سعاد عبدالله: الحزن أصبح ملازما لي سعاد عبدالله: الحزن أصبح ملازما لي
إعداد: حنان حبيب النجار
تحدثت الفنانة سعاد عبدالله للمنتسبين بالدورة التدريبية لتنمية المهارات الصحفية التي نظمتها جريدة «القبس» الأسبوع الماضي في جمعية الصحافيين، وفتحت الفنانة الكبيرة قلبها للرد على أسئلتهم، وتحدثت بعفويتها المعهودة، وبصراحتها التي عرفت بها. وتناولت في ردودها جملة من الأمور التي تهم الساحة الفنية الكويتية. وطرحت آراءها حول الكثير من القضايا.
وتناولت بداياتها في الفن عندما صعدت خشبة المسرح عام 1963 عندما كان عمرها 17 عاما، كما تحدثت عن دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دعم الحركة الفنية والمسرحية من خلال الأسابيع الثقافية والفنية في الدول العربية، ومن خلال الاصدارات المسرحية المميزة. وأشارت سعاد عبدالله إلى ان انتشار الدراما التركية في الوقت الحالي ما هو الا موجة وسوف تختفي كما حدث مع المسلسلات المكسيكية. وتناولت في حوارها الشامل الكثير من القضايا الحيوية.
----------------------------------------------------- • أين دور الفن مما يحدث في الساحة السياسية الآن؟
ــمن الصعب مع تنوع المطبوعات والجرايد التي وصل عددها في الكويت إلى ما يعادل 17 إلى 18 جريدة، ان ترى النقد بشكل واضح، لكن دور الفن قائم وما زلنا ننتقد الأحداث عن طريقه. • لماذا تطرح أعمالنا الفنية مشاكل وقضايا محزنة دون التطرق للحلول؟
ــــ نحن نقدم الأعمال لشريحة مثقفة وواعية من المجتمع، فدوري في مسلسل «فضة قلبها أبيض» لامرأة تعاني من اعاقة ولكنها مع أحداث المسلسل تتغلب على اعاقتها وضعفها، وتتبنى تربية طفل وتنشئته ليصل إلى مرحلة الاعتماد على النفس، وفي برنامج «قضية وحل» الذي كانت تقدمه فاطمة حسين كنا نمثل قضية، ومن ثم تطرح فاطمة حسين الاسئلة على الخبراء الذين بدورهم يقدمون الحلول.
مجتمع محافظ • كيف تواجهين النقد السلبي؟
ــــ قبل ان أكون فنانة فأنا امرأة عشت وتزوجت في ظل مجتمع محافظ قد يرفض فيه الأهل زواج الابن من فنانة، وبعد 47 سنة في المجال الفني أصبحت لدي حصانة من النقد السلبي وغير البناء. • ما سبب غياب المسلسلات الفنية الهادفة والتراثية عن الساحة؟ ولماذا تطرح مسلسلاتنا مواضيع غير هادفة، كالتحرش بالفتيات؟
ــــ المسلسلات يمثلها العنصر الكويتي، ولا يزال العمل الكويتي رائد أو منافسا قويا في المنطقة، وانتشار الانتاج الكويتي دليل على ذلك، أما الأعمال غير الهادفة فهي قليلة ونحن كفنانين ليس بامكاننا منع شركات الانتاج من انتاجها، ودور المتلقي مقاطعة غير الهادف من الأعمال الفنية. • في الثمانينات بدأت الرقابة ومقص الرقيب بمحاصرة الفنان قبل التصوير، والنقد الفني من جهة أخرى بدأ بمهاجمتكم بعد التصوير والانتهاء من العمل، فهل واجهتم صعوبات تلك الفترة؟
ــــ نحن كنا رقباء على انفسنا، لأن هذه مسألة التزام لا يعيها إلا الفنان الحقيقي، نحن ندخل كل البيوت ونحن ملزمون بالرقابة الذاتية على انفسنا، وارى ان الجيل الثاني ليس لديه نفس اهتمامنا وطموحنا، فليس من المعقول ان شابا لم يقدم إلا ثلاثة أعمال يبقيني أنا والفنان عبدالحسين عبدالرضا في انتظاره لمدة ساعة، لانه لم يلتزم بالحضور في وقت التصوير، نحن كنا نلتزم حتى باللبس عندما نطل على المشاهد، أما الآن فإذا نصحت فنانة بعدم المبالغة بالتبرج أو اللبس، فسوف ترد عليك بان هذه حرية شخصية، ولا تعليق على هذه المسألة. • ما معوقات حصول الفنان العربي على الأوسكار؟
ــــ نحن بعيدون عن صناعة الأفلام في الكويت، ولكن المخرج يوسف شاهين وصل لمقاييس الأفلام الجديدة بدخول الأوسكار، وأغلب المهرجانات الثقافية العربية هي مسيسة.
