رد: 2017 ✿๑ الخيمة الرمضانية ๑✿ آراء ︱ انطباعات ︱نقد ︱حلقات يومية ︱فضفضة ︱نقاشات << متجدد الأعمال الكوميدية وقعت في فخ الركاكة عبدالمحسن الشمري |
يقدم تلفزيون الكويت خلال الدورة الرمضانية الحالية عدة مسلسلات على أنها كوميدية، وهي المرة الأولى التي يركز فيها التلفزيون على مثل هذه النوعية من الأعمال في دورة رمضان على حساب الأعمال الدرامية، مع العلم بأن التلفزيون سبق له أن قدم مثل تلك النوعية في سنوات ماضية، ولكن ليس بهذه الكثافة التي تطغى على الأعمال الدرامية. ومن الأعمال التي يتابعها جمهور التلفزيون هذه الأيام «رمانة» للفنانة حياة الفهد، و«بو طبيع» للثنائي عبدالرحمن العقل وعبدالناصر درويش، و«سيل وهيل» للفنان حسن البلام الذي اختار مجموعة من الوجوه الشابة تشاركه البطولة.
النص المشكلة
مسلسل «رمانة» هو الأفضل نسبيا، لوجود حبكة درامية واضحة وأحداث مختلفة وقصة تتمحور حولها الأحداث، لكن المط في الحوارات والمشاهد ضيع الكثير من المتعة على المشاهد، وشاهدنا العديد من الصور المكررة والمقحمة التي يمكن أن تلغى دون أن يؤثر ذلك في العمل.
أما مسلسل «سيل وهيل» فإنه يميل إلى الفانتازيا والإبهار في الصورة، لكن مشكلته الأساسية تكمن في النص الذي ظهر ركيكا إلى درجة كبيرة، ومما أسهم في افتقاد النص لمقومات العمل الكوميدي خروج عدد من ممثليه عن الإطار العام للعمل، واعتمادهم على مواهبهم في الإضحاك، وشعور كل ممثل منهم أنه النجم الأوحد القادر على تقديم الكوميديا، ما أوجد نوعا من الترهل في «الأحداث»، لم ينفع معه الحضور الواضح للفنان حسن البلام الذي يمتلك موهبة الأداء العفوي.
وفي مسلسل «بو طبيع» استعان الفنان عبدالرحمن العقل بالفنان الكوميدي عبدالناصر درويش الذي عرف بأدواره الكوميدية، وكنا نتوقع أن يحقق هذا الثنائي نقلة في الاعمال الكوميدية، لاسيما أن الفنان عبدالرحمن العقل عرف بأدائه المتزن وقدرته الفائقة على تجسيد أصعب الأدوار، لكن يبدو أن النص كان حائلا أمام ذلك، وظلت الأحداث تدور ضمن مشاهد غاب عنها الفعل الحقيقي.
البحث عن كاتب
ويبدو أن نجوم الكوميديا لدينا يعانون مشكلة الكاتب الكوميدي القادر ليس على اختيار الفكرة الأساسية للعمل، ولكن القادر على توظيفها من خلال الشخصيات ومن خلال الأحداث المناسبة، وعلى الرغم من محاولات عدد من المؤلفين تقديم نص كوميدي فإن تلك المحاولات غالبا ما تصطدم بكتابات سطحية غير معمقة، تعتمد على الإضحاك من خلال تسطيح الأحداث، ويغيب عنها الفعل الذي يبرر تلك المواقف، فتتحول الكوميديا إلى إضحاك وهزل يصل إلى حد التهريج، وهذا ما كشفته أعمال شهر رمضان الحالي.
غياب الكاتب القادر على كتابة نص كوميدي كانت وراء دخول عدد من نجوم التمثيل مجال التأليف، ولنا في الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا خير مثال، إذ انه في الغالب يقوم بإعداد النصوص التي يلعب بطولتها، ويضفي عليها لمسة كوميدية ليس على الشخصية التي يؤديها وحسب، بل على الشخصيات الأخرى بهدف تقديم وجبة كوميدية شهية للمشاهد.
مبارك الحشاش وطارق عثمان
بقي القول إن الأعمال الكوميدية المحلية تنتظر المؤلف المنقذ الذي يمتلك موهبة الكتابة الكوميدية الحقيقية، ومن خلال متابعتنا للأعمال المسرحية الكوميدية نعتقد أن هناك بعض الأسماء التي يمكن لها خوض تجربة الكتابة الكوميدية للتلفزيون مثل بدر محارب ومحمد الحملي، إلى جانب الفنان الكبير محمد جابر الذي أشار أكثر من مرة الى ان لديه اكثر من نص كوميدي جاهز.
وإلى ان يظهر كاتب كوميدي حقيقي، نظل نترحم على الكاتب طارق عثمان الذي قدم لتلفزيون الكويت أفضل الأعمال الكوميدية مثل «خالتي قماشة، خرج ولم يعد، على الدنيا السلام. عاد ولكن، والملقوفة». وغيرها من أعمال حققت نجاحا كبيرا عند عرضها خلال فترة الثمانينات.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فلا بد من الإشارة إلى الكاتب مبارك الحشاش الغائب الحاضر، وهو من أفضل الأقلام المحلية في كتابة النص الكوميدي، ومن أعماله «الشقردي»، «الناس اجناس»، ونتمنى أن يعود إلى الكتابة من جديد. __________________ أحبائي أهالي غزة .. أنتم تاج على رأسي .. الرحمة لشهدائكم جميعا ..
|