عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-2009, 10:34 PM   #1 (permalink)
المغربي
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 2592
تاريخ التسجيل: 23/03/2009
المشاركات: 41

افتراضي الحب العصري - قصة بقلمي إهداء لأصدقائي وصديقاتي بالمنتدى


الحب العصري - قصة بقلمي
كلمات مبعثرة… خطوات متشابكة متعثرة… حروف ثقيلة متلعثمة… خفقان قلب وهذيان نبض… جبين ينضح بعرق غزير فصار كشلالات نياجرا… رجفة فى اليدين وفى الساقين كهزات أرضية متتالية وكأنها توابع زلزال مدمر.
تهتز الأرض… تميد تحت قدميه… ترنح وكاد يسقط لولا أن مددت له ذراعى ليمسك بها.
كل هذه التغييرات حدثت لصديقى " أنس " فى لحظة واحدة وهو يرى تلك الفتاة… أقصد… تلك الحورية وهى تمر من أمامنا وتلقى علينا تحية الصباح بإيماءة رقيقة من رأسها، وابتسامة أعذب من أن تصدق… تسير بخطوات قصيرة لا تتعدى السنتيمترات نظرا لما ترتديه من ملابس ضيقة تكاد تلتصق بجسدها الذى صُب فى قالب سبحان من أبدعه وصوره على هذه الصورة… وجهها ورد اختلط فيه لونه الأبيض بحمرة طبيعية توحى لمن يراه بأنه أمام نوع معين من الفاكهة النادرة… باهظة الثمن… من الصعب الحصول عليها أو تذوقها… شفتاها تتحدى كل شواطئ العالم إبهارا تحملان بينهما لآلئ ناصعة… تضئ وتحذر كل من يحاول الاقتراب منهما بالغرق أو الجنون… شعرها الذهبى يشبه خيوط أشعة الشمس عند أول بزوغ لها والتى تأخذك بأحضانها فى تفاؤل بيوم مشرق جديد… عينان لامعتان… امتلأتا شقاوة وأنوثة… فقد كانت بحق "حورية" تسير على الأرض.
جذبنى صديقى بقوة من ذراعى حتى كاد يفصلها من مكانها… جذبنى وعيناه لا تزالان معلقتين بها حتى اختفت تماما من أمامنا… صرخ فى وجهى:
- لقد… لقد أخذت قلبى معها يا صديقى… إننى أحبها… وأشعر بأننى لن أحيا بدونها.
هدأت من روعه وفى الحقيقة كنت أتمنى أن يهدئ أحد من روعى أنا…
ابتسمت له… أربت على كتفه بالرغم من علمى بمشاعره غير المستقرة… فأنا أعرفه جيدا… إنسان رقيق… حساس… يحب الجمال ولا يستطيع الاحتفاظ به… متقلب المزاج… فمجرد ابتسامه من فم رقيق عذب تجعله يحلق فى السماء… يحلم بالجنة ونعيمها… وعبوس وصد من الوجه حامل هذا الفم يجعله يسقط من أعالى أحلامه إلى أرض الواقع المؤلم… فيجدها أرضا جرداء… موحشة… تلك هى مشاعره المتناقضة وغير المستقرة… ولا أدرى… لماذا كنت أحاول تصديقه هذه المرة.
نظرت إليه وقد ترك ذراعى وحلق بنظرته فى الفضاء سابحا فى سماء الحب… بادرته قائلا:
- هل تحبها فعلا يا أنس ؟!!
- إلى حد الجنون يا صديقى..
- وماذا ستفعل الآن… إنك لا تعرف عنها شيئا سوى أنها صديقة زميلتنا فى العمل؟!
- ستأتى يا صديقى… وسأنتظر غدا فى نفس الموعد… أبوح لها بمشاعرى… وأذهب فورا لخطبتها.
- بهذه السرعة.
- إنك لا تصدقنى… لقد أحببتها فعلا… عشقتها… لقد…
قطع صديقى حديثه مرة واحدة… وسادت بيننا فترة صمت لا أعرف لماذا… نظرت إليه… وجدته وقد شرد بنظراته وباهتمام شديد لشئ ما أمامه…
التفتت ناحية هذا الشئ الذى جعل صديقى يصمت فجأة عن الحديث… وجدته يحملق فى " فتاة" جميلة أخرى قادمة ناحيتنا… تختال فى خطواتها… وقد أرسلت إليه بابتسامة حلوة انخلع لها قلبه…
تقدمت الفتاة ناحيته… تسأله عن إحدى زميلاتنا فى العمل.
نظر إليها نظرة حالمة… وعادت من جديد… الكلمات مبعثرة… والخطوات متشابكة متعثرة… والحروف ثقيلة متلعثمة و… و…
نظرت إليه بدورى وأنا ابتسم… نظرت لساعتى فوجدت أن دوام العمل قد انتهى…
خرجتُ بسرعة كبيرة من المكان… قبل أن يفصل صديقى ذراعى الأخرى طالبا منى خطبتها… تاركا إياه سابحا فى أحلامه.

 

 

المغربي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292