[الفنون]

ظلت نتائج الانتخابات التشريعية اللبنانية محور اهتمام مختلف الأوساط السياسية اللبنانية، في الوقت الذي بدأت التحضيرات العملية والمشاورات بين مختلف الأطراف السياسية في شأن انتخاب رئيس مجلس النواب الجديد في العشرين من الحالي، حيث تنتهي ولاية البرلمان الحالي، وتبدأ ولاية البرلمان المنتخب، كما ينصب الاهتمام على استحقاق تأليف الحكومة الجديدة.
وقالت مصادر لبنانية معنية بهذين الاستحقاقين لـ «أوان» إن رئيس البرلمان الحالي نبيه بري سينُتخب رئيساً للبرلمان على رغم اعتراض بعض الجهات السياسية داخل فريق 14 آذار، فيما سيتولى رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري رئاسة الحكومة الجديدة خلفاً للرئيس فؤاد النسيورة، وهذا الأمر لا يعارضه فريق 8 آذار أو غالبية أطرافه.
وتوقعت هذه المصادر انعقاد لقاءين قريبين منفصلين بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وكل من الحريري ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، وفي ضوء نتائجهما سيتحدد مستقبل العلاقة بين فريقي 8 و14 آذار، وشكل الحكومة الجديدة وحجمها وبرنامجها الوزاري ونسبة مشاركة المعارضة فيها.
ولم يخف الحريري أمس رغبته بتولي رئاسة الحكومة، وجاهر بذلك إذ قال لقناة «الراي» الإيطالية: «سأناقش هذا الموضوع مع سائر الفرقاء السياسيين في قوى 14 آذار، لنتّخذ القرار المناسب، وبعد النقاش، سنقرّر هل أتولّى شخصياً رئاسة الحكومة أو يتولاّها شخص آخر، المهم أنني اليوم لم أعُد أهابُ الاضطلاع بهذا الدور، كنت من قبل أفتقر إلى الخبرة وأمرُّ في مرحلة صعبة بعد اغتيال والدي، أما الآن وقد مضت أربع سنوات فلم أعُد أهابُ تبوُّأ هذا الموقع، لكنني في النهاية سوف أقوم بما تمليه عليّ مصلحة بلدي». وأضاف: «أن قوى 14 آذار فازت في الانتخابات، وبات أمامنا أن نرى كيف يمكن أن نبني لبنان».
ورداً على سؤال هل ينوي أن يحكم مع المعارضة، قال الحريري: «سنرى كيف يسير الحوار، نحن نريد حكومة تمثّل كافة الأحزاب السياسية، لكننا لا نريد حكومة غير قادرة على القيام بعملها».
ورداً عن سؤال حول سلاح حزب الله وتحذير نصرالله من المساس به قال الحريري: «إنني أرى أن مصلحة لبنان تكمن في فتح حوار مع سائر الأحزاب السياسية، وأن نرى النتيجة، فالمهم بالنسبة لنا ليس ما تريده الولايات المتحدة، ولا ما يريده الأوروبيون، ولا ما تريده إسرائيل، إن المهم هو ما يريده اللبنانيون، واللبنانيون أدلوا بأصواتهم نهار الأحد، وفازت 14 آذار، لكن لبنانيين آخرين صوّتوا أيضاً لمصلحة حزب الله، وعلينا أن نأخذ أصواتهم بالاعتبار، علينا أن نتحدّث معهم، فهم موجودون في لبنان، وهم جزء من هذا البلد، وكل ذلك لا بتحقّق بالقوة بل يتمّ عبر الحوار بين جميع اللبنانيين».
إلى ذلك نوّه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بإنجاز الانتخابات النيابية الاخيرة. ورأى أمام زواره «أن الملحّ هو تطوير هذا القانون الانتخابي لناحية الدوائر الانتخابية من جهة، واعتماد النسبية من جهة ثانية، والعمل على إشراك المرأة بشكل أكثر فاعلية في الحياة السياسية».
وتلقى سليمان أمس اتصالاً من الرئيس السوري بشار الأسد الذي أثنى على «الروح الوفاقية التي تسود في لبنان خصوصاً بعد الانتخابات»، معتبراً أن «هذه الروح ضرورية لمواجهة الاستحقاقات المقبلة ومواكبتها».
وبدوره أهاب رئيس مجلس النواب نبيه بري، باللبنانيين جميعا «صم آذانهم عن الاستماع أو تصديق ما يصدر عن السياسيين ووسائل الإعلام الإسرائيلية التي بدأت تأخذ منحى تصاعديا يوما بعد يوم على كل المستويات الإسرائيلية السياسية والأمنية والإعلامية، وأن لها أهدافا متعددة منها: الإيقاع بين اللبنانيين عبر إثارة الشبهة والإيحاء أن فوز فريق سياسي لبناني إنما يخدم التطلعات الإسرائيلية، وطمأنة الرأي العام الإسرائيلي المنزعج دائما من توحد اللبنانيين أن هدف الحكم في لبنان في ضوء نتائج الانتخابات النيابية سيكون تجريد المقاومة من سلاحها، وطمأنة شبكات التجسس الإسرائيلية إلى إمكان كف يد الأجهزة الأمنية اللبنانية عن ملاحقة الشبكات الإجرامية، واعتبار أن تفكيكها لم يعد أولوية وطنية.
ومن جهته، رئيس الحكومة فؤاد السنيورة دعا إلى «اغتنام فرصة النافذة المفتوحة في المنطقة، وتوسيعها في وجه التطرف الإسرائيلي»، معتبرا «أن المناخ الدولي والإقليمي عامل أساسي لأي تغيير في المرحلة المقبلة، خصوصا أن المراهنات الداخلية التي أخذت البلد نحو أخطاء وردود فعل، أثبتت فشلها».