خطاب نتنياهو الخميس الماضي لم يتجاوز في نصوصه مضامين التفاهم التي تستبقي التواصل بين مكونات الائتلاف الحكومي ، وهو ما يعني الهروب الى الملفوظات التي تستبقي امكانية الدوران في دوائر من ضباب يتاح في خلالها سقاية الوهم للفلسطينيين ، في وقت تمضي فيه الصهيونية في دربها . فهو خطاب أمن الدولة اليهودية ، وهو الأمن الذي في خلاله يتم نفي كل امكانية لقيام دولة فلسطينية ذات سيادة حقيقية .فسلام نتانياهو في خطابه انما هو احتجاز أمن الفلسطينيين في قبضة الأمن الاسرائيلي .وأحسب بأن الحل يجب أن يبدأ من اعلان صريح واضح من جانب مجلس الأمن عن حدود دولة فلسطين ، مع تحديد زمن لاخلاء الضفة وتسلم الفلسطينيين السيادة على معابر الدولة الفلسطينية العتيدة ، فأما المستوطنات فاخلاؤها للاجئين يعودون من اغترابهم الى وطنهم ، فبهذا بعض تعويض لهم . ثم ان اجتياحات اسرائيل للضفة والقطاع ، والتنكيل والظلم الذي عاناه الفلسطينون ، وعلى الأخص من ذلك الحرب على غزة ، فكل ذلك يؤكد على أن أمن الفلسطينيين يجب أن يكون بأيديهم ، وهذا معناه بأن تكون دولة فلسطين ليست رهينة بيد اسرائيل وانما قادرة على الدفاع عن نفسها ، وبالطبع فان كل هذا لا يمكنه نتانياهو ولا أية حكومة اسرائيلية أن توافق عليه ، ما يعني الحاجة الى فرضه بالضغط الدولي ، بالقوة الدولية ، فهكذا يمكنه الفلسطيني أن يتنفس مع بقاء سؤاله عن حقه بأن يعود الى بيارة له هناك عند الشاطىء. وبازاء الظروف الدولية الشبه مساندة الآن لحق فلسطيني ، فان المطلوب هو وحدة أبناء فلسطين ، تحت قيادة واحدة ، وذلك من أجل أن يواجهوا مصيرهم بكل قدرة يمكنهم أن يجمعوها .
حقيقاً أتمنى شخصياً ان ننتهي من ألم الصراعات و مرارة الحروب و قتل الأبرياء الضعفاء كالأطفال و النساء و الشيوخ ، لآن لا ذنب لهم في كل ما يدور علي الساحة الدولية ، فكلنا رافضين لوجود إسرائيل كدولة في المنطقة ، و أيضاَ كلنا يعلم جيداً أن محو إسرائيل من علي الخريطة كما ينادي البعض أمر حتمي و لم و لن ينفذ لا الأن ولا غداً ولا تنتظروا أن هذا سيحصل عبر المفاوضات وانما بالتمسك بالمقاومه ، لاننا حين نتكلم عن إسرائيل كدولة فإننا نتكلم عن دولة قائمة بكل مواردها و إمكانيتها و شعبها إقتصادياً و إجتماعية و تكنولوجياً و حتى ثقافياً ، فهل من المعقول أننا إن رغبنا في محو كل هذا من علي الخريطة سوف يحدث ، و متى و كيف و ما هي المدة الزمنية المطلوبة لذلك ، منطقياً بالمقاومه وبلغة القوة لان هذا الكيان الغاصب لا يفهم الا هذه اللغة فالاعتماد على المفاوضات لا ولن ياتي باي نتيجة ، والحل أنه يجب أن نبتعد عن الخيالات و نفكر في الواقع و نخطط جيداً للشئ الذي في يدينا و كيف سنستفيد منه جيداً و لا نحلم بإشياء بعيده عنا كل البعد ولم نستفيد منها شئ ، "فقرار حل الدولتين الذي نادي به الرئيس الأمريكي باراك أوباما" كان قرار أراه صحيحاً في ظل هذه الظروف و هذه الأزمات ، فنعم لوقف إطلاق النار و الفصل بين الدولتين و كلاهما يعيش في سلام و نكتفي بالصراحات سنين طويلة لم يذق فيها الفلسطينين طعم الأمن و الأمان ولا الراحة أبداً.
وشكرا
|