عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-2021, 05:23 PM   #1 (permalink)
زهرة البحرينية
المدير التنفيذي للشبكة الإعلامية
 
الصورة الرمزية زهرة البحرينية
 
 العــضوية: 3100
تاريخ التسجيل: 29/04/2009
الدولة: البحرين
المشاركات: 4,770
الـجــنــس: أنثى

افتراضي صناعة الكركترات في العمل الفني و مدى أهميته و تأثيره وبصمته وانعكاسه على العمل بشكل عام


صناعةالكركترات في العمل الفني و مدى تأثيره وبصمته
-----------------
هل هو عصارة مؤلف والقصة هي من يحدد ويصنع


أم على الممثل يقرأ وفيما بعد (يصنع) حسب قدراته وأدواته


أم الإثنين يعتمدون على المخرج في تولي الأمر ؟

لكل زمان ظروف و أحداث تجعل الشعوب تتشكل في تكوينها ثقافياً وأدبياً و حتى في الاطباع والسلوك .. فنياً يعتبر المعاق كركتر و الأعرج كركتر ، و الكوميديان الساخر ببساطة وحركات غريبة كركتر ، ويختلف الناس في طريقة التكوين بحكم اختلاف البيئة
الخليج في حقبة الثلاثينيات كركترات عديدة مثل الطرار و العصبي الجاد ، والبخيل الغير مهتم في نظافته ، و المخادع الممثل على الناس ، والحرامي بزي النساء ، والفارس الملثم ، و صاحب الشعر الكثيف ، الحاكم الأعرج ، المشعوذ الشايب .. وفي الدول الاوروبية والافريقية كركترات مختلفة حتى لو تشابهت في الصفات لكن التكوين شكلياً مختلف
على مستوى الفن المسرح والدراما غالباً يستعان في هذه الكركترات للكوميديا فقط أو للأدوار الثانوية ، وصار التعامل مع هذه الكركرات بسطحية ، كأنها دمى خلقت لاضحاك الناس فقط
حصرها في الكوميديا يعني فرض قيود على الابداع
------------------------------------
هل الاعمال التراجيديا الجادة تلزم الممثل في التقيد بشخصيته الحقيقية و كركتره في الواقع ؟ و رأكشناته الطبيعية ؟
أكيد لا ، لأنه يفرض قيود أخرى على الممثل و لا مجال لاستعراض الابداعات الشخصية ، لأن الممثل يبرز العمل من خلال موهبته وليس من خلال النص فقط والنص مجرد قصة وحدث وليس قرآن يلزمك في تطبيق كل شي بحرفية ، كاتب النص لا يعلم مدى قدراتك و لا بإمكان المؤلف اختيار نوع المكياج و لا يكتب طريقة تجسيد النظرات و استخدام اليد او تحريك عضلاتك او نوعية الحذاء المستخدم أو ماركة الحقيبة او الساعة او ...
--------------------------------
المؤكد إن صناعة الكركتر يحتاج الى جهد وتعب و هذا ما يستكثره الفنانين في الخليج و الحل الاسرع والاسهل هو الاعتماد على الكركتر الطبيعي بحجة ان هذا تراجيديا وجاد وان النص لا يتطلب صناعة كركتر وهذا مفهوم خاطئ ، لأن صناعة الكركتر غير مرتبط بالنص نهائياً مثلاً:
الأعرج (المحرول) مو محتاج مشهد حروب لتجسيد مشهد قطع رجله ، أو شي سقوطه من دبابة ، أول طلقة رصاص على جزء من رجله أدت الى اعاقته ، احيانا يولد وهو بهذا الشكل من خلقته وبدأها منذ الطفولة (شي من الله)
في مسلسل الغرباء جسد القدير غانم الصالح شخصية الاعرج ولم يذكر في الحوارات انه تعرض لدهس او سقوط او شيئ أدى لذلك ، وحتى نبرة الصوت المخيفة الأكيد إنها غير مكتوبة في النص ، لو استخدم غانم صوته الطبيعي بإمكانه تجسيد الشر ايضاً من خلال حركاته ونظراته وردة فعله ، وينطبق الامر ذاته على القدير خالد العبيد في دور تيمور لنك
--------------------------------
المريض النفسي مو شرط مر بحادثة أدت إلى هذا المرض ، ربما تكون ضمن اطباعه أو وراثة او سلوكيات أسرته أدت الى ذلك أو لأنه معقد من شي أو بدون سبب يذكر
--------------------------------
لكوميديان مو شرط يكون أهبل مثل (ادوار احمد الفرج او مرعوب) ممكن تكون كوميديان ودورك جاد رب اسرة و صاحب مسئولية
--------------------------------
أعتقد هذا سبب اتاح للنطيحة والمتردية ومن لا يمتلك موهبة الدخول لهذا المجال لانها غير متعبة ولا تتطلب موهبة ولا تعب ، الوقفة المسرحية ممكن التدرب عليها في البروفات ، والوقفة امام الكاميرا والتعامل مع الحوار والحفظ الكلام ... سهل جداً اي احد تقديمه بدون دراسة مع التكرار التجارب في النهاية سهل اجادتها حتى الغير محب للفن والغير مقتنع بهذه الامور ممكن يتقنها
--------------------------------
الممثل الموهوب بطبيعته يهوى تجسيد هذه الكركترات في أعماله الفنية ، فن الانتقال من شخصية الى اخرى ، فن التجسيد ، مجهود كبير يتفنن فيه الممثل من خلال الخروج عن شخصيته الطبيعية ويتخلى عن اطباعه في الواقع ويدخل في كركتر بعيد تمام عن واقعه ، ضغوطات و تعب ممتع ويستشعره المشاهد
كل هذا فن بعيد عن النص والكتابة والتأليف والقصة ، هذا فن منفصل ، يتجسد ويُصنع بعد قراءه النص ، وفي رأيي هذا غير مرتبط بجمالية النص و بحترافية الكاتب ، حتى لو كان النص سيئ و خالي من الاحداث ، لا يمنع الممثل الخروج عن شخصيته الواقعية ويتقمص كركتر ، ، مو لازم دور المدير الجاد كشخة ، ممكن الاضافة تكون في نطقه لبعض الاحرف أو ملابسه الغريبة الملفته او طريقة الحديث السريعة و شكل النظارة الغريب أو ...
----------------------------------------------