مسرح سياسي • ما سبب تغير التوجه الثقافي في الكويت؟
ــــ المسرح السياسي نشط في الستينات والسبعينات سواء في الكويت أو في جمهورية مصر، وبالنسبة لنا فقد تم اغلاق فرقة المسرح الوطني، وتشتتت الفرقة بعد تقديم أعمال قيمة مثل «الزير سالم» و«البرلمان الناعم»، وفي مصر ما عاد المتلقي أو الجمهور مهتما بحضور المسرح الثقافي، فترة الستينات كانت فترة توهج ثقافي. • معروف عن العرب بانهم لا يحسنون الخاتمة في الدراما المكتوبة، مما يشوه العمل الفني، فما هو تعليقك؟
ــــ لدينا في الكويت كتاب جيدون مثل حياة الفهد وعبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج، كانت أعمالنا رائعة جدا، سواء السباعيات أو مسلسلات الـ13 حلقة، وكان لدينا كتاب عرب جيدون يعرفون واقع الكويت، مثل طارق عثمان الذي كتب «رقية وسبيكة» و«خرج ولم يعد»، أما شركات الانتاج والقنوات الراعية للأعمال فتقوم بطلب 30 حلقة، مما يدفع صناع الأعمال الفنية للقيام باسلوب الحشو. • كونك تعملين في اليونسكو، كيف ترين دعم الطفل من خلال الاعلام؟
ــــ بصراحة الأهل الآن يضعون الطفل أمام الشاشة ليتابع سبيس تون على سبيل المثال ليتخلصوا من تربيته، ونحن في السابق من خلال مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك قدمنا أعمالا قيمة مثل «أبناء الغد» و«افتح يا سمسم»، وللقيام بمثل هذه الأعمال نحتاج لفزعة من الكل، هذا دورنا كمجتمع، والقنوات الفضائية لا تريد هذا النوع من الأعمال لأنها تسعى لأعمال الاثارة لجذب المشاهد.
تكريم الفنان • لماذا يقومون بتكريم الفنانين بعد مماتهم وليس أثناء حياتهم؟
ــــ هذا نظام عربي يتعاملون فيه مع المبدعين بشكل عام، وأنا شخصيا لا يوجد لدي جواب. • ما سبب تقدم الدراما السورية في الوقت الحاضر؟
ــــ القائمون على الدراما السورية تفوقوا، لانهم أجادوا اللعبة واستفادوا من رؤية المخرج، فقدموا الكثير من الأعمال التاريخية الناجحة والمنافسة، وأنا شخصيا أتابعهم وأرى ان الدراما السورية والمصرية والكويتية تتصدر الساحة الفنية حاليا. • أصبحت الصحافة المطبوعة وليس فقط المرئية «بزنس» واستثمارا ما السبب وما الحل؟
ــــ بعض الجرايد المحلية أصبح لها قنوات فضائية تابعة لها، وكما يقولون «أهل مكة أدرى بشعابها»، والبعض يتجه لتلميع فنان معين في الصحف مقابل مبلغ مادي أو مصالح متبادلة، ولكن القنوات الخاصة ك «الوطن» و«الراي» يتابعون أعمالنا أثناء التصوير باللوكيشن ولا يقصرون أبدا في دعم الفنان المحلي. • ما صحة مشروع المدينة؟
ــــــ قديما طالبنا بمدينة فنية وكانت قد خصصت لها منطقة جنوب مشرف عندما كانت أرضا صحراء، والآن اقترحوا تخصيص الصبية، ولست أرى شيئا ملموسا حول المشروع للأسف، أما إزالة القرية التي تعود ملكيتها للفنان خليفة خليفوه، والتي صورنا فيها أعمالا عدة، كالفرية وغيرها فهذا يعود لإشكال ولها ظروف مع البلدية، لا أعلم بها حقيقة.
