[الفنون]

أحد اللاعبين الكبار في ملعب الكوميديا الخليجية.. يتميز بالعفوية والتلقائية ومحبة الصغار له قبل الكبار.
الفنان الإماراتي القدير جابر نغموش أعطى عمره للمسرح وتأخرت شهرته كثيراً إلى أن جاءت على جناح «حاير طاير» ثم « حظ يا نصيب». وفي حوارنا معه فاجأنا نغموش باعتذاره عن الظهور في رمضان لأنه لم يجد نصاً.. كما كشف عن معاناته من آلام في الظهر تستوجب الراحة. نغموش يضحكه ملوك الكوميديا الكبار أمثال فؤاد المهندس وعبد الحسين عبد الرضا وسعد الفرج.. ويتمنى أن يقدم عملاً كوميدياً خصيصاً للأطفال. وفيما يلي تفاصيل الحوار:

سمعنا أنك ستغيب عن شاشة رمضان هذا العام؟

ليس لدي جديد أقدمه لجمهوري.. ولم أجد النص المناسب الذي يغريني بتقديمه في رمضان. ولا أرغب في المغامرة مع نص لست مقتنعاً به لهذا فضلت الابتعاد قليلاً خصوصا أنني أعاني من آلام في الظهر تتطلب راحة إجبارية. ولدي أكثر من مشروع منها مسلسل كوميدي قد أبدأ تصويره بعد رمضان المقبل إن شاء الله من خلال تلفزيون دبي.

لكن المعتاد أن كل النجوم يحرصون على التواجد في رمضان!

هذه صحيح.. رمضان أصبح موسم الدراما العربية والخليجية الأول.. لكن لماذا أغامر طالما لم أجد النص الذي يستحق؟ ولا أعتبر ذلك خسارة.. فالرفض أفضل من تقديم عمل فاشل.

العام الماضي حققت صدى كبيراً العامين الماضيين بمسلسلي «حاير طاير» و«حظ يا نصيب».. أيهما برأيك كان الأكثر نجاحا؟

الحمد لله نجح العملان.. لكن «حاير طاير» الأخير لم يكن بالمستوى الذي تعود عليه الجمهور وأعتقد أن «حظ يا نصيب» حقق نجاحاً أكبر حسب ردود الفعل التي وصلتني.

ألا تعتقد أن نجوميتك تأخرت مقارنة بأبناء جيلك وما قدمته من أعمال طوال ثلاثة عقود؟

هذا الأمر تُسأل عنه وسائل الإعلام.. أعتبر من مؤسسي المسرح في الإمارات منذ ما يقرب من أربعين عاماً وقدمت العديد من الأعمال المسرحية لكن الشهرة فعلاً تأخرت.. ولا أنكر فضل الكاتب جمال سالم علي في مسلسل «حاير طاير» الذي حقق لي شهرة كبيرة والأمر في النهاية توفيق من الله سبحانه وتعالى.

تأخر الشهرة

ألا يضايقك تأخر الشهرة؟

لا.. فنحن في الأساس كنا نعمل في المسرح ولم تكن الفضائيات بهذا الانتشار.. والمسرح نفسه يعاني سواء من قلة النصوص أو انصراف الجمهور عنه وهو في الأساس جمهوره محدود ولا يحظى بالاهتمام من الإعلام.

كفنان كوميدي لك جمهورك، هل تفرض وجهة نظر معينة على الكاتب؟

لا.. لا أفرض وجهة نظري لكن يكون هناك نقاش للوصول إلى أفضل صيغة لأن الكتابة الكوميدية حساسة جداً وليس من السهل أن يتفاعل معها الجمهور ويضحك.

نفهم من ذلك أن إعداد أعمالك يتم من خلال «ورشة» كتابة؟

ليست ورشة.. لكن المؤلف يعطيني النص فأقرأه وأعطي ملاحظاتي.. وقد أطلب منه تغييرات طفيفة حتى تناسبني كممثل بعيداً عن التدخل الكامل في النص.

نراك بعيداً عن التراجيديا رغم براعتك فيها؟

بطبعي أميل أكثر إلى الكوميديا ومن خلالها حققت الشهرة والجماهيرية.. ولهذا السبب أعمالي التراجيدية قليلة وآخرها «جمرة غضى» تأليف جمال سالم قبل عدة سنوات. وأعتبر دوري فيه نقلة مهمة لكن الجمهور يفضل أن يراني في الأعمال الكوميدية. وهذا لا يمنعني من أن أقدم كل سنتين أو ثلاث عمل تراجيدي..



اختيار

على أي أساس تختار الدور؟

بداية أقرأ النص.. وإذا شعرت أنه يناديني ويقول لي «يا جابر أنت صديقي» أختاره.. وأحياناً أتصفح فيه عدة صفحات وأشعر أنه بعيد عني فأعتذر عنه لأني لا أحب أن أكذب على نفسي.

من يعجبك من المضحكين العرب؟

كلهم.. بلا تحديد.

هذه إجابة دبلوماسية! هل تخشى غضب البعض؟

لا.. لا أخشى غضب أحد.. لكن هناك أساتذة كبار في مجال الكوميديا تعلمنا وتركوا بصمة مهمة مثل فؤاد المهندس وعادل إمام وسعيد صالح.. وفي الخليج عبد الحسين عبدالرضا وسعد الفرج وخالد النفيسي.

الكثير من الأطفال يحبون أداءك و«الكراكترات» التي تقدمها.. ماذا يعني لكل ذلك؟

الحمد لله.. هذا أمر يفرحني جداً.. فأجمل شيء إن الممثل يشعر بوصول أعماله إلى المتعلم والإنسان البسيط وإلى الكبير والصغير على السواء. والطفل تحديدا يشعر بالصدق ومن الصعب أن تكذب عليه.

حب الأطفال لك.. ألا يحفزك لتقديم عمل خاص بهم؟

عندما أشاهد الأعمال التي تقدم لمسرح الطفل أحزن لأنها تفتقر إلى القيمة التربوية وفقيرة بصريا والطفل يحب الإبهار والخدع والحركة.. لكن البعض حول مسرح الطفل إلى مسرح تجاري بهدف الربح فقط. والحقيقة أن الطفل ذكي ويستوعب ما يعرض عليه ومن الصعب أن نكذب عليه بمثل هذه الأعمال. وعن نفسي أتمنى أن أقدم أعمالا للطفل لكن حتى الآن لم أوفق إلى النص الراقي.