عرض مشاركة واحدة
قديم 23-08-2009, 02:09 PM   #1 (permalink)
بحر الحب
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 5,012

افتراضي غانم الصالح حديث الذكريات:أول وظيفة عملت بها سكرتير جلسة في محكمة الاستئناف ( 2 - 5 )




حينما يذكر النجوم الكبار على المستوى المحلي والخليجي والعربي، فإن اسم الفنان القدير غانم الصالح، حتما سيكون في المقدمة، نموذج حقيقي للالتزام، والعمل الدؤوب، ومسيرة مقرونة بالجدية والاختيارات الفنية، التي زرعت بصماتها في وجدان المشاهد والحركة الفنية في العالم العربي، اقتدار فني، وخصوصية في الاختيارات والمعالجة، وخصوبة في العطاء، تكون ثراء التجربة وعمقها، وايضاً الانتماء الحقيقي للحرفة الفنية التي راح يؤكد عليها يوماً بعد آخر، وتجربة بعد أخرى، شذرات ابداعية، وبصمات مشرقة، واحتراف عالي المستوى، يكون على القيمة التي يمثلها هذا النجم، الذي منحنا المتعة بحضوره.. وأدائه.. ومقدرته على التقمص.. والانتقال من شخصية إلى أخرى وبلياقة فنية عالية المستوى، لا يبلغها إلا القلة. انجازات وذكريات وايضاً انتماء حقيقي للكويت الحبيبة، وفي حديث الذكريات، يطوف بنا في ذكريات الماضي، حيث يعود إلى الوراء، إلى أيام الطفولة حيث أحياء الكويت القديمة، وتداعي الذكريات عبر مسيرة نصف قرن من الزمان، شامخة بالتضحيات الكبيرة والوفاء للحرفة وأجيالها، هكذا هو الفنان القدير غانم الصالح، نموذج في كل شيء.. وبالذات الالتزام.. وهي رحلة في ذاكرة نجم الالتزام.

أشرت في الحلقة السابقة، إلى أن المغفور له والدكم قسم حوطة حولي التي كان يمتلكها إلى ستة بيوت؟

أجل، بعد ان انتقلنا من منطقة المرقاب، إلى حولي مع بداية 1954، وأشير إلى أن جملة البيوتات الكويتية في تلك الفترة كانت مقسمة إلى أقسام، بحيث يكون هناك حوش للحرم وحوش للديوانية وأيضاً هناك حوش للحيوانات المنزلية (غنم ودواجن وخراف) وحوش المطبخ بكل معداته وآخر للمرافق الصحية، كل شيء كان مرتباً، وحتى ضمن حوش الحرم، يكون كل شيء مرتباً، وحتى ضمن حوش الحرم، تكون (البركة) الجليب -، وتنزل المياه من السطوح إلى البركة حيث يتم تخزينها، وكنا في ذلك الوقت نخزن المياه للموسم بكامله، لأننا في تلك الفترة، لم نكن نعرف التناكر بشكلها التقليدي.

هل تحدثنا عن مدرسة حولي؟

هنالك ذكريات كثيرة لي في مدرسة حولي المتوسطة، وفي تلك المرحلة كان وكيلنا - الله يرحمه - عبدالوهاب القرطاس.

عذراً للمقاطعة، بعد عشرة أعوام تقريباً، وفي عام 1964 كان المرحوم المربي الفاضل عبدالوهاب القرطاس ناظراً لمدرسة المرقاب الابتدائية حيث كنت أدرس.

كان في عام 1954 وكيلاً لمدرسة حولي المتوسطة، وأنا كنت متسلماً للإذاعة المدرسية. وكنت في بداية كل يوم، أضع القرآن الكريم، وبعض الأناشيد الوطنية العربية، في ذلك الوقت.

عفواً للمقاطعة، في تلك الفترة هل انقطعت عن عبدالحسين عبدالرضا والمرحوم عبدالوهاب سلطان؟

نعم، بعد ان انتقلت إلى حولي في عام 1954، انقطع كل شيء، حتى التقينا لاحقاً، وقد بقيت في مدرسة حولي حتى عام 1958.

هل كملت؟

هنا تبدأ مرحلة جديدة، بعد أن أنهيت دراستي المتوسطة عام 1958، لم أعد أرغب في تكملة دراستي كلياً، لم أعد أحب المدرسة، وحتى اللحظة لا أعرف ما هو السبب، رغم أنني كنت شاطراً ومتميزاً وحريصاً على دراستي وواجباتي وإشادة المدرسين والمسؤولين بي أمام والدي وأسرتي أكثر من مرة. عندها بدأ الجميع يطلب مني أن أكمل دراستي، ولكنني كنت مصراً على رفضي.. «يا بن الحلال كمل.. الله يهديك كمل..» وأنا مصر على موقفي هذا وهو الاتجاه إلى الوظيفة والعمل في الحكومة.

ويتابع:

عندي عم - رحمه الله - كان اسمه «غانم» وكان ضابط مدنية، وهو أمر يقترب من المحافