عرض مشاركة واحدة
قديم 14-05-2022, 12:45 AM   #1 (permalink)
عندليب الكويت
مشرف الأقسام الفنية ( كبير الكتّاب في الشبكة )
 
 العــضوية: 4026
تاريخ التسجيل: 15/07/2009
المشاركات: 2,534

افتراضي لا نصوص جيدة... بأجور زهيدة .. مؤلفو الدراما لـ «الراي»: منتجون استغلوا رخص البعض من الكتّاب!




| استطلاع فيصل التركي |

«النص هو أحد أضلاع مربع النجاح للعمل الفني، وسقوطه يعني سقوط العمل بأكمله»... هكذا يرى كتّاب الدراما والمسرح، غير أن رؤيتهم قد لا تتوافق في كثير من الأحيان.

مع بعض شركات الإنتاج، التي تراهن دوماً على موهبة الممثل، لسد النقص في النص، وهو ما ينعكس سلباً على حال الدراما التلفزيونية والعروض المسرحية،

ويظهر لنا أعمالاً رديئة في محتواها الفني، كما يقول بعض الكتّاب!

فلا نصوص جيدة بأجور زهيدة، يقول أحدهم، في حين يتحدث آخر عن أن التقليل من أهمية النص هو أمر محبط لأي كاتب.

«الراي»، ومن خلال هذا الاستطلاع، تكشف الغطاء عن أسباب تدني أجور المؤلفين في التلفزيون والمسرح، والتفاصيل في هذه السطور.

بدر محارب: إذا سقط النص... يسقط العمل بأكمله

قال الكاتب القدير بدر محارب: «لا شك في أن هناك اتفاقاً على أن النص الدرامي، سواء كان تلفزيونياً أو سينمائياً أو مسرحياً، هو أساس العمل، ومن دونه لن يخرج لنا أي عمل درامي، حتى وإن كان نصاً لا يعتمد الحوار أساساً له، ومع ذلك نجد أن الكاتب الدرامي هو الحلقة الأضعف بين كل عناصر العمل الدرامي.

فما إن ينتهي الكاتب من عمله، حتى تبدأ المفاوضات والمفاصلات بين المؤسسة المنتجة وبينه حول السعر وأجره نظير عمله، رغم أن كتابة النص الدرامي تأخذ وقتاً طويلاً يفوق تصوير العمل وإنجازه، ومع ذلك لا يشعر الكاتب بأي تقدير مادي أو حتى معنوي لهذا المجهود الذي يبذله على حساب وقته وصحته ونفسيته».

وتابع: «التقليل من أهمية النص الدرامي وتجاهل مجهود الكاتب في العثور على الفكرة ثم صياغتها درامياً ثم التعديل عليها أكثر من مرة، هو أمر محبط لأي كاتب، وقد يجعل من بعض الكتّاب يتجهون لكتابة نصوص درامية رخيصة تناسب الأجر الذي سيتقاضونه، وهذا الأمر أنتج لنا كتّاباً أرباع مواهب وكتّاباً وجدوا في الكتابة وسيلة للاسترزاق، ومنتجين استغلوا رخص هؤلاء الكتّاب للتعاون معهم بدلاً من التعاون مع كتّاب حقيقيين احترموا أنفسهم وقلمهم وفكرهم، وهذا من شأنه إضعاف العمل الدرامي برمته، فالنص أحد أضلاع مربع النجاح مع الإخراج والتمثيل والإنتاج، وأي سقوط لأي من هذه العناصر كفيل بإسقاط العمل بكامله».

وختم محارب: «باعتقادي أن سبب تدني أجور كتّاب الدراما يعود لاعتقاد المنتجين والمؤسسات الإنتاجية أن اسم الكاتب هو عنصر هامشي في صناعة الدراما، ويرون أن الممثلين النجوم هم أهم عناصر الجذب للمشاهد، لذلك يغدقون عليهم الأموال ويغرونهم بأجور باهظة على حساب أجر الكاتب - الحلقة الأضعف - في صناعة الدراما، رغم أن العكس هو الصحيح».

شيخة بن عامر: الكتابة لا تُطعم خبزاً

استهلت الكاتبة شيخة بن عامر، كلامها بمقولة المخرج الإنكليزي ألفريد هيتشكوك: «لكي تصنع فيلماً عظيماً، فإنك تحتاج ثلاثة أشياء وهي، أولاً السيناريو، وثانياً السيناريو، وثالثاً السيناريو».

وأضافت: «في ظل غياب نقابة أو اتحاد أو رابطة لكتاب السيناريو في دولنا العربية لتحفظ حقوقهم وتحدد أجورهم، يظل الكاتب الحلقة الأضعف في صناعة الدراما للأسف، فالكتابة لا تطعم خبزاً، سواء الكتابة الأدبية أو الفنية».