أعمال وطنية • اين سعاد عبدالله من الأعمال الوطنية؟ خاصة بعد التحرير؟
ــــ قدمت مسرحية «في فندق الاحتلال»، و«كويت التحدي والصمود» ومن الأغاني قدمت «يا دارنا يا دار» و«رفرف يا علم بلادي». • لو كنت وزيرة اعلام فما هي 3 أهم أولويات؟
ــــ لو قدمت لي بالسابق لاخذت على عاتقي حقيبة وزارة الاعلام، أما الآن فقد فات الاوان ولا أفكر بقبولها أبدا، ليس لدي ما أضيفه. • عاصرت في بداياتك زمن النظافة في التفكير وفي الفن ولسنا بمحل لان نناقش تاريخك الفني الذي ترك بصمة واضحة، وانما حدثينا عن صعوبات البداية الفنية؟
ــــ أنا أنحدر من أسرة بسيطة بعدما توفي الوالد رحمه الله قامت الوالدة بتربيتنا ولا أنكر انني كنت لا أملك سيارة، فكان جارنا، وهو رجل معروف، العم أحمد بن شملان يقوم بتوصيلي يوميا للمسرح لأداء أحد أعمالي، ولا أزال أتذكر هذا الموقف فمن يقوم في أيامنا هذه بمثل هذا الموقف الجليل؟، ذلك الزمن الجميل تميز بالنقاء.
دراما تركية • ما رأيك بالدراما التركية؟
ــــ أرى انها موجة كالدراما المكسيكية، يتابعها الجمهور لافتقاده في الوطن العربي للحنان والرومانسية. • أنا أخالفك الرأي بالدراما السورية والتركية، فنحن نستمتع.. وياليت الفنانين الصاعدين يتعلمون التكنيك منهم.. فتمثيلهم مشوق ويثيرنا؟
ــــ وأنا أيضا أخالفك الرأي، ويبقى هذا رأيك الشخصي، وأقول لمن يرى ان فنانينا يفتقدون التكنيك، دع الممثلين الأتراك يقدمون لنا دورة، فانا أرى العديد من الفنانين الشباب كيعقوب عبدالله وعبدالله بوشهري وغيرهما، مبدعين وأداؤهم مبهر للأمانة. • هل تعتقدين ان الفن سيعود ألى تألقه كما كان في السبعينات والثمانينات؟
ــــ هل وصل لكم اليأس كذلك؟ أرى أنه اذا رجعت الحميمية لمجلس الأمه، واذا عاد زمن الأغاني الجميلة، واذا استقر الوضع الاقتصادي.. فهنالك بصيص أمل، فالوضع كله مرتبط بعضه ببعض. • ما دور النقابة والرئيس الفخري لها عبدالحسين عبدالرضا؟
ــــ عبدالحسين عبدالرضا قدم استقالته، والشمعة انطفت قبل ان توقد. • هل القنوات تحدد السيناريو حاليا؟
ــــ نعم هذا هو الحاصل الآن، فالقناة تفرض المخرج والممثلة والكاتب أيضا. • ما رؤيتك للحرية الصحفية في الكويت، وبكل شفافية؟
ــــ هي موجودة، ولكن مفهوم الحرية يختلف من فرد لآخر، ويجب ان تكون مدركا لنتائج تطبيقها، ونحن دخلنا بمنزلق، فالصحافة أصبحت تتبنى تيارات وأحزابا وطوائف، وهذا أمر خطير، يجب الا ندخل صراعات نحن بغنى عنها، فهي تهدد ديموقراطيتنا. • ماذا يميز فنانتنا خارج الوسط الفني؟ وما هي معايير اختيار النص؟ وهل سترتدين الحجاب يوما ما؟
ــــ أتميز بالطبخ وأجيده جيدا، فقد تزوجت وأنا عمري 16 سنة فقط، وأختار السيناريو إذا أحببت الشخصية واندمجت معها، وإذا قرأته واقتنعت به فسأتبناه فورا، أما الحجاب فانا شخصية عامة يجب علي توخي الحذر بما أدلي به من تصريحات، وأرى انها علاقة خاصة بيني وبين ربي، فانا امرأة مسلمة تصلي وتصوم وقد أديت فريضة الحج العام الماضي، أما مسألة الحجاب فلا أستطيع ان اخبرك متى! • هل الفن الكويتي يمر بانتكاسة على صعيد المسرح والدراما؟
ــــ بالمسرح نعم، أما بالدراما فلا تمر بانتكاسة أبدا. • هل الممثل الخليجي لديه الامكانات لدخول الدراما العربية؟
ــــ شبابنا لديهم الامكانات ويحتاجون الفرص، ومنهم فيصل العميري وخالد أمين. • عبدالحسين ذكر بان النص غير متوفر حاليا، علما بان أعماله السابقة مع سعد الفرج كانت من تأليفهما واشتراكهما في التمثيل والتأليف، فما هو الاختلاف بين النص سابقا وحاليا؟
ــــ عفوا هذا السؤال يجب ان يذكر للأخ عبدالحسين عبدالرضا والأخ سعد الفرج، لدينا كتاب مبدعون مثل وهج والكاتبة هبة حمادة، ولكن الهجوم عليهن ككاتبات مبتدئات اثار عليهما رقابة اجتماعية، حتى داخل أسرهم نتيجة انتقادات المجتمع. وأرجوكم احتضنوا هذه المواهب الشابة، احتضنوا المبدعين.
لا للرقابة • هل تؤيدين الرقابة على النص لو كنت وزيرة؟
ــــ لا طبعا لا أويدها، يكفيني ان أذكر لكم سهرة «امرأة مختلفة» عن امرأة ارادت الزواج شرعا بعدما تفرغت سنين طويلة لرعاية ابنائه،ا وعندما كبروا أرادت المضي بحياتها، لكن ابناءها اعترضوا على زواجها، للأسف أجيز النص في المملكة العربية السعودية بينما مقص الرقيب الكويتي رفضه للأسف، في حين لا نرى في النص ما يخالف شرع الله والدين الاسلامي من حق الزوجة في الزواج ثانية.. ويؤسفني هذا الأمر. • ما سبب نبرة الحزن في صوتك وهل هو احباط؟
ــــ النبرة هذه صارت ملازمة لي في الفترة الأخيرة، ولكنها ليست احباطا انما الجو العام كذلك لا يبعث على التفاؤل. • هل يصل المسلسل الكويتي لجمهور الوطن العربي؟
ــــ نحن منتشرون منذ الستينات في الوطن العربي وفي المغرب العربي ونحن منافس رئيسي في الوطن العربي، فالرئيس الليبي معمر القذافي ذكر ان الفنان الكويتي لو نزل في ليبيا لوقف الشارع الليبي باكمله لهذا الفنان .وفي مدينة سويقة كانوا يستضيفوننا أنا والأخت الفنانة حياة الفهد يوميا على الفطور والغداء والعشاء في بيوتهم، اكراما لنا من ربات البيوت. • كيف ترين الترخيص للنصوص الدرامية؟ وهل تؤيدين ما يحدث في الساحة الآن؟
ــــ الترخيص للنصوص مسؤولية وهذا مناط بها جهة خاصة تابعة لوزارة الاعلام، وما يحدث في الساحة الآن من دعم للمواهب الشابة نحن نؤيده، كما قمنا بدعم نوف المضف ووهج وهبة مشاري حمادة، لكن المشكلة فيمن يكتب نصا ويعتقد ان نصه خال من الثغرات، ويعتقد ان الدعم مقتصر على من لديه واسطة أو معارف، وهذا أمر غير صحيح. • عمل أسد الجزيرة لماذا تم منعه؟
ــــ ليس للرقابة على النصوص دخل بالموضوع بقدر الرقابة الاجتماعية، فهنالك عوائل معروفة تمت بصلة لهذا التاريخ السياسي، والعمل يمس هذه الأسر الكريمة، وقد تم منعه،كما تم منع عمل سابق عن الفنان عبدالله الفضالة برغبة من أهل الفنان. المصدر :
جريده القبس الكويتية http://92.52.88.82/alqabas/Article.a...&date=29072009 __________________
[[ الــــحـــــب الـــكــــــبـــــيــــــر ]] الحب عتب .. الحب لهب ^^ الحب هو راحة وتعب والحــب لـو ما هو حلــو ^^ ما غنّ فيه أهل الطرب > الله على الحب الكبير < - - - حيّاك الله يا بوصلاح .. نوّرتنا يا كـــبــــيـــر : ) |