18-06-2009, 01:06 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1706 تاريخ التسجيل: 24/12/2008
المشاركات: 2,099
| «دمعة يتيم»: ماذا يدور خلف الأبواب المغلقة والحوائط الصامتة؟
عندما يملأ الشيب رأس الإنسان يبدأ بالنظر حوله وأول شيء يصل إلى عينيه الجدار الصامت وحائط المنزل الذي يلتف حوله، تنطلق التشققات فيه من كل الجهات لترسم أمامه خريطة لا يعرف أولها من آخرها لا من أين تبدأ ولا أين تنتهي، يشغل تفكيره في البيت الهرم الذي شاخ وهرم معه وكأنه رفيق دربه بل هو كذلك خاصة إذا كان وحيدا.
ولكن حين تكون هذه التشققات والأبواب القديمة ذات الصرير المزعج آخر ما يفكر فيه وهو في هذا العمر، فهنا تكون الطامة والمشكلة.. لأن من الطبيعي حينها أن يكون هناك أمر آخر يشغل باله ويحظى باهتمامه، إنها مشاكل أسرته التي لا تنتهي.
من يستطيع أن يغلق الباب أمام المشاكل الأسرية، وأين هذا البطل أو تلك المرأة الحديدية التي تستطيع أن تنام ملأ عينيها وشياطين المشاكل الأسرية تحوم فوق رأسها كالإعصار أو البركان الهائج.. لا يكاد يهدأ يوما حتى ينفث نارا وحمما بركانية في اليوم التالي.
هذه امرأة بلغت من الكبر عتيا، وغزاها الشيب بجيوشه البيضاء حتى سيطر عليها بالكامل، تعيش في منزل متهالك وسط العاصمة أبيض اللون كأنه من قدمه جزء منها، لم تكتف أحداث حياتها بأن أصبحت أرملة وعجوزا وتركها أبناؤها وانشغلوا بمشاغل الحياة، بل هجمت عليها مشكلة لم تكن على البال أبدًا.. إنها الميراث.
صراع أسري
من هنا بدأت حكاية جديدة في حياتها، لم تكن تتمنى أن يأتيها المال في مثل هذا الوضع.. صراع أسري على الميراث، ولكن هكذا هي الأقدار، ساقت إليها النعمة في ظروف أسرية غير صحية، وكان لابد من أن تعيش هذه الظروف بكل ما فيها لأنها في نهاية الأمر لا تستطيع أن تعيش في غيرها، هكذا بكل بساطة.
من يستطيع أن يجسد مثل هذه الحكاية مثل حياة الفهد، ستقدم هذه الفنانة القديرة تلك القصة في شهر رمضان المبارك على شاشة قناة الوطن الفضائية، ومعها نخبة من النجوم الشباب.. فالحكاية أعمق من مجرد صراع على المال والورث، إنها تشعبات أسرية ربما يغفل عنها الكثيرون في حياتنا، ويخوضون غمارها وهم لا يشعرون بأنهم سيصبحون قريبا جدا مسلسلا تلفزيونيا يشاهده أكثر من عشرين مليون متفرج عبر الوطن العربي كله.
في منزلها المتهالك الصغير القديم يعيش ابنها.. رجل يحمل ملامح الكويتي «العتيج»، له مطامعه الخاصة به، يزيد من أهوال وأعباء الحياة عليها أعباء أخرى لم تكن تفكر فيها، ويقدم هذا الدور علي جمعة.. فنان نجح في أن يكوّ.ن لنفسه شخصية فنية متميزة ذات أبعاد لا يستطيع أن يقدمها سواه.
أما في مكان بعيد عن هذا المنزل الهرم، فهناك قصر منيف تحيطه أشجار الكونيكاربس وترتفع في أرجاء حديقته النوافير الفوارة التي تسير وفق تناغم موسيقي عجيب، وتعمل بواباته ونوافذه بجهاز تحكم عن بعد، وتحيط به زهور الجوري والقرنفل على كل جوانب السور، في هذا البيت يعيش الابن الآخر لهذه المرأة العجوز مع زوجته ذات القد الجميل والعطورات الزاكية والأطياب الفواحة، يقوم بدور الابن باسم عبدالأمير أما الزوجة فهي منى شداد.
حالة رثة
وما بين تلك الحال الرثة وهذه الحديقة الغناء تدور أحداث مسلسل «دمعة يتيم» من إخراج حسين أبل وبطولة مرام وهند البلوشي وأمل عبدالكريم، ويدير التصوير نادر الحداد الذي تميز منذ فترة طويلة بتصوير الأعمال الإنسانية حتى تخصص بها.
حضرنا جزءا من تصوير مشاهد في البيت القديم، كان اللوكيشن في أحد فرجان ضاحية الفيحاء، دخلنا المنزل بصمت وهدوء وجلسنا خلف الكاميرا والإضاءة لنراقب التصوير، لأول مرة ينفذ المخرج مشهدين مختلفين في المكان في آن واحد، الأول حياة الفهد تجلس على كرسي وسط الغرفة وهي تفكر في أمر الميراث الذي هبط على الأسرة كالإعصار الذي يدمر كل شيء، أما المشهد الآخر فكان لعلي جمعة وهو يفتح الباب لباسم عبدالأمير، أما الكاميرا فتدور بين هذين المشهدين بحرية لتلتقط في طريقها ما يحمله «الحوش» من أعباء الحياة التي تركها الزمان وخلفتها الأيام في هذا البيت المتعب. http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=18062009
18/06/2009 |
| |