[الفنون]

ألقت الأزمة الاقتصادية العالمية بظلالها على الكثير من أوجه الحياة الفنية في الكويت والخليج والوطن العربي، والعالم كله، ففي كل مستوى نلحظ تأثراً سلبياً جراء هذه الأزمة والأخبار التي تطيرها وكالات الأنباء العالمية تؤكد أن ستديوهات هوليوود نفسها تأثرت سلبا بهذه الأزمة، وكذلك أجور الفنانين التي أصبحت محل مساومة من المنتجين، وإذا كنا في هذا التحقيق سنركز على الساحة الكويتية بكافة مستوياتها سواء من حيث قلة الإنتاج الدرامي أو تقليص نشاط بعض المحطات الفضائية ذات الإنتاج المنخفض وكذلك تأثر سوق الكاسيت، إلا اننا سنشير في بعض الجوانب إلى تأثر الدراما المصرية والسورية والإنتاج العالمي، لكي نقف على ملامح تأثير هذه الأزمة والتي يؤكد كثير من الخبراء في عالم الاقتصاد قرب انتهائها مع بداية العام 2010.

الملمح الأساسي في تأثير هذه الأزمة محليا هو خاص ببعض المحطات الفضائية الضعيفة إنتاجيا والتي لم تصمد كثيرا أمام الرياح العاتية لهذه الأزمة خاصة عندما عمدت إلى تقليص برامجها وميزانياتها، كما سرحت الكثير من كوادرها، وكان أغرب ما حدث في هذه المحطات الفضائية الهشة هو تقليص الرواتب في حين كانت هناك محطات كويتية أخرى قوية صامدة ومستمرة في إنتاجها مؤكدة مبدأ هاماً في علم الاقتصاد، وهو أن البقاء للأصلح وللأقوى مثل تلفزيون «الوطن» بقنواته المختلفة: «الوطن، الوطن بلس وغناوي»، والذي يثبت تميزه عاما بعد آخر، وفي الوقت نفسه، فإن هذه الأزمة تغربل الساحة الفنية والإعلامية من الشركات الإنتاجية والمحطات الفضائية الضعيفة، أما الملمح الثاني فهو تدني مستوى الإنتاج في سوق الكاسيت في الكويت وعلى مستوى «الوطن» العربي كله واتجاه الكثير من المطربين إلى إصدار الأغنيات «السنجل»- المنفردة- لقلة تكلفتها، وعلى مستوى الإنتاج الدرامي فقد يكون التأثر طفيف نتيجة لما نلحظه من وجود وفرة في إنتاج المسلسلات التلفزيونية لعرضها خلال أيام في شهر رمضان المقبل، لكننا في كل الأحوال سنرصد العديد من الآراء والإشارات للوقوف على هذه الظاهرة الشائكة:

الأجر أقل

الفنان عبدالرحمن العقل يتحدث كممثل ومنتج في الوقت نفسه ويقول: «بالطبع الأزمة الاقتصادية أثرت على العالم أجمع بما في ذلك الساحة الفنية من فنانين، ومحطات فضائية، ومنتجين كما أن للأزمة الاقتصادية تأثيرها الواضح في تدني إنتاج وتسويق المسلسلات، وفي المقابل الأجر يقل للفنان أيضا، وهو الأمر الذي لا نقبله كفنانين.

عمل مكلف

أما الفنان عبدالإمام عبدالله فيقول: الأزمة المالية بدأت تؤثر سلبا على الوطن العربي أجمع وفي شتى المجالات من سياسة واقتصاد، مما يؤثر على عملية التوزيع والإنتاج، ووفرة المال تعني الإنتاج الفني الوفير، وعلى العكس فقلة المال تقلل من الإنتاج خاصة وأن العمل الفني مكلف بحد ذاته.

تمويل البرامج

يقول المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك عبد المحسن البناي «تأثرنا بالأزمة الاقتصادية حالنا حال المؤسسات الإعلامية التي تحتاج إلى الدعم والتمويل، فهو من العوامل المهمة جدا لنجاح آلية الإنتاج، ونحن في المؤسسة نعاني من قضية هامة، وهي قضية الديون والتي هي انعكاس لتأثرنا بالأزمة العالمية».