وأكملت: «وفي ظل غياب السيناريست النجم، وبسبب كثرة عدد الكتاب واستسهالهم للكتابة وعدم تقديمهم لأفكار إبداعية جديدة أو معالجات درامية منفردة بأفكار جديدة غير مطروقة، أصبحت غالبية النصوص المقدمة مكررة وتدور في نفس المواضيع المتناولة سابقاً».

وختمت: «أيضاً، في ظل تصاعد نجومية الممثلين وقدرتهم على أن يسوّقوا لأي عمل درامي، تعمد الجهات الإنتاجية غالباً لرفع أجر النجم على حساب كاتب العمل والعديد من عناصر العملية الفنية».

محمد النشمي: البعض لا يدفع للكاتب أكثر من 6 آلاف دينار

رأى الكاتب الشاب محمد النشمي أن تدني الأجور سببه كثرة الكتّاب في الساحة الفنية، مشيراً إلى أن بعض المنتجين لا يدفع للنص أكثر من 6 آلاف دينار، فإذا لم يقبل كاتب النص، «هناك غيره موجود يرضى، فالكتّاب كثر وبعض المنتجين يبحثون عن الأرخص والأقل تكلفة».

ولفت إلى أن هذا الشيء انعكس سلباً على جودة النص، «لأن الكاتب المميز يقدّر نصه ولا يرضى لأوراقه أن تُباع بمبلغ زهيد، ما يعطي الفرصة الأكبر للأعمال الرديئة التي تُكتب لأجل (چم دينار) وليس لأجل الفن».

أنفال الدويسان: الأبواب مغلقة... أمام الكاتب الذي يهتم بالفكرة

اعتبرت الكاتبة أنفال الدويسان أنه «لا توجد نقابة تضمن حقوق الكتّاب وإنصاف أجورهم، فالمنتج يبحث عن أرخص نص، حتى يحقق أكبر ربح مادي بغض النظر عن المستوى».

وأضافت: «كذلك القنوات تهتم باسم الفنانين المشاركين أكثر من اسم الكاتب، لذلك المنتج (بايع) في كل الأحوال، ولهذا لا يهتم بالمحتوى».

ولفتت الدويسان إلى أن الكاتب يستغرق من 8 شهور إلى سنة في كتابة النص الدرامي. يعتزل الناس، وبعدها يواجه الرفض لعدم دفع سعر عادل لمجهوده... ويبقى نصه في الأدراج، في حين ينتهي كاتب آخر من كتابة نص خلال شهرين ويبيعه بأرخص ثمن ولا يهتم لمستوى تنفيذه»، مردفة: «هؤلاء الكتّاب مطلوبون جداً في الساحة الدرامية، لكن الكاتب الذي يهتم بالفكرة ويتأنى بكتابة النص تكون الأبواب مغلقة أمامه».

تغريد الداود: حين يصل الأمر للمؤلف... يستكثرون عليه أجره

قالت الكاتبة المسرحية تغريد الداود إن الكثير من المنتجين يستكثرون على الكتّاب أجورهم، وهذا ما يدفعهم إلى اللجوء لكتّاب آخرين ليست لديهم الخبرة أو حتى الإلمام بالكتابة، «ولذلك نرى نصوصاً ركيكة وهزيلة في الكثير من الأعمال».

وزادت: «إنصاف الكاتب هو إنصاف للنص ذاته، فمن لا يؤمن بقيمة المحتوى الذي يقدمه المؤلف، لن يعطي الكاتب حقه، وهذا (فخ) وقع فيه البعض، ممن يعتمدون على موهبة الممثل و(قطّاته) أكثر من النص».

ومضت تقول: «مهما كانت الإمكانات التي يمتلكها الممثل ومقدرته على الارتجال وصناعة (الافيهات) في العرض المسرحي، إلا أن مضمون النص يعد ركيزة أساسية من ركائز العمل المتكامل، غير أن البعض من الممثلين تم استنزافهم بشكل كبير، إذ أصبحوا هم من يكتبون أدوارهم وحواراتهم، وهذه ليست من مهام الممثل، بل الأولى أن تسند هذه المهمة للمؤلف لرسم الشخصيات الفنية بأبعادها النفسية والتعبيرية».

وأوضحت أن الكاتب مظلوم مقارنة بالمخرج ونجوم الشباك، «خصوصاً وأن بعض المشاركين في العروض المسرحية هم من مشاهير (السوشيال ميديا)، ومع ذلك يتقاضون أجوراً عالية، بينما حين يصل الأمر إلى المؤلف تجد بعض المنتجين يسترخصون ما يكتبه ويقلّلون من أهميته».




 

 

__________________

 





أحبائي أهالي غزة .. أنتم تاج على رأسي .. الرحمة لشهدائكم جميعا ..

عندليب الكويت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292