[عندليب الكويت]

علياء الكاظمي: أتوقع «من بعد غيابك عني» أن يكون أفضل أعمالي!

حوار: ياسر العيلة

الكاتبة علياء الكاظمي مبدعة حقيقية، استطاعت أن تصل إلى مستوى عال من الكتابة في مجال الدراما التلفزيونية بجانب تميزها في كتابة الروايات، فالكاظمي تجيد الحبكة الدرامية بأعمالها، كما أن لغتها في الكتابة راقية ورائدة، ومن أهم مميزات أعمالها الإيجاز والابتعاد عن المط والتطويل، وكلها مزايا نادرا ما تجدها مجتمعة في كاتبة لعمل درامي.

أحدث أعمال الكاظمي التي بدأ تصويرها منذ أيام قليلة مسلسل «بعد غيابك عني»، انتاج شركة «دريم بيكتشرز» للمنتج الفنان شهاب جوهر، بطولة النجمة الهام الفضالة ومعها عدد كبير من نجوم الدراما الخليجية، ومن اخراج المتميز دائما سائد الهواري. «الأنباء» تحدثت مع علياء الكاظمي عن هذا العمل، بالإضافة الى أمور أخرى كثيرة فكان الحوار التالي:

في البداية، حدثينا عن تعاونك الأول مع النجمة الهام الفضالة من خلال مسلسل «بعد غيابك عني».

٭ إلهام انسانة جميلة جدا و«وايد» متواضعة وراقية، وتتمتع بحس مرهف، وأنا احبها كنجمة وأتابع اعمالها قبل ان اصبح كاتبة ودائما معجبة بها، وكوني اعمل معها لأول مرة فهذا بالنسبة لي شرف كبير وحلم وتحقق.

كيف تم التعاون بينكما؟

٭ عندما بدأت كتابة «بعد غيابك عني»، وأنا اشوفها في شخصية بطلة العمل، وكنت أقول لنفسي لو إلهام تقدم هذا الدور فهو مناسب جدا لها، وهناك بعض الأشخاص قالوا لها عن المسلسل وعقب قراءتها للنص اعجبت به وتم الاتفاق والحمدلله.

حدثينا عن قصة العمل.. وهل هو رومانسي ام اجتماعي؟

٭ هو اجتماعي ورومانسي، فيه «شوية لايت كوميدي»، ومغامرات بمعنى ان العمل خليط من كل هذه الأشياء، ولا أخفيك سرا ان هذا النص بالذات «تعبت عليه وايد» فترة طويلة، وراجعته اكثر من مرة، واشتغلت عليه من ناحية تقوية الخطوط الدرامية، فهو اكثر نص انا قرأته لدرجة انني حفظته بالكامل، ولن أمدحه لأنني انا كاتبته، وأتوقع بإذن الله ان يكون من افضل نصوصي.

معروف عنك أنك مهمومة بقضايا وهوية الإنسان الكويتي وكل اعمالك واقعية.. فما السبب؟

٭ هذا العمل تحديدا سيلامس الكثير من الناس، وأتوقع له النجاح ان شاء الله لأن الإحساس فيه عال، وهناك بعض المشاهد اثرت في نفسيا بشكل كبير، وعندما كنت اكتبها لامست مشاعري، وشعرت بأن احداث المسلسل من الممكن ان تحدث في حياتنا جميعا لأنها قريبة جدا من الواقع وتشبه شخصيات حولنا.

اكثر اعمالك من روايات خاصة بك وتم تحويلها لأعمال درامية، فهل هذا العمل كان من الأساس رواية؟ وهل تقومين بكتابة السيناريو والحوار أيضا؟

٭ آخر اعمالي كان مسلسل «حب بين السطور»، القصة والسيناريو والحوار لي، وغير مأخوذ عن رواية من رواياتي، ونفس الشيء «بعد غيابك عني»، والفرق بين الاعمال المأخوذة من روايات والتي تكتب للمسلسلات ان الجمهور لا يعرف الاحداث على العكس من الروايات يكون قرأها ويعرف مجرياتها، ويعقد مقارنات، فالجمهور يحب ان يشاهد على الشاشة ما قرأه في الرواية بالضبط، ولا يريد التغيير في أي حدث، وبالنسبة لكتابة السيناريو والحوار ففي بداياتي كان هناك اشخاص يكتبون لي، يتم تحويل رواياتي لأعمال درامية، اما الآن فأنا التي أكتب السيناريو والحوار لكل أعمالي، وهذا لا يقلل من كل الذين كتبوا لي من قبل فجميعهم فيهم الخير والبركة، وشغلهم كان جميلا ولكن أشعر بأن إحساس الكاتب يكون اقوى.

ماذا يعني لك أنك من أهم الكاتبات التي تحولت أعمالهن الأدبية لمسلسلات درامية؟

٭ الحمد لله، ربما لان الناس احبوا رواياتي واسلوب كتابتي البسيط والقريب من الواقع، حيث يرونه «السهل الممتنع»، كما يقولون لي.

هل تتعمدين اختيار عناوين براقة لأعمالك لجذب القراء والجمهور؟

٭ العنوان جدا مهم، وهناك من يشترون الرواية لأن العنوان اعجبهم، بالإضافة الى أنني أحرص على ان تكون عناويني تعبر عن المحتوى الخاص بأحداث هذه الأعمال، لذلك لا بد ان يتم اختيار العنوان بذكاء وان يكون جاذبا للقارئ، وأشبهه بالمانشيتات الصحافية في مجال عملك في «الأنباء».