إيرادات إعلانية

الفنان أحمد جوهر «ممثل ومنتج» يؤكد أن تأثير هذه الأزمة امتد إلى جميع نواحي الحياة على مستوى العالم كله، أما فيما يتعلق بالجانب التقني والإعلامي في هذه الأزمة فأذكر بداية أن معظم المحطات الفضائية تعتمد في تمويلها على الإيرادات الإعلانية التي تمولها شركات عالمية أو وكلاء محليون لها داخل البلاد، وبالتالي فعندما تتأثر هذه الشركات سلبا بالأزمة فإن إنفاقها الإعلاني يقل، وبالتالي يقل المدخول الإعلاني لهذه المحطات الفضائية وهذا يؤدي في النهاية إلى انخفاض الطلب على شراء الأعمال الفنية، أما من ناحية أجور الفنانين فإنها لم تتأثر بالأزمة المالية، بل في ظل معاناتنا كمنتجين من جراء هذه الأزمة نلاحظ وجود تزايد في تكلفة الإنتاج وزيادة في أجور الفنانين، ولذلك فإن أكثر عنصر تأثر سلبا من عناصر الإنتاج هو التسويق للأعمال الفنية والإعلامية، ولدى سؤالنا للفنان والمنتج أحمد جوهر عن حدوث مساومة في الأجور من جانب المنتجين ضد الفنانين فأجاب جوهر إن ذلك غير حقيقي بدليل أن هناك بعض الفنانين يحصل على حوالي «300 دينار» في الحلقة ثم نجده في العام التالي يرفع أجره لأن هناك منتجا آخر دفع له «400 دينار» وهكذا، ولذلك فالمنتجون هم من يرفعون أجور الفنانين وليس هناك مساومة من جانبهم ضد الفنان.

أجر الفنان

الفنانة عبير الجندي تؤكد كممثلة أن هناك مساومات مستمرة من المنتجين تجاه أجور الفنانين سواء كانت هناك أزمة أو لا لكنها أوضحت من ناحية أخرى أن أجر الفنان لا بد أن يكون بمعزل عن تداعيات هذه الأزمة الاقتصادية لأن الأمر متروك هنا لعوامل كثيرة أهمها نجومية الفنان، فهناك علاقة طردية بينها وبين الأجر يزدادن ويقلان معا.

تكلفة مرتفعة

الملحن عامر جعفر منتج مسلسلي «الهدامة» و«آخر صفقة حب» اللذين سيعرضان على شاشة تلفزيون الوطن في رمضان المقبل اكد ان سوق الدراما هذا العام لم يشهد أزمة بل بالعكس وضعه احسن من السنوات الماضية، ولكن تكلفة المسلسلات ارتفعت والقنوات الفضائية رفضت شراء مسلسلات نجوم الصف الثاني.

وأضاف إنه تعاقد على تسويق مسلسل «الهدامة» إلى تلفزيون الوطن وقناة أبوظبي الفضائية، فضلا عن تسويق «آخر صفقة حب» الى تلفزيون الوطن حصريا.

وتابع جعفر: القنوات تشتري مسلسلات نجوم الصف الاول والانتاج الجيد مؤكدا ان الازمة المالية اثرت من ناحية قلة الاعلانات.

واشار الى ان الازمة الحقيقية في تأخر بعض القنوات المنتجة في الدفع لأن المنتج يعتمد على الدفعات التي تدفع منها وتوفر له سيولة مالية كبيرة والتي من خلالها يستطيع المنتج دفع حساب الفنانيين وكادر العمل من فنيين وعمال ومصورين والتكاليف الاخرى لصناعة المسلسل، لافتا إلى ان من الصعوبات التي تواجهم في انتاج العمل هي ندرة الفنانين مقارنة بعدد المسلسلات الكبيرة وعدم توافر الكومبارس و«اللوكيشن» مشيرا الى أن الاستديوهات «اللوكشنات» متوافرة اكثر في مصر وسورية.

ونفى جعفر تأثير الأعمال المصرية والسورية والتركية على المنتج الخليجي مبيناً ان الأعمال التركية المدبلجة وقتها قصير.

وتطرق جعفر الى الحديث عن العرض الحصري قائلاً انه مازال موجوداً والقنوات الخليجية لم تتخل عنه رغم وجود الأزمة المالية.

