[الفنون]

يواصل الممثل الإماراتي أحمد الجسمي تصوير المسلسل التراثي «هديل الليل» الذي يعد أضخم عمل خليجي لهذا العام لتوافر كافة الإمكانيات الإنتاجية فيه وتنتجه شركة «جرناس» التي افتتحها أخيرا في المنطقة بين عجمان والشارقة، وبالرغم من أنه قطع شوطاً طويلاً في تصوير معظم مشاهد العمل إلا أنه حرص جدا على أن ينجزه بصبر وتأن كي يحظى بعملية تسويق صحيحة.. «أوان» التقت الجسمي وكان هذا الحوار:
{ ما جديدك في رمضان؟
- انتهيت من تصوير مسلسل «الجيران» من تأليف عيسى الحمر واخراج مصطفى رشيد ويشارك فيه نخبة من نجوم الكويت والخليج مثل فاطمة الحوسني، أحمد ايراج، حبيب غلوم، عبدالمحسن النمر، هند البلوشي، مرام وغيرهم والعمل اجتماعي معاصر. كذلك مازلت أصور مشاهد خاصة من المسلسل التراثي «هديل الليل» والذي سيعرض في شهر رمضان على قناة دبي.
{ حدثنا عن قصة هذا العمل؟
- «هديل الليل» هو الماضي الجميل الذي عاشه الأجداد حين كانت الحياة الاجتماعية بسيطة لا تعرف سيادة القانون، وكانت الضمائر هي التي تحكم، متمثلة بزعماء القبائل. وتدور القصة حول عائلة الشيخ قاسم حاكم القرية وولديه اللذين يقومان بظلم الناس وسلب أراضيهم وأموالهم من دون وجه حق، يقف ضدهما «آدم» أحد أبناء القرية ويطلق على أكبرهما النار ويهرب إلى الجبل، فيختلط بقطاع الطرق ويواجه نفس الحياة التي كان يعيشها من ظلم وسلب لحقوق الغير وهو ما يرفضه. وتتطور الأحداث على مدى الحلقات الثلاثين، وتتعرض «هديل» زوجته وأولاده لضغوط كثيرة بهدف القبض عليه.
{ من يشاركك في بطولته؟
- حسن رجب وسيف الغانم وفاطمة حسن، ومجموعة من فناني الخليج منهم خالد البريكي، محمد الصايغ، طالب البلوش، شهد، شيماء الجناص وغيرهم، والعمل من تأليف أمين صالح، وإخراج مصطفى رشيد.
{ ما الذي يميز هذا العمل برأيك؟
- أعتقد أنه أضخم إنتاج محلي وخليجي لهذا العام إذا قارناه بإنتاج مسلسل «ريح الشمال»، خصوصاً أنه يضم أكثر من 150 ممثلا بالإضافة إلى الفنيين والمجاميع.
{ سمعت بأن هناك عملا سيجمعك مع حياة الفهد؟
- بالفعل لكن الظروف حالت دون ذلك واعتذرت لها لعدم قدرتي على التنسيق بين أعمالي، لكن أتمنى أن أشاركها في الأعمال التلفزيونية القادمة لأن العمل مع حياة متعة كبيرة.
{ نلاحظ إصرارك على الإنتاج الفني من خلال شركتك الخاصة هل نعتبرها صحوة متأخرة أم الصدفة لعبت دورها؟
- بصراحة الجو العام هو الذي أجبرني على خوض الإنتاج، خاصة أن الإنتاج الدرامي في الإمارات مرتبط فقط بمحطات الدولة فأنا أساسا كنت مراقب الدراما في تلفزيون أبوظبي ومن ثم تقاعدت. واعترف بأن الفنان الإماراتي مظلوم ومهدور حقه في مسألة الانتشار عن طريق التلفزيون بمعنى أن هناك انتاجات قليلة للتلفزيون لكن ليس هناك منتجون يتبنون هذه القضايا وكل الأموال التي ترصد لهذه الأعمال تذهب لمنتجين غير إماراتيين مثل مصر وسوريا والكويت فلا نستطيع أن ننتج داخل دولة الأمارات.. ما دفعني أن آخذ على عاتقي هذه المسألة لإتاحة الفرصة بشكل أكبر لمشاركة الفنان الإماراتي في هذه الأعمال .
{ لماذا لا يوجد منتجون إماراتيون كثر؟