وهل تحرصين على حضور تصوير تلك الأعمال؟

٭ لظروفي العائلية وظروف عملي لا أستطيع التواجد طول الوقت اثناء التصوير، وإنما أتواجد في بعض الأحيان، لكن في مسلسل «بعد غيابك عني» سأحرص على التواجد في مرحلة المونتاج مع المخرج سائد الهواري، وأنا بالمناسبة سعيدة بالعمل معه، حيث تعاونا من قبل من خلال مسلسل «بين قلبين» عام 2016، وسائد مخرج متميز وإنسان راق جدا.

اثناء كتابتك لأعمالك هل هناك فنانون تتخيلينهم لتقديم الشخصيات وترشحينهم للجهة المنتجة؟

٭ أكيد، وهناك مجموعة فنانين أحب «اشتغل» معهم وتجدهم في أغلب أعمالي.

وهل هذا حدث في «بعد غيابك عني» أيضا؟

٭ في هذا المسلسل ليسوا جميعا معي، ومن الفنانين الذين كنت احب ان يكون معي الفنان عبدالله عبدالرضا وهذا ما حدث بالفعل، وسعيدة بوجوده في فريق العمل بعد نجاحه الأخير في مسلسل «حب بين السطور» لأن عبدالله لديه طاقة جميلة وممثل شاطر وهو نجم ودوره بـ«بعد غيابك عني» خطير ورائع وأراهن على نجاحه.

وماذا فعلت في النجم شهاب جوهر، حيث كشف مؤخرا عن «اللوك» الخاص بالدور الذي يقدمه في العمل، حيث من الواضح انه يقدم شخصية شريرة؟

٭ (ضاحكة).. لن أحرق احداث العمل واكشف عن دور الفنان شهاب جوهر، لكن اكتفي بان أقول انه سيظهر بـ «لوك» جديد ولم يسبق له ان قدم هذا الدور من قبل.

كيف وجدت التعاون مع شهاب جوهر كمنتج وشركة «دريم بيكتشرز» بشكل عام؟

٭ أحببت التعاون مع إلهام وشهاب، وليس مجاملة لهما ولكني شعرت بألفة «حلوة»، وكان التعاون معهما سلسا وسهلا، وهناك توافق في الآراء ووجهات النظر بيننا، وهذا الشيء جدا اسعدني وأحببت الهام على المستوى الشخصي.

وكيف وجدت التعاون مع مدير إدارة الإنتاج للعمل حسين يونس «الله يعينك عليه»؟

٭ (ضاحكة).. «حسين يونس، مشي الحال معه جات سليمة»، فهو كان متعاونا جدا مثل إلهام وشهاب، فهم مجموعة جميلة يحبون بعضهم، وهناك كيمياء حلوة تجمعنا، ويكفي انك تشعر بأن رأيك مسموع لأن هناك شركات انتاج لا تجد فيها مثل هذه الروح، وهناك نقطة أحب ان أتحدث عنها كنت دائما أتساءل «ليش مجموعة فنانين يتكررون معا في أكثر من عمل لنفس جهة الإنتاج؟» فعرفت ان السبب في ذلك لأنهم يرتاحون مع بعضهم.

لكن البعض يطلق على هذه الظاهرة مسمى «الشللية الفنية» فهل أنت مع أو ضد ذلك؟

٭ في البداية، كنت أقول «لماذا لا ينوع المنتجون في اختياراتهم للفنانين بدلا من هذه القروبات؟»، لكن عندما اشتغلت في الوسط عرفت سبب ذلك، وهو ان الناس يكونون مرتاحين مع قروب معين لأنهم يشعرون بأنهم عائلة واحدة وتحدث بينهم صداقة حلوة، لذلك تجدهم يكررون التعاون مجددا.

هل أفهم من ذلك أنك من الممكن ان تعيدي التجربة مع «دريم بيكتشرز»؟

٭ انا صديقة شركات الإنتاج، وعملت تقريبا معهم جميعا، وبطبعي مرنة جدا وأحب التنويع «وين ماتحطني تجدني»، املك القدرة على التفاهم مع الكل ويسعدني بالتأكيد تكرار تجربتي مع الفنانة الهام الفضالة والفنان شهاب جوهر.

لماذا مقلة في الكتابة السينمائية، فكل رصيدك فيلم واحد فقط هو «يا بعده»؟

٭ بالعكس انا أحب الأفلام لكن للأسف لا أرى اقبالا كبيرا من شركات الإنتاج في هذا المجال مقارنة بالمسلسلات.

سؤالي الأخير لك ناتج عن فضول شخصي.. لماذا لا توجد لك أي صورة شخصية ليتعرف عليك الجمهور من خلالها؟

٭ منذ بدايتي في هذا المجال قررت ما اطلع في الإعلام.

لكن توجد صورة وحيدة على الانترنت ترتدين فيها عباية سوداء.. فهل هذه صورتك بالفعل؟

٭ تلك الصورة ليست لي، وإنما للاستاذة الأديبة خولة القزويني، كنا في حفل توقيع في معرض الكتاب وكنت انا معها وتمت كتابة اسمي تحت صورتها في وسائل الإعلام بالغلط.