هل انقرض شعر الأغنية؟ مدخل:
ما أكثر "الشعراء" حين تعدهم ـــــــــ لكنهم في "الأغنيات" قليلُ ! أكثر من عشرين قناة فضائية خاصة بالشعر يعج بها الفضاء المزدحم ؛ في وقت أصبح فيه الشعراء أكثر من المستمعين...
الكل أصبح شاعرا هذه الأيام... حتى أنا محدثكم الفقير !!
وعلى قولة إخواننا المصريين أصبحوا (أكثر من الهم على القلب)
صحيح أن أكثرهم مستشعرين -بما فيهم أنا طبعا- لكن لا ننكر وجود قلة قليلة تنضح قرائحها بالشعر الحقيقي..
إلا أن هؤلاء الشعراء القلة بما فيهم المستشعرين والمحاولين كلهم لم نر أحدا منهم في شعر الأغنية !!
هل السبب يعود لصعوبة هذا النوع من الشعر؟
كونه يتصف بصفات صعبة على غير الشعراء الحقيقيين كقصر الجمل وكثافة المعنى أو التعبير الوافر في اللفظ القاصر..أي أنه السهل الممتنع..
في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وأوائل التسعينيات في منطقة الخليج العربي خصوصا كنا مع شعراء أغنية أثروا الساحة الفنية بأبهى الروائع الخالدة التي بقيت حية في قلوب مستمعيها إلى اليوم..
نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر بدر بن عبد المحسن وبدر بورسلي وفايق عبد الجليل وابراهيم خفاجي وعبد اللطيف البناي وعلي القحطاني بوميسون وساهر و... وغيرهم الكثير من المبدعين الذين لا أذكرهم حاليا..
لكن حاليا أرى أن الوضع اختلف تماما ؛ فلم نعد نرى أو نسمع بشعراء أغنية مبدعين ومتخصصين في هذا اللون الصعب .. !
حتى أن الفنان عبد الله الرويشد في لقاءه في برنامج العراب أقر بهذا الشيء وقال فيما معناه أن الساحة الفنية تفتقر لشعراء أغنية !
حقيقةً صرنا نرى (أي كلام) يركّب أثناء التلحين ويمكن أن يكتبه الفنان نفسه أو أحد أصدقائه المستشعرين أو الأثرياء مريدي الشهرة !
وخلاصة الوضع هل يمكن القول بأن الشعر الغنائي انقرض في هذا الوقت؟
مارأيكم أصدقائي؟ أخوكم .. عنزي جدة
|