعديل
بعد مرور 10 سنوات اخيراً عرض عليه تجربة فيلم قصير يحكي جانب بسيط جداً من احداث الغزو ، من الفنان والمخرج وليد العوضي
فيلم السدرة
تأليف واخراج وانتاج وليد العوضي ، ويعتبر هذا ثاني تجربة سينمائية بنسبة لـ الفنان القدير سعد الفرج ، بعد فيلم بس يا بحر الذي قدم في عام 1971
واكد سعد الفرج في احد لقائته ان دوره في فيلم السدرة مقارب لما تعرض له ايام الغزو
وقال سعد الفرج:
لم يأت اختيار المنتج والمخرج وليد العوضي لي من فراغ ، فالدور الذي جسدته في فيلم «السدرة» لم يكن تمثيلاً بقدر ما كان تجسيداً لواقع عايشته
وقد رفضت تقاضي أجر عن دوري في الفيلم من منطلق شعوري
أنني أشارك في عمل وطني لبلدي الكويت
شاركت معه ابنته في الفيلم الطفلة " ختام "
---------------------------------------------------------------
ملاحظة معروفة عند الوسط الفني والمجال الاعلامي
و غير معروفة بنسبة للجمهور و عامة الناس
الفنان القدير سعد الفرج
يرفض النقاش والكلام عن ما حصل في الغزو من خلال المقابلات واللقاءات الصحفية والتلفزيونية والاذاعية بسبب حساسيته من الموضوع الى درجة ان دمعته تنزل بمجرد ما يسمع كلمة "الغزو" واغلب الاعلاميين يحترمون شعوره وهناك من لا يحترم شعوره فـيتعمد بذكر ما يتعلق بالغزو بهدف اثراء اللقاء فقط بدون تقدير لشعور القدير ابوبدر
---------------------------------------------------------------
هذه قصة الفنان القدير
سعد الفرج
ايام الغزو الغاشم
....
ترقبوا الحلقات القادمة
مع نجوم آخرين .. وتفاصيل لأول مرة ..