لبنان: المعارضة تضغط لتسريع تأليف الحكومة .. أو انسحاب الحريري
عاد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ابرز قادة الاكثرية النيابية الممثلة لقوى «14 آذار»، الى بيروت التي كان قد غادرها في «اجازة خاصة»، فيما تلوح في الأجواء أزمة تأليف الحكومة التي تضغط المعارضة باتجاه سرعة انجازها، وإلا افساح الحريري المجال لغيره في ترؤسها.
وقال مصدر من «تيار المستقبل» لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته، ان «الرئيس الحريري عاد بعد ان انهى اجازته العائلية»، دون اعطاء تفاصيل اضافية.
وكان الحريري غادر بيروت مساء الاثنين الماضي غداة اعلان حليفه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط خروجه من صفوف «14 اذار».
ولين جنبلاط لاحقا مواقفه اثر وساطة سعودية، ليعود اليها لاحقا، مؤكدا ان خروجه لا يعني انضمامه الى قوى «8 اذار» ومتعهدا تسهيل مهمة الرئيس المكلف.
وتطالب قوى «8 اذار» بالاسراع في تشكيل الحكومة والالتزام، رغم تغيير جنبلاط تموضعه، بصيغة تقاسم الحصص التي تم التوافق عليها مطلع الشهر الجاري، والتي تعطي في اطار حكومة ثلاثينية 15 وزيرا للاكثرية وعشرة للاقلية وخمسة لرئيس الجمهورية. وقد تلا هذا التوافق البدء بالبحث في توزيع الحقائب والاسماء.
ولا يحدد الدستور اللبناني مهلة معينة لتشكيل الحكومة. وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد كلف الحريري بالمهمة في 27 يونيو (حزيران).
الى ذلك، عبرت صحف لبنانية امس عن خشيتها من ازمة حكومية تطيح بصيغة تقاسم الحصص التي تم التوصل اليها، وذلك بسبب جمود مشاورات تأليف الوزارة.
وكتبت «النهار» المقربة من الاكثرية «تنامت المخاوف من ازمة حكومية-سياسية مفتوحة مع دخول البلاد الاسبوع السابع لتكليف الحريري تشكيل حكومة جديدة».
ورأت ان من ابرز الدلائل «على عمق الازمة المفتوحة انعدام اي اشارة الى عودة الحريري» الذي لا يحدد له الدستور اللبناني مهلة معينة لتشكيل الحكومة.
واشارت «النهار» الى «بوادر كباش مرشح للتفاقم» بين قوى «14 اذار» و«8 اذار» حول صيغة تقاسم الحصص التي تم التوافق عليها، قبل ان يغير جنبلاط تموضعه ورأت بان ذلك ينذر «بعودة مجمل الوضع الحكومي الى نقطة الصفر».
ومن جانبها، لفتت «السفير» المقربة من قوى «8 اذار» الى «ان الوضع الحكومي ما زال معلقا في فضاء الانتظار الثقيل الى حين عودة الحريري».
وعنونت «الاخبار» المقربة من الاقلية «المعارضة تستعجل الحريري: ألِف او أفسح في المجال». وكتبت «علمت الاخبار ان المعارضة تنظم نفسها للتصعيد اكثر اذا لم يعد الحريري خلال 48 ساعة، فاما ان يعود ويبدأ فورا بوضع النقاط على حروف تأليف الحكومة، او يبدأ الضغط ليجد رئيس الجمهورية مخرجا لحل المعضلة». وكان عضو كتلة نواب «حزب الله» في البرلمان نواف الموسوي استغرب «التأخير في تأليف الحكومة بعد الاتفاق على اطارها السياسي»، معتبرا ان التطورات الاخيرة لم تغير شيئا. وسبق للرجل الثاني في الحزب الشيخ نعيم قاسم، ان اكد ان مواقف جنبلاط لا تؤثر على الصيغة التي يرفض الحزب تغييرها.
وقال في كلمة القاها في مناسبة خاصة بالحزب «التطورات لا تبدل في صيغة حكومة الوحدة وطنية والشراكة الحقيقية التي اتفقنا عليها مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف»، مضيفا «على الرغم مما حصل نقبل ان يغير احد في هذه الصيغة او يبدل فيها».
من ناحيته دعا رئيس الجمهورية الاسبق رئيس حزب الكتائب امين الجميل (قوى 14 اذار) الاحد المسؤولين إلى «التفكير في صيغ حكومية أخرى لأن الصيغ الحالية تجاوزها الزمن». |