[عندليب الكويت]

«رمانة».. ضعف النص أفسد متعة العمل

عبدالمحسن الشمري |
نحترم في الفنانة القديرة حياة الفهد بحثها الدائم عن أعمال درامية تناقش قضايا المرأة، تركز فيها على همومها ومشكلاتها وتدافع عنها، وتحاول الفهد اسماع صوتها عاليا، وفي مسعاها هذا تعود أحيانا إلى التراث لتستلهم منه حكايات تصلح لمناقشة القضية الأساسية التي تريد طرحها، كما أنها تبحث في خط مواز عن العناصر الشابة من مختلف التخصصات، سواء الممثلين أو المخرجين أو المؤلفين، لتؤكد أن من ضمن رسالة الفنان الحقيقية وأهدافه الأخذ بيد من يمتلك الموهبة.

خط كوميدي
في مسلسلها «رمانة» الذي تعرضه حاليا عدة محطات فضائية، من بينها تلفزيون الكويت تعود الفهد إلى الخط الكوميدي من جديد في نص كتبه محمد العنزي، ويشارك في بطولته إلى جانب الفهد عدد كبير من الفنانين، منهم هيا الشعيبي، محمود بوشهري، هنادي الكندري، ليلى عبدالله، محمد صفر، محمد رمضان، أمل محمد، وليد الضاعن.

وتعود في المسلسل الفنانة شيماء علي إلى الدراما بعد توقف عامين لظروف خاصة، كما يشارك في المسلسل عدد من فناني الخليج، منهم الإماراتي أحمد الجسمي، والقطري ناصر محمد وعدد من الوجوه الشابة، وهو من إخراج حسام حجاوي.

نقطة تحول
تتمحور الحكاية الرئيسية للمسلسل حول شخصية «رمانة» التي تؤديها الفنانة حياة الفهد، وتجسد شخصية امرأة تكافح في حياتها وتحقق طموحها بعد كفاح وتصبح ثرية، وتقرر الاستمتاع بمالها والملاحظ في الحكاية أن شخصية رمانة، وهي المحور الأساسي للحدث، لا تظهر في معظم المشاهد، كما هي أعمال الفهد السابقة، إذ إن هناك توزيعا معقولا للأدوار والشخصيات الأخرى، ومنح النص العديد من الشخصيات أدوارا كبيرة تتحرك ضمن أحداث العمل، وإن كانت شخصية «رمانة» هي المحرك الرئيسي.

ونعتقد أن حياة الفهد قد التفتت أخيرا لأهمية العدالة في توزيع الأدوار وعدم تركيزها على الشخصية التي تلعبها، وكان المؤلف واعيا لتلك النقطة، لكن النص بدا ضعيفا وهشا في العديد من المشاهد، ولم يلتفت المؤلف إلى الحوار بين شخصيات العمل، فظهرت هزيلة إلى درجة غابت معها متعة المشاهدة في كثير من المشاهد.
ونعتقد أن أحداث المسلسل لا تتحمل ثلاثين حلقة بل ربما تكفيها 13 حلقة، لذا شعرنا بأن هناك «مطا» وتكرارا في العديد من المشاهد.

كوميديا مفتعلة
لاشك أن الفنانة حياة الفهد تتمتع بطاقة كبيرة في الأداء الكوميدي بعفوية وتلقائية، وقدرة كبيرة على إقناع المشاهد بما تؤديه، سواء على خشبة المسرح أو في التلفزيون، وهو أمر يعود إلى الخبرة الطويلة وتراكمها لسنوات طويلة، لذا فإن حضورها في المشاهد التي تظهر فيها ضمن أحداث المسلسل يطغى على ما سواها وهذا أمر طبيعي، لكن حضورها الكوميدي الطاغي أضاع على بعض الممثلين التواصل معها، أو في مشاهد أخرى خاصة أن بعض هؤلاء الممثلين لا يصلح من وجهة نظرنا للأدوار الكوميدية مثل الفنان محمود بوشهري وليلى عبدالله، وإذا كنا نشفع لليلى عدم حضورها الكوميدي لقلة خبرتها، فربما تستفيد من هذه التجربة في أعمالها الجديدة.
أما الفنان محمود بوشهري فنعتقد أنه لا يصلح للأداء الكوميدي، ومن الأفضل أن يعود إلى الأدوار التي برز فيها، فالأداء الكوميدي يحتاج إلى مواصفات معينة.

بين شيماء وناصر
من أبرز الأمور التي نجح فيها النص هو عودة الفنانة شياء بعد توقف، وفي عودتها ما تزال هذه الممثلة تمتلك الكثير من المواصفات المطلوبة في الفنانة الناجحة، ومنها العفوية في الأداء والتلقائية، وقد نجحت شيماء في أدائها الكوميدي إلى حد كبير، ونعتقد أن عودتها إلى التمثيل ستشعل المنافسة بين الممثلات الشابات في الساحة الفنية.

وقد برز في مسلسل «رمانة» الممثل القطري ناصر محمد الذي يمتلك مواصفات الفنان الكوميدي.
ومن حسنات العمل إتاحة الفرصة لعدد من الممثلين الشباب في المشاركة، وهي خطوة مهمة تحسب للفنانة حياة الفهد التي دائما ما تأخذ بأيدي الشباب.