عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2009, 03:59 PM   #1 (permalink)
بو دانيال
( القلب المقدس )
 
الصورة الرمزية بو دانيال
 
 العــضوية: 2047
تاريخ التسجيل: 01/02/2009
المشاركات: 1,477

Exclamation الرجل.. الذي مات واقفاً ! .... مالكوم إكس


مالكوم إكس

الرجل.. الذي مات واقفاً !



لو استوقفت إحدى فتيات المسلمين في هذا العصر

ثم

وجهت لها السؤال التالي:

هل تعرفين من هو مايكل جاكسون؟

لأجابتكِ على الفور

بأنه مطرب أمريكي مشهور ينتمي إلى الأمريكان السود.

لكن

لو وجهت إليها سؤالاً عن شخص أمريكي آخر من السود !!

هو

(مالكوم أكس)

لوجدتِ علامات الدهشة والاستغراب تعلو وجهها ..

وعندها لن تحّر جواباً ..


7


فمن هو هذا الشخص المدعو

(مالكوم أكس)

الذي يجهله أكثر شباب الأمة الإسلامية؟

وما الذي يهمنا في أمره؟


إن هذه الشخصية الهامة

كان لها فضل كبير - بعد الله - في نشر الدين الإسلامي بين الأمريكان السود ..

في الوقت الذي كان السود في أمريكا

يعانون بشدة من التميز العنصري بينهم وبين البيض..

فكانوا يتعرضون لأنواع الذل والمهانة..

ويقاسون ويلات العذاب وصنوف الكراهية منهم.



في هذا المناخ المضطرب الذي يموج بكل ألوان القهر والإذلال

ولد مالكوم اكس لأب كان قسيساً

في إحدى الكنائس .. وأم من جزر الهند الغربية ..

عندما بلغ السادسة من عمره قُتل والده على أيدي البيض

بعد أن

هشموا رأسه ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهمته حتى فارق الحياة..

فبدأت أحوال أسرة مالكوم اكس تتردى بسرعة..

مادياً ومعنوياً ..

وباتوا يعيشون على الصدقات والمساعدات الاجتماعية من البيض

والتي كانوا يماطلون في إعطائها..

ومع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية

تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية

قضت فيه بقية حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخواته الثمانية مرارة

فقد الأب والأم معاً ..

وأصبحوا أطفالاً تحت رعاية الدولة

التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة ...



في هذه الأثناء التحق مالكوم أكس بمدرسة قريبة

كان فيها هو الزنجي الوحيد ..

كان ذكياً نابهاً تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه

مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسياً ومعنوياً ..

والسخرية منه خاصة عندما رغب في استكمال دراسته في مجال القانون ..

وكانت هذه هي نقطة التحول في حياته ..

فقد ترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة

التي تليق بالزنوج ..

من نادل في مطعم ..

فعامل في قطار ..

إلى ماسح أحذية في المراقص ..

حتى أصبح راقصاً مشهوراً يشار إليه بالبنان ..

وعندها استهوته حياة الطيش والضياع

فبدأ يشرب الخمر وتدخين السجائر ..

وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله ..

إلى أن وصل به الأمر

لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها ..

ومن ثم سرقة المنازل والسيارات ..

كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد ..

حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة ..

فأصدروا بحقه حكماً مبالغاً فيه بالسجن لمدة عشر سنوات

بينما لم تتجاوز فترة السجن بالنسبة للبيض خمس سنوات.



وفي السجن انقطع مالكوم اكس عن التدخين أو أكل لحوم الخنزير ..

وعكف على القراءة والإطلاع

إلى درجة أنه التهم آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة

فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته

من استكمال جوانب النقص في شخصيته.



خلال ذلك الوقت ..

اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد الرجل المسمى

(السيد محمد إلايجا)

والذي كان يدَّعي أنه نبي من عند الله مرسل للسود فقط!!..

وسعوا لإقناع مالكوم اكس بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل

حتى أسلم..

فتحسنت أخلاقه، وسمت شخصيته ..

وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن

للدعوة إلى الإسلام..

حتى صدر بحقه عفو وأطلق سراحه لئلا يبقى يدعو للإسلام داخل السجن.



كان مالكوم أكس

ينتسب إلى حركة (أمة الإسلام )

والتي كان لديها مفاهيم مغلوطة، وأسس عنصرية منافية للإسلام

رغم اتخاذها له كشعار براق وهو منها براء ..

فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكراً عليه فقط

دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه

بأخلاق الإسلام الفاضلة، وقيمه السامية...

أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره ومخبره.



استمر مالكوم أكس في صفوف (أمة الإسلام)

يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة، وشخصيته القوية ..

فكان ساعداً لا يمل، وذراعاً لا تكّل من القوة والنشاط والعنفوان ...

حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة.



رغب مالكوم أكس في تأدية الحج، وعندما سافر رأى الإسلام الصحيح

عن كثب، وتعرف على حقيقته، وأدرك ضلال المذهب العنصري

الذي كان يعتنقه ويدعو إليه ..

فاعتنق الدين الإسلامي الصحيح ..

وأطلق على نفسه (الحاج مالك الشباز).



وعندما عاد نذر نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي ..

وحاول تصحيح مفاهيم جماعة (أمة الإسلام) الضالة المضلة ..

إلا أنه

قوبل بالعداء والكراهية منهم ..

وبدءوا في مضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك ..

وظل يسير في خطى واضحة راسخة يدعو للإسلام الصحيح

الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية.



وفي إحدى خطبه البليغة التي كان يقيمها للدعوة إلى الله أبى الطغاة

إلا أن يخرسوا صوت الحق ..

فقد اغتالته أيديهم

وهو واقف على المنصة يخطب بالناس

عندما انطلقت ست عشرة رصاصة

غادرة نحو جسده النحيل الطويل ..

وعندها كان الختام .. ولنعم الختام..

نسأل الله أن يتقبله في عداد الشهداء يوم القيامة.

7

الآن

بعد هذا كله

ألا يحق لنا أن نسأل !

من هو مالكوم أكس؟

7

للاستزادة من سيرة هذا البطل

أحيلكِ على كتاب بعنوان: "مالكوم إكس "

تأليف: اليكس هاليبي، ترجمة: ليلى أبو زيد.

7

المرجع: مجلة حياة العدد (10) صفر 1422هـ




تحياتي
Co0o0o0oL



م ن ق و ل

 

 

بو دانيال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292