- ربما لعدم وجود منتج يطرحون فيهم الثقة أو يقود العمل إلى بر الأمان، لقد أخذت لواء الإنتاج المحلي وبالفعل كانت لي أول تجربة من خلال مسلسل «الدريشة» وبعد نجاحه أصبح هناك ثقة متبادلة وتوالت الأعمال الإنتاجية وهذه الخطوة شجعت الكثيرين من الإخوان الفنانين لخوض هذه التجربة وبيني وبينك نحن «أولى من غيرنا بهذه الفلوس لأنها فلوس ديرتنا».
{ برأيك ماذا يتطلب الإنتاج؟
- بل الحركة الدرامية التي تتطلب منتجاً واعياً يقدم أعمالاً جيدة وواعية.
{ هل كانت التجربة أقرب إلى المجازفة؟
- نعم شعرت بهذا الشيء فالإنتاج بحد ذاته مغامرة وبحكم أني مراقب سابق عن الدراما ساهم ذلك وبشكل كبير في اختياري للعمل المتعوب عليه وهذه الخبرة قادتني إلى بر الأمان إضافة إلى علاقاتي الطيبة مع فناني الخليج الامر الذي دعمني بشكل قوي. في النهاية كل عمل تجاري يعتبر مغامرة ودونها لن ترى النجاح.
{كيف تنتقي أعمالك؟
- أخلاقياتي تحتم علي أن أنتقي نصاً جيداً، أعتقد أن لدينا كتاباً جيدين لكنهم معدودون بطبعي أبحث عن الشيء الجديد والمغاير والمختلف الذي يتماشى مع طموحي وأهدافي ومبادئي، كما أصر على قضية المبدأ المرتبط بالدين، فلابد أن نكون واقعيين وحذرين بما نقدمه من قضايا تهم أفراد المجتمع.
{ هل نعاني من أزمة نصوص جيدة؟
- نعم نعاني من شح النصوص الجيدة رغم وجود بعض التجارب والمحاولات، وبرأيي هناك ستة كتاب مبدعين في الخليج فقط.
{ ماذا عن تحويل النصوص العربية إلى خليجية؟
- أؤيد ذلك لكنها تناسب فقط الأعمال المسرحية. الدراما الخليجية مرتبطة بواقع وأحداث متصلة بالبيئة والإنسان والمكان فتصبح العملية أقرب إلى الإعداد منه إلى تحويله إلى خليجي.
{ هل تفرض على الممثلات ارتداء لباس فاضح أو القيام بحركات فيها نوع من الجرأة بدافع تسويق العمل والربح المادي؟
- بل أفرض شروطي على الفنانات بأن يكنّ أكثر حشمة ووقارا ولك الحرية بأن تسأل الفنانات اللاتي اشتركن معي في مسلسل «الجيران» مثل هند البلوشي ومرام.
{ بعض الأعمال الخليجية فيها نوع من المثالية الحالمة هل تؤيد هذه النظرة؟
- نعم أعترف أن أعمالنا فيها نوع من المثالية في طرح القضايا لكن الصراع في أحداث العمل هي التي تخلق التشويق والمتعة.
{ هل عاتبتم كإماراتيين تلفزيون بلدكم لفتح الباب أمام منتجين كويتيين وعرب أكثر من المنتج الإماراتي؟
- لا أحب أن أدخل في هذه المهاترات كلها لأنني لا أتصور أن التلفزيون غير واع لكي يقدم كل من هب ودب كمنتج منفذ بل الأخوان المسؤولون هناك لديهم كل القدرة الكافية لمعرفة مصلحة التلفزيون وما ينفعهم، الإشكالية تكمن في مقدار الإنتاج الكبير رغم أن الساحة الخليجية لا تستوعب كل هذه الأعمال. أنا أدافع عن حقوق المنتجين الإماراتيين كي يكونوا على خريطة الإنتاج الرمضاني في كل عام بالرغم أن العملية الإنتاجية ليست سهلة ومن الصعب أن تصبح منتجاً
{ هل زادت عداواتك بعد أن أصبحت منتجاً؟
- بل زادت صداقاتي.. تقاربي وتعاملي مع الفنانين يقوم على أساس إنساني وأخلاقي قبل أن يكون تعاملا ماديا. وهذا شيء لن يتغير كوني أحترم هذه القيم وربيت عليها.

[[ المصدر ]]

http://www.awan.com/pages/life/215104