صناعة الكركتر بشكل خاص يحتاج


(( شحنة حماسية من الفنان ))

تفاعل جاد في التجسيد ويحمل على عاتقه إثراء النص واضافة



التجارب أكدت إن الموهبة ليست كافية .. مهما اجتهد الكاتب في صناعة كركتر على الورق إذا كان الممثل غير متحمس ربما يبدع في الأداء لكنه لن يتميز عن غيره ولن يترك بصمة تخلد ذكراه وهذا يعني إن لكل عمل بحاجة إلى ممثل
---------------------------------------
البارع و جاد يتعامل مع التجربة و كأنها فرصة أولى وأخيرة ، فرصة ثمينة يقتنصها لتفجير إبداعاته وكأنه في مسابقة عالمية ويصنع ما يفتقده جميع الممثلين العمالقة على مستوى العالم (مو مهم تكون اسطورة ، المهم الاجتهاد والجد والاخلاص في العمل)



الفنان القدير خالد العبيد كان يتعامل مع النص وكأنه هو المؤلف و نسبة حماسه العالية فجّرت
جنونه و أبتعد عن شخصيته في الواقع

بنسبة عالية .. ربما تصل 85% أو أكثر .. بمجهود شخصي قام بالعناية بشعره ليصبح بالشكل المناسب و بنفسه أجتهد في صناعة لزمات غريبة ، رغم إن أغلب أدواره متقاربة في مسلسل الابريق المكسور ومدينة الرياح و بدر الزمان و علاء الدين و مذكرات جحا .. كلها تتجسد في درجة وحدة من نسبة الشر .. في تقارب كبير وحتى طريقة أداء لزماته وتوقيتها ، لكن صناعة كركتر الخارج كان يختلف ولا مجال للمقارنة وكان هذا باجتهاد الفنان بالدرجة الاولى وليس الكاتب ولا المخرج

---------------------------------------------------------


الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا الله يرحمه

يتفق الجميع إنه فنان الخليج الأول و لعله أكثر فنان حقق نجاحات في الوطن العربي
لكنه هناك ملاحظات أو سلبيات أعتادها وهو الاعتماد على البساطة في كل شي ، ولم يكن يتقبل تقديم عمل ذو مضامين كبيرة مثل (قصة مسلسل نيران البحريني مثلاً ، أو مسلسل العوسج السوري) وعلى مستوى الكركترات

