جنبلاط: أحنّ إلى دمشق ووحده شخص سينصحني بطريقة تسوية قضيتي معها اكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط أن خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز «مصرّ على نجاح سعد الحريري في مهتمه كرئيس للحكومة، وتحت الغطاء السعودي - السوري»، كاشفاً انه ابلغ الى وزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة خلال اللقاء الذي جمعه به «رغبتي في نجاح الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري وتسهيل مهمته، كما شددتُ على أهمية إعادة تأسيس الحالة العربية لدى الدروز، حتى لا يذهبوا نحو الانعزال وحتى لا تنتاب بعضهم، كونهم أقلية، الحالة الإسرائيلية».
واوضح جنبلاط في حديث مطوّل نشر في بيروت،أمس، ان خوجة اكد «حرصه على علاقتي مع سعد الحريري، وتمنى عليّ ألا أتخلى عن الرئيس المكلف»، مضيفاً: «تمنيتُ على القيادة السعودية كما كنتُ قد تمنيت على العاهل السعودي خلال زيارته الأخيرة للرياض، أن يتم تشجيع سعد الحريري للاقتداء به على خط المصالحة، وذلك عبر نقل المصالحة السنية - الشيعية من أطرها الفوقية إلى القواعد والقطاعات والمناطق من دون استثناء».
ولفت الى ان «التقارب السعودي - السوري ولاحقاً السعودي - الإيراني وربما بدور أساسي للسوريين، يشكل حصانة للبنان، تمامًا كما أعطت التسوية الإقليمية الدولية بعد العام 1958 حصانة للبنان استمرت حتى العام 1967».
ورداً على سؤال اكد رئيس «اللقاء الديموقراطي» انه «لم يعد من الجائز أن يستمر البلد أسير الانقسام بين متراسيْ 8 و14 مارس»، لافتاً الى انه «صار لا بد من حالة وسطية، وأنا عندي الجرأة وأتمنى على الآخرين الذين يرغبون بملاقاتي أن تكون عندهم الجرأة حتى نوجِد حالة سياسية جديدة، ولا سيما بعدما أدت الانتخابات النيابية الأخيرة إلى استشراء الواقع الطائفي والمذهبي».
واعلن ان البعض في «14 مارس» ليس لديه أي حساسية تجاه فلسطين والعروبة والخطر الإسرائيلي «بل يتوقف عند تخوم خربة سلم وعند شعار سيادة وحرية واستقلال»، وقال «علّقنا عضويتنا في «الأمانة العامة» حتى تتضح الأمور وإذا كان الشباب في 14 مارس لا يريدون أن يروا الأشياء على حقيقتها، فهذه مشكلة».
واوضح رداً على سؤال انه تحوّل «حالة مميزة بعدما استنفدت الشعارات السابقة لقوى 14 مارس»، وقال: «سأضع شروطاً على «الأمانة العامة» لـ 14 مارس حتى تحسم خيارها»، متسائلاً: «هل ستبقى حيث هي، أسيرة الأفق اللبناني الضيق، أم أنها ستتكلم عربي؟».
وأشار إلى أن «اليمين اللبناني زاد في الأعوام الأخيرة، ممثلاً بـ «الكتائب» و«القوات اللبنانية». وغالبية الشخصيات في « 14 مارس» لا يهمها إزاء كل ما يجري في المنطقة سوى كيف يمكن أن ترتاح من اللاجئين الفلسطينيين ولا تعود تسمع بهم».
وشدد رداً على سؤال على «ان لا مشكلة بيني وبين الإيرانيين ونقل إليّ الوزير السابق وئام وهاب دعوة لتناول الغداء في السفارة الإيرانية، على أن يقوم بعد ذلك السفير الإيراني بزيارتي، وقلت له، أهلا وسهلا بسعادة السفير لكن بخصوص زيارتي للسفارة، لا مانع عندي لكن هناك صديق كبير هو الملك عبد الله، يجب أن أستشيره ولذلك طلبتُ التأني قليلا في الموضوع».
وعن الزيارة المتوقع أن يقوم بها لدمشق بعد كل التطورات الراهنة، قال: «حماية الدروز تتحقق من خلال الأفق العربي الواسع المطل على فلسطين، وبالتالي فإن هذه حمايتهم تكمن في العروبة وفي سورية، وإلا بيروحوا دعس(تحت الاقدام)، وأنا أعلم انني اعتمدت توصيفات معينة وصلت إلى حد التجريح الشخصي وهذا انعكس على النظام والشعب، وخصوصاً على دروز سورية الذين تأثروا سلباً بخطابي»، مضيفاً: «هناك شخصية لن أفصح عن هويتها، هي وحدها التي ستنصحني بما يجب أن اقوم به وبالطريقة التي سأسوي بها قضيتي مع دمشق»، جازماً في الوقت ذاته أنه «ليس بوارد أن يزور سورية قبل الرئيس المكلف سعد الحريري».
ولفت إلى أن «لدي حنيناً إلى دمشق»، وقال «نعم الأفق اللبناني ضيق بل خانق ولا بد من التنفس عربياً. نعم عندي حنين إلى دمشق وحلب ويجب أن نتنفس من خلال بُعدنا العربي والسوري والفلسطيني»، معتبراً أن «الرئيس بشار الأسد اليوم هو غيره في العام 2000 أو في العام 2005? فقد أصبح أكثر تمكناً، وتجربته باتت ناضجة».
ونبه إلى «الخطر الإسرائيلي المحدق»، معرباً عن اعتقاده ان إسرائيل «ستشنّ عاجلاً أم آجلا ًعدوانا جديداً على لبنان، انتقاماً لهزيمتها في حرب يوليو 2006 ولأنها لن تقبل بوجود تنظيم سياسي وعقائدي وعسكري يشكل من منظورها تهديداً لأمنها الاستراتيجي ويشكل حماية للعمق الفلسطيني المقاوم».
وأكد انه «في حال حصول عدوان إسرائيلي، يجب أن نكون كلنا إلى جانب «حزب الله»، معنوياً ومادياً، دولة وشعباً ومؤسسات، وهذا أمر يحتاج إلى التفاعل على الأرض منذ الآن، من خلال إزالة رواسب التشنجات المتبقية من مرحلة 7 مايو 2008». |