أزمة حقيقية

من جانبه اكد عبدالعزيز الطوالة مؤلف ومنتج مسلسل «عقاب3» والذي سيعرض على تلفزيون الوطن في رمضان المقبل ان هناك ازمة حقيقية يشهدها سوق الدراما التلفزيونية بسبب التكلفة المرتفعة للمسلسلات وارتفاع اجور النجوم وتأجير أماكن التصوير، واضاف ان «عقاب 3» تم تسويقه الى تلفزيون الوطن وقناة روتانا خليجية.

وأشار الى ان الاعمال الجيدة هي التي تسوق نفسها، ولفت إلى أن الازمة بدأت تختفي حسب ما نقرأ ونتابع في وسائل الإعلام انها وصلت الى ذروتها والسنوات القادمة ستتعافى ونتجاوزها وننتج بشكل اكبر.

واكد الطواله ان المسلسلات التركية المدبلجة اثرت بشكل كبير على الاعمال الخليجية مضيفاً ان هناك بعض المحطات الفضائية اشترت بالفعل مسلسلات يابانية وصينية وتعمل حاليا على دبلجتها.

إنحسار

بدوره المح الفنان والمنتج باسم عبدالأمير إلى ان الازمة المالية العالمية اثرت بنسبة تتراوح من %20 إلى %25 في الميزانيات والبيع، وأشار إلى أن الأعمال الحصرية انحسرت لدرجة أن القنوات المنتجة تبيع أعمالها حتى تحصد المردود المادي في ظل تدني إيرادات الإعلانات.



انخفاض الدراما السورية الى النصف

انخفض عدد الأعمال الدرامية السورية المنتجة لهذا العام إلى النصف مقارنة بالعام الماضي، حيث تجاوز عدد المسلسلات 47 عملا العام الماضي، بينما لم يتجاوز هذا العام 23 عملا.

وتاثر الإنتاج الخاص بشكل واضح ومباشر بالأزمة المالية العالمية من خلال انخفاض رأس المال المخصص للإعلان من قبل الشركات العربية المستثمرة في الإنتاج الدرامي السوري، كما زاد الاتجاه الى دبلجة الدراما «الصينية واليابانية» لتدني أسعارها.



كساد تسويق الدراما المصرية

صراع المنتجين في مصر على خطف النجوم عن طريق المزايدة فى أجورهم، ارتفاع تكلفة المسلسلات بعد ارتفاع الأجور، ضعف التسويق بسبب زيادة أعداد المسلسلات، انخفاض أسعار البيع بسبب الأزمة المالية العالمية هي أسباب وضعت الدراما المصرية فى مأزق هذا العام يمكن وصفه بـ«حالة موت».

لعبة »القط والفأر« كانت طوق النجاة الأخير ليفلت المنتجون من الأزمة، وظهر ذلك من خلال تعاملاتهم مع القنوات الفضائية، فكل منتج يعرف أن منتجا آخر سوق مسلسله لقناة معينة يتصل بها ويعرض مسلسله بسعر أقل بكثير، الأمر الذى أدى إلى انخفاض أسعار المسلسلات.



البلوشي: المطربون يلجأون إلى «السنجل»

أكد المطرب محمد البلوشي لـ«الوطن» وجود تأثير كبير للأزمة الاقتصادية العالمية على سوق الكاسيت في الكويت خاصة إذا أدركنا أن تكلفة إصدار الألبومات الغنائية كبيرة جدا وفي الوقت نفسه فإن شراءها تراجع من جانب الجمهور نتيجة لتردي الوضع الاقتصادي، وبالتالي فقد أصبح هناك إحجام عن إصدارها لأن الفنان ينتظر من ورائها المردود المالي فإذا كانت هناك صعوبة في تحصيل هذا المردود فإنه أكيد سيحجم عن إنتاج الألبومات الجديدة ويستعيض عن ذلك بإصدار الأغنيات «السنجل» لقلة تكلفتها.



الأزمة في هوليوود

كشف تقرير أصدرته شركة «فيلم إل. آيه. إنك» أن نشاط الإنتاج السينمائي في هوليوود انخفض بنسبة %24.5 خلال النصف الاول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من عام 2008.

كما ان الأفلام الروائية التي تحظى بأضخم الميزانيات سجلت تراجعا قياسيا بلغ %52.5.

كما ان العائدات هوت بنسبة %30 العام الماضي، وتراجعت أكثر هذا العام ليبلغ حجم انخفاض المبيعات خمسين في المائة.

[[ المصدر ]]

http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=529483