[زهرة البحرينية]

المسرحية البحرينية " بيت خاص جداً "
تاليف وانتاج حمد الشهابي / اخراج احمد الصايغ
بطولة: فضيلة المبشر + ابراهيم البنكي + سامي رشدان + فاطمة عبدالرحيم + سعيد صالح + عبد الرحمن محمود + نورة البلوشي + امين الصايغ + ابتسام العطاوي
-----------------------------------------------

مسرحية كوميدية بحرينية عرضت في عام 1997, من تأليف حمد الشهابي ، وإخراج أحمد الصايغ
-----------------------------------------------

استمر عرض المسرحية 62 عرضاً تقريباً ..
-----------------------------------------------

لعلها المسرحية البحرينية الوحيدة القريبة لقلوب الجمهور البحريني تحديداً
ليس لأنها مميزة .. بل لأنها أفضل مما قدم سابقاً وحالياً ..

لازال صيت هذا العمل وحواراته يرددها الجمهور البحريني فقط وهي محلية .. ولا اعتقد ان الجمهور الخليجي او الكويتي يعرف عنها وان تابعها لن يتفاعل معها ولن يضحك معها
-----------------------------------------------

من ذكرياتي ... ارتبطت هذه المسرحية في ذاكرتي و كان لي النصيب في حضور احد عرووضها وكنت طفلة لم اتجاوز سن العاشرة و في تلك الحقبة كانت هذه المسرحية (التوب بنسبة لي وبنسبة للجمهور البحريني بشكل عام)
-----------------------------------------------

حققت المسرحية صدى أكبر بعد عرضها في شاشة تلفزيون البحرين .. واستمر اعادة عرضها سنوياً .. اكثر من مرتين .. اكثر من غيرها و هذا حقق لها شعبية اكبر .. اكرر ليست لانها الافضل .. كنت اراهن على انها افضل مسرحية بنسبة لي على مستوى العالم .. نتيجة عدم اطلاعي للمسرحيات الاخرى او لعدم ادراكي بمعنى الفن الحقيقي او الكوميديا الفنية
-----------------------------------------------

المسرح بنسبة للجمهور .. مكان للضحك .. هذا شعوري انا واسرتي و الجمهور .. حضرنا قبل بدء المسرحية بـ نص ساعة او ساعة تقريباً .. كان الحضور كبير و المنظمين في صراع مع الجمهور الغير ملتزم بمكانه و الاطفال بطبيعتهم لا يدركون تفاصيل الحجز والدرجات .. بعض الاطفال لا يريد الجلوس في المقعد الخلفي و يفضل المقاعد الامامية .. صعب يقتنع ان هذا محجوز .. يعتقدون ان المسرح حاله حال باص المدرسة (من سبق لبق) تم تأخير عرض المسرحية لهذا السبب ..
-----------------------------------------------

كنا متهيئين للضحك على أي شي .. قبل بدء المسرحية .. كان احد الجمهور يختلق حركات (يستخف دمه) ولا شعورياً نضحك معه وكأن المسرحية بدأت ... انا وغيري كنا مستعدين للضحك .. ربما نتيجة ضغوطات الدراسة و جدية الحياة ولا يوجد مكان معني للاضحاك غير المسرح .. نسعى و نتهيئ لنضحك . . رغم اني لا اعرف من الممثلين سوى القديرة فضيلة المبشر ..
-----------------------------------------------

بدأت المسرحية و على أقل حركة تنفجر الصالة من الضحك .. كبار وصغار .. وكأننا محرومين من الضحك لسنوات طويلة .. حتى بعض الحوارات جادة و الفنان يؤدي حوار جاد بعيد عن الضحك .. لكننا نترقب اي حركة او حتى مشية لنضحك ..
-----------------------------------------------

انتهت المسرحية بعد مرور 3 ساعات .. لم نشعر فيها و ملامح الاطفال وحتى الكبار تبدوا عليها السعادة و الكثير من الاطفال صار يردد بعض لزمات المسرحية .. و نضحك ونحن متجهين لبوابة الخروج ...
-----------------------------------------------

حين عرضت في التلفزيون اخذت صدى اوسع و صرنا نردد حوارات و طرائف ولزمات المسرحية في المدرسة و في باص المدرسة وفي المعاهد وفي بيت اهالينا .. وكأن اللزمات و الحوارات موضة جديدة و نتنغى بترديدها
-----------------------------------------------

مرت السنوات ... كبرنا .. اطلعنا على مسرحيات اخرى بحرينية .. حضرت بعضها .. مسرحيات للاطفال و مسرحيات للكبار .. بمشاركة نفس الاسماء تقريباً .. لكنها لم تترك صدى مثل مسرحية بيت خاص جدا
-----------------------------------------------

رغم كثرة المسرحيات البحرينية لكنها لم تنافس الدراما والاعمال التلفزيونية التي كانت منافسة للاعمال الخليجية ... في المسرح لازلنا نفتخر بـ بيت خاص جداً ولكن لم يستمر هذا الفخر بقدر ما كنا نترحم على تلك الايام و جماليتها وبساطتها .. كبرت واكتشفت اني لم اتعلق بالمسرحية (هو حنين لفترة زمنية لا اكثر)
-----------------------------------------------

اطلعت على مسرحيات عربية وخليجية .. قديمة وحديثة .. اكتشفت اننا لازلنا في البحرين نمارس تجارب ولم نتقدم ولم ننافس .. هناك تجارب ناجحة لكن اسمها تجارب .. يعني في بداية الخطوات .. انجزنا جانب و لم نتطور في جوانب اخرى ... حين قارنت مسرحية بيت خاص جداً بـ المسرحيات الكويتية مثل باي باي لندن و عزوبي السالمية وفرسان المناخ و حامي الديار و كامل الدسم و سيف العرب و مخروش طاح بكروش ... الفرق كبير .. في تلك الفترة عمري لازال صغير ولا اعرف اذا كان تاريخ عبد الحسين عبد الرضا يعادل تاريخ سامي رشدان او لا .. بنسبة لي كنت اعتقد ان فضيلة المبشر اشهر من سعد الفرج و اشهر من سعاد عبد الله .. بعد الاطلاع تغيرت المعادلة و صرت اقارن مع تقدمي في العمر ... تراجعت وماصرت ارغب اتابع مسرحية بيت خاص جداً

-----------------------------------------------

اليوم وانا اتابع مسرحية بيت خاص جداً .. مااضحك .. و القصة عادية جداً .. اطروحاتها بسيطة وليست عميقة ولا يرتقي لعقلية الكبار ... الكوميديا كانت موجهة للاطفال .. لكن الاطفال حين يكبرون (الواعي والمهتم سيدرك الحقيقة) اما الغير واعي سيربط العاطفة ويواجه الحقيقة بنظرة غير صحيحة ويعتبرها اسطورية و ابداع و... في الواقع هو ليس كذلك

-----------------------------------------------

في هذا العمل اثبتت الفنان القديرة فضيلة المبشر قدراتها في الكوميديا و كانت الاجدر في توليها مساحة اكبر من البقية ... مع احترامي .. كذلك لغة الحوارات كانت مناسبة لافراد الاسرة ..
-----------------------------------------------

مسرحية بيت خاص جداً من المسرحيات التي تستحق اعادتها بمسمى اخر وشخصيات اخرى و اعادة صياغة نصها .. المسرحية تستوعب اطروحات اكبر و مستوى ارقى مما قدم .. لتناقس الاعمال الخليجية المسرحية