الحلقةالسادسةعشر
الفنان شعبان عباس
-------------------------------------------------
اجتاحت القوات العراقية الكويت فجر الخميس 2 اغسطس بعد صلاة الفجر مباشرة ، حينها شعبان كان نائماً و لم يعلم هو واسرته عن مايجري في الخارج
استيقظ شعبان في تمام الساعة التاسعة صباح الخميس ، اثناء تناوله وجبة الافطار وكان يشاهد التلفاز تفاجئ بسماع القنابل والطائرات والتفجيرات
وكانت اسرته تراقب الاوضاع من نافذة المنزل وجميع من البيت غير مستوعب ما يحصل في الخارج وكان هناك تخوف على مصير الكويت وشعب الكويت ، شعبان غير مستوعباً ما يحصل في الخارج ، شعوره خوف و رهبه وقلق ..
-------------------------------------------------
بعد مرور ساعات تيقن شعبان واسرته ان الكويت محتلة ، بدأ شعبان يتردد على نوافذ المنزل لمتابعة ما يحصل في الخارج ، ومنعته اسرته الخروج من البيت
كان هناك تخوف على شقيق شعبان الاكبر الذي كان يعمل في سلك الداخلية وكان هناك تخوف عليه حيث كان يعمل في مكان حساس جداً ، وثم تأكدوا ان شقيق شعبان تم أسره واقتياده في مكان مجهول
-------------------------------------------------
شعبان عباس
بعد مرور أشهر واثناء ماكان يتجول شعبان مع اصدقائه ، قبض عليهم الجنود العراقيين وفي حوزتهم علب فارغة كان يعتقد الجنود انها علب للكتابة على الجدران ، تم اقتياد شعبان للمركز الشرطة مع اصدقائه وتعرضوا للضرب المبرح والإهانه والسخرية ، وتم سجنهم واقتيادهم إلى مكان مليئ بالأسرى
شعبان عباس
بعد مرور ساعات تم اخبارهم عن صدورعليهم حكم الاعدام ، رغم ان الجنود العراقيين تأكدوا ان العلب ليست كما كانوا يعتقدون في البداية (رش) للكتابة ، عاش شعبان مع اصدقائه ايام وهو يشعرون بالخوف والرعب وبدون سبب و رغم صغر سنهم سيفارقون الحياة
كانت الصدمة والدهشة لا توصف وكان حجم الخوف والرعب لا يوصف ، تشهدوا لله و تعاهدوا معاً ان يموتون فداءاً للكويت ، وبعد مرور ايام نادى عليهم الجندي العراقي واخذهم لغرفة الضابط وكانوا متوقعين اعدامهم في اي لحظة وبطريقة وحشية
متوقعين ان يتم اعدامهم كما تعرض له بعض الشهداء من ابناء الكويت ، استقبلهم الضابط واجبرهم بتوقيع على اوراق متعلقة بقرار الاعدام دون تحديد موعد التنفيذ لكنهم متوقعين الاعدام في اي لحظة ، بعد مرور أيام جاء والد صديق شعبان و اقنع الضابط بخروج ابنه و شعبان مع بعض مقابل مبلغ مادي كبير ، تراجع الضابط عن قرار الاعدام و تم الافراج عنهم فوراً
------------------------------------------------- الفنان شعبان عباس
احدى المواقف التي ذكرها شعبان اثناء مروره عند الاسواق لشراء المواد الغذائية تفاجئ بإحدى الجنود العراقيين يتناول "دهن نيفيا" باعتقادهم هذا قيمر او قشطة او شيئ متعلق بالاجبان والالبان ، لم يتماسك شعبان من الضحك حينها
-------------------------------------------------
كما صادف شعبان احدى الجنود العراقيين يتناول الكاتشب من الحجم الكبير ، شعبان كان يتعجب بطريقة لهفتهم اثناء الاكل وكان يقول في نفسه معلقاً على المشهد الذي امامه (عفية بلعوم)
-------------------------------------------------
تعرض والد الفنان شعبان عباس إلى وعكة صحية في آخر ايام الغزو ، وكان يتردد للجلوس معه ومساعدته وتوفير له ما يحتاج ، واثناء ماكان جالس مع ابيه استقبل خبر التحرير من اهله
وكان شعوره لا يوصف ، لم يتمالك نفسه من الفرحة ، أطل على النافذة و رأى الناس تخرج من البيوت حاملة للاعلام و صور الامير ، توجه مباشرة نحو باب المنزل وهو يجري
قبل خروجه من البيت كان يبحث عن اي شي لحمله ليعبر عن فرحته وشعوره لم يلقى شيئ سوى اعواد الاشجار المرمية في حوش المنزل (الاعواد الصغيرة) اخذها بدون تركيز و كانت الفرحة كبيرة بنسبة له
و اثناء ماكان يركض طاح على الارض في بقعة (رمل مبلل بالماء) توسخت ملابسه لكنه لم يشعر ولم يبالي قام وكان يجري ويصرخ بصوت عالي: الله هو اكبر ، انتصرت الكويت ، يعيش الامير ، تبقى الكويت .. لحين وصوله الى مركز تجمع الكويتين المعبرين عن فرحتهم بالرقص والغناء وكان يشاركهم وفرحته لا توصف
-------------------------------------------------
شعبان عباس
بعد التحرير قررت مؤسسة الابرق للانتاج الفني تقديم مسرحية سياسية كوميدية تتناول قضية الغزو وبعض ما تعرض له شعب الكويت بقالب كوميدي ، ووجهت لشعبان المشاركة
مسرحية مخروش طاح بكروش / عام 1991
حققت المسرحية نجاح كبير و رغم ان بدايات شعبان في اواخر الثمانينات لكن بدأت شهرته من خلال هذه المسرحية
وعرف شعبان على مستوى الكويت والخليج حينها من خلال هذا العمل وتعتبر هذه المسرحية انطلاقته الحقيقية واشتهر بـ لزمته المعروفة (قلكـ طيط)
وبعد النجاح قررت جهة الانتاج تقديم جزء ثاني بعنوان: طاح مخروش ، وقدمت في عام 1993 وشارك شعبان ايضاً في الجزء الثاني من اخراج بدر محارب
عرضت في عيد الفطر عام 1993 على مسرح الدسمة وثم انتقلت المسرحية الى مسرح سينما الاندلس ، و كانت العروض مرتين في اليوم الواحد وعدد الكراسي 2000 وكانت تمتلئ الكراسي يومياً
حصلت القائمين على مسرحية طاح مخروش ضغط كبير في التنظيم وفقدوا السيطرة بسبب الجمهور الغفير ، فكان عدد الجمهور المتواجدين في الخارج اكثر من الجمهور في الداخل الصالة
وبسبب الازدحام في الدخول والخروج ، الجمهور كسر البوابة مرتين اتفقت جهة الانتاج مع وزارة الداخلية لنشر دوريات الشرطة حول مبنى مسرح سينما الاندلس ------------------------------------------------- معلومة عن الفنان شعبان عباس:
كان حريص على التقاط الصور في فترة الاحتلال وله من ارشيف صور التقطها ايام الغزو الغاشم ، في عام 1997 شائت الاقدار و اشتعلت غرفته بالنار بسبب التماس كهربائي واحترق فيها الكثير من اغراض شعبان الخاصة من ضمنها ارشيف الغزو واتلفت
---------------------------------------------------------------
.........
ترقبوا الحلقات القادمة
مع نجوم آخرين .. وتفاصيل لأول مرة