لم يكن جاداً في صناعة كركترات بعيدة عن شخصيته في الواقع
أعتقد انه أستهان في الأمر أو ربما غفل ، كان ملتزماً بكركتر واحد حسين بن عاقول هو نفسه بوردح و دواس علف ومعروف الاسكافي ، أختلاف بسيطة ، وإن قورنت بشخصية عبد الحسين في الواقع فهو لا يختلف كثيراً و حتى في مسرحية سيف العرب ذكر (افيه او نكته) .. ك
أنه دلاغ ياهل ؟؟ بعفويته كررها في مشاركته بافتتاح دار الاوبرا ، ولو تم التركيز على جميع اعماله ولقاءات هناك تكرار غير مقصود وهذا يؤكد التزامه بكركتر واحد ولم يخرج عنه هذا يلزمه باستخدام مفردات ثابتة و نظرات ثابتة و ملابس كما هي

عبد الحسين في التراجيديا جاسم التنديل و لن امشي طريق الامس هذا هو عبد الحسين في الواقع وطريقة جديته في الحديث و هذه ملابسه الطبيعة ولكن لأن شخصيته في الواقع مقبولة و له حضور ويجذب الناس لذلك تقبله المشاهد ولم يمل التكرار او الالتزام في كركتر واحد ، لكن فنياً اجتهادات عبد الحسين في صناعة الكركتر ضعيف جداً ، والسلبية في الموضوع انه الممثل الاولى ويتخذه الكثير من الاجيال قدوة ونموذج و نسبة التأثير العالية تجعلهم يتخذون خطواته حرفياً ولا يجتهدون في صناعة الكركتر (لأن عبد الحسين ماكان يسويها) و الجاهل ثقافياً يعتمد سلبياته حرفياً ويستند فيها مثل طارق العلي
أدلة كثيرة تثبت قدرة عبد الحسين العالية وتمكنه في الخروج عن كركتره الطبيعي والدخول لكركتر بعيد عن واقعه بسهولة أثبتها في اعمال عديدة في المسرح والتلفزيون وأبهر الناس بإمكانياته حتى في التقليد الشخصيات المعروفة أو تجسيد كركترات خيالية ، للأسف تعامل مع هذه الكركترات ببساطة و مقاطع بسيطة ، كان بإمكانه تثبيت هذه الكركترات في عمل كامل .. لكن للأسف ما استثمر طاقته .

تجسيد الفنانة سعاد عبد الله كركتر الطفلة في مسلسل على الدنيا السلام لمشهد مدته اقل من دقيقة ، أبهرت الكثير على قدرتها في الاسلوب والنظرات و طريقة الشعر والملابس ، كان بإمكانها استثماره في مسرحية اطفال في تلك الفترة ، او مسلسل آخر تعتمد عليه طيلة الحلقات
--------------------------------------------------------
تجسيد الكركتر يتطلب دراسة ذهنية من الممثل لأنه الوحيد أعلم بقدراته .. ومن الخطأ أن يعتمد على الورق أو المخرج ، هناك قدرات مخفية ، ومو شرط يكون الكركتر مرتبط بالكوميديا

ابتكار طريقة في المشي + استخدام الايدي + تقليد او ابتكار طريقة النظرات والتحكم بالعين + اسلوب الكلام و قدرة في تغيير الصوت لمدة طويلة
كما قدم الفنان داوود حسين في شخصية العرب الصديقي ، باعتماده على كركتر مجسد من عدة شخصيات و جمعها في شخصية وحدة ... الشكل والملابس للمغربيين ، الهجة تقليد لطريقة كلام المخرج منصف السويسي
--------------------------------------------------------
سابقاً كانت اغلب الاعمال مكررة في مضمونها و ديكوراتها و ملابسها و لكن كثرة الكركترات والتغييرات الشكلية التي كان يقدمها بعض الممثلين المبدعين كفيلة في صناعة مسلسل مختلف حتى لو كانت القصتين بمضمون واحد او اسلوب واحد والتكرار في الحوارات وحدة ، الشكل الخارجي احياناً يكون مخرج لفخ التكرار ، أقصد الشكل العام .. الديكورات + اسلوب الاخراج + شكل الفنانين والكركترات واستبدال المفردات بمفردات شبيه حسب اللهجة المعتمدة + اختلاف الممثلين في كل عمل ..

 

 

__________________

 


ZaHra_BaH2

زهرة البحرينية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292