[عندليب الكويت]

كتب أحمد ناصر:
تذكرني نهاية شهر رمضان المبارك عادة بنهاية العام الدراسي الذي كنا ننتظر نتائجه بفارغ الصبر، وكذلك الحال بالنسبة لاهل الفن الذين جرت العادة لديهم ان ينتظروا انتهاء الشهر الفضيل من اجل ان يحصد كل منهم نجاحه من عدمه، اليس لكل مجتهد نصيب.

وفي هذا العام لم تكن الرؤية صعبة ولا اعتقد ان النجوم واهل الفن يجهلون الراسب من الناجح، لان النتائج واضحة وضوح الشمس في الافق، من الذي ينكر وجود الشمس في ايام الصحو الا الاعمى (!) وهذه هي حال الفن في هذا الشهر الكريم الحالي.

وبمرور سريع على ما قدم فيه من اعمال اشير إلى ان النتائج في العموم لم تكن مرضية تماما، ومن اهم ملامحها هبوط مستوى الكتابة ودخول كتاب ليسوا من اهل المهنة في هذا المجال واختفاء الادباء والقصصيين والسيناريست الذي لم يكن له ظهور واضح في هذا العام ابدا، الى جانب اختفاء النجوم من بطولة الاعمال الدراسية وانتشار ظاهرة الفنانين 'بوربع' الذين لا ينتمون في الاصل الى اهل الفن.

مفاجأة وتعليق
د. عالية شعيب كانت مفاجأة الشهر ولا املك اكثر من هذا التعليق، اما حسين المنصور، فإنني ارثي له كثيرا، بعد ان كان الفارس الهمام والمحارب الذي لا يشق له غبار وفاتن قلوب العذارى والفتيات، بما يقدمه من ادوار، اصبح دوره هذا العام وكأنه سائق يركب السيارة ويتجول فيها من مكان الى آخر، بصراحة تحسرت عليه كثيرا لم اتمن ان اراه في هذا الوضع ابدا.

صعود وهبوط
زينب العسكري غريبة هذا العام، لا تفعل شيئا سوى البكاء وكأنها بقايا عهد ملكي ماض انتهى زمانه، وهدى الخطيب صاحبة المقام العالي والكعب الذي لا يميل، كل ما تفعله اليوم ان تعدل تسريحتها وتقلم اظافرها، وجل ما تفعله هو ان تنزل او تصعد السلم في المنزل.

والمشكلة الازلية الكبيرة في تلفزيون الكويت محمد الويس، الى متى سنظل مضطرين الى ان نشاهده، يجب ان يعترف بأنه لم يعد من اهل هذا الزمان، نصيحتي له ان يختار له زمنا غير شهر رمضان ليطل فيه على الجمهور، اما في هذا الشهر الكريم فلم يعد زمانه، ولكل زمان رجال، وهذا ديدن الحياة، من الجميل جدا ان يقدم الويس برنامجا اسبوعيا على الشاشة لانه يمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، ولكن ليس في شهر رمضان، لان الاعلام ليس مجرد 15 الف دينار او اكثر يضعها في جيبه ولكنه رؤية متجددة لا تعرف المجاملة ولا الابتسامة من طرف الفم.

شجر أثل
اما هدى حسين، فكانت تراثا تقدم تراثا، الديكور، واللوكيشن الذي قدمته في 'قتالة الشجعان' لم يقتل العمل فحسب، بل قتل ما تبقى فينا من حب لتلك المرحلة من الاعمال التراثية، ماذا نفعل بديكورات الخشب وشجر الاثل اليابس في زمن الكمبيوتر وتقنيات ال D3 وال maya حتى المزارعون في الوفرة والعبدلي استبدلوا شجر الاثل القديم بشجر الكونيكاربت الحديث، ولكن هدى اطلت علينا في زمن آخر ليس له علاقة بالزمن الذي نعيش فيه!

رواية مختلفة
الكاتبة وداد الكواري تذكرني بجدتي، كانت رحمها الله تحدثنا عن قصة واحدة معينة كلما عدنا من المدرسة وفي كل يوم كانت تقصها علينا برواية مختلفة، ولكنها القصة نفسها في نهاية الامر، حتى تعلم احد اخوتي كتابة الرواية من مدرسة جدتي وقصتها الوحيدة، هكذا حال الكواري.. لها حدوتة واحدة فقط الزوجة من الخارج والجدة التي تعيش المشكلة مع ابنها، تكررها علينا كل عام مع المخرج احمد المقلة وعبدالعزيز جاسم، الى متى سنظل نكرر هذه القصة؟ ومتى ستعلن الكواري نهاية هذه المأساة التي اصبحت مقررا سنويا على المشاهدين وعلى مهرجان المنامة كل سنتين.

عشق وغرام
لمياء طارق لا تزال الفتاة اللعوب، صحيح انها تمتلك مواهب يتمناها الكثير من الشباب ولكن هذا لا يعني ان تصبح فرضا سنويا على المشاهد، بأن تقدم له دورة في الدلع والاغراء والحب الذي ليس له نهاية، وتعبنا من حسد عشاقها وهي تركب معهم السيارة ويسمعونها الوان الغزل والعشق ويبادلونها ابيات الغرام، الى متى سنظل نراها في البنطلون آخرموضة و'البدي' الذي يفطر الصائم؟

التراث
سعد الفرج نجم كبير ومتألق في كل اعماله، ولكن اما من جديد للمشاهير يغير من اسلوب التصوير في الاربعينات، او ما قبل النفط في الكويت، لماذا يصر المنتجون على ان يقدموا هذا النجم العملاق حمدي فريد ينعم بالراحة في قبره ويبحثوا لهم عن دور جديد لسعد الفرج بدلا من ان يحرقوه في اوراق الماضي ونار التراث.

اجمل ما في هذا الشهر الكريم في عالم الفن والدراما توقف الفنانين الكبيرين عبدالحسين عبدالرضا ومحمد المنصور عن العمل، كان ذكاءه وفطنة منهما ان يستريحا هذا العام ويريحا المشاهد من التكرار الذي اصبح 'تشريبة عتيجة' ساح مرقه وعفن خبزه.