صانعي: من يقف وراء المحاكمات في ايران سيعاقب على مكره هذا في الدنيا قبل الآخرة مازالت الاوساط السياسية الاصلاحية وحتى الاصولية المعتدلة الى جانب مراجع التقليد والمؤسسات الدينية غير المتطرفة في ايران، تعرب عن احتجاجها ومعارضتها للمحاكمات التي يجريها القضاء للعشرات من الذين شاركوا في الاحتجاج على نتائج الانتخابات الرئاسية، بضمنهم عدد من الاعضاء البارزين في التيارات والقوى السياسية الاصلاحية ممن لهم تاريخ وسابقة في فترة النضال ضد نظام الشاه السابق الى جانب دورهم المؤثر في ادارة شؤون بلادهم في المجالين التنفيذي والتشريعي.
وفي هذا السياق، اصدر المرجع الديني القريب من الاصلاحيين آية الله يوسف صانعي، بيانا دان فيه بشدة المحاكمات، معتبرها «بدعة وسابقة في النظام القضائي الاسلامي».
وكان مقررا عقد الجلسة الثانية للمحاكمات اول من امس، الا ان الموعد ارجئ الى اليوم، بطلب من وكلاء عدد من المعتقلين لاجل منحهم الفرصة الكافية لاعداد مرافعاتهم.
وتخلل الجلسة الاولى التي بثها التلفزيون الحكومي السبت الماضي اعتراف محمد علي ابطحي، نائب الرئيس السابق محمد خاتمي ومحمد عطري انفر، العضو البارز في «حزب رواد البناء» القريب من الرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني، بعدم صحة مزاعم المعارضة بحصول تزوير في الانتخابات الرئاسية.
وتحدث صانعي في بيانه عن حجم المشاركة الواسعة في الانتخابات، ثم تساءل «لكن ما الذي حصل؟ فجأة يتم وضع ابناء الثورة في الزنازين، وذاق شبابنا الاعزاء طعم الهراوات والغازات المسيلة للدموع، وسقط الجرحى والقتلى، كل ذلك لكونهم شككوا بشرعية الانتخابات، هل يستحق الاعتراض والانتقاد ان نرد عليه بهذه الطريقة؟ ونعمل من دون وعي على صنع ازمة ونحمل الدول الاجنبية مسؤولية كل تلك الاعتراضات؟».
واضاف «ان الظلم والعدوان بلغ حد ان تتم محاكمة افراد كان لهم في الاحداث التي اعقبت انتصار الثورة حضور فاعل ومؤثر الى جانب قادة البلاد، في محكمة هويتها وهدفها كانا معروفين سلفا».
وتابع «ان هذه المحكمة التي اذا لم نقل ان النظام القضائي في العالم قلما شهد مثيلا لها، فانها على اقل تقدير تعتبر بدعة وسابقة في النظام القضائي الاسلامي، وطبعا انها مثقلة بالذنوب».
واشار صانعي في بيانه الى اعترافات المتهمين، موضحا ان «لا قيمة لها لكونها انتزعت بالقوة كما انها تسببت في اراقة ماء وجه الافراد»، ولفت الى ان «الذين يقفون وراء هذه المحاكمات سينالون جزاءهم
في محكمة عادلة في هذه الدنيا، قبل ان ينالوا العقاب في الآخرة».
ثم تحدث صانعي عن اعتماد اعترافات المعتقلين لايقاع العقاب بهم، قائلا «ان اي اجراء يترتب على هذه الاعترافات، مهما كان جزئيا، فانه يعد تأييدا ودعما للذين اغتصبوا حقوق الامة واساءوا لكرامة المواطنين، ومخالفة واضحة وبينة
للقرآن الكريم والوحي والاحكام الالهية».
واعتبرالرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي المحاكمات بانها مغايرة لمعايير القانون الاساسي والقوانين العادية وحقوق المواطنة، فيما وصفها المرشح الرئاسي زعيم حزب الثقة الوطنية الاصلاحي مهدي كروبي بانها «مسرحية مفبركة لا تساعد على الخروج من الازمة»، اما الزعيم المعارض المرشح الرئاسي مير حسين موسوي فقد شدد على «ان هذه المحاكمات غير قادرة على اثبات نزاهة الانتخابات لكونها هي نفسها تفتقر الى النزاهة».
وشككت عائلة ابطحي بصحة اعترافاته، ولاسيما انه كان تحدث لزوجته عن ظروف اعتقاله في زنزانة انفرادية (محجر) وان المحققين يعطونه اقراصا تجعله في عالم آخر.
ووصف العضو البارز في التيار الاصولي امير محبيان، الحصول على اعترافات من المعارضين ونشرها من خلال وسائل الاعلام، بانها «تعد مؤشرا الى التخلف السياسي للدول، وان اكثر الدول التي ادركت اهمية الحوار بين الفرقاء السياسيين، امتنعت عن انتزاع الاعترافات».
في غضون ذلك، اكدت فاطمة آدينة وند، زوجة الناطق باسم «رابطة المثقفين» عبد الله مؤمني الذي اعتقل قبل نحو 50 يوما اثناء توجهه الى المركز الانتخابي للمرشح الرئاسي مهدي كروبي «ان اطفالي لم يعرفوا والدهم، وقد اصابتنا صدمة شديدة حين رأيناه».
واضافت: «حين زرنا سجن ايفين لاجل اللقاء به، احضرته سيارة خضراء، ولولا ان أساعده انا وشقيقه لما كان باستطاعته ان يخطو خطوة واحدة، شعر ذقنه ورأسه طال كثيرا، ولون وجهه كان اسود جراء النحول الشديد الذي اصابه، لقد فقد نحو 20 كيلوغراما من وزنه، صوته كان يرتجف ولم يكن يمتلك القدرة على النطق، كان يفتقر للتوازن الروحي والنفسي حيث كان يسأل باستمرار عن احوالنا ويكرر ان مكانه مريح، اطفالنا حينما رأوه بهذه الحال انتابهم الهلع الشديد، كانوا فقط يبكون ويسألون باستمرار ما الذي حصل لبابا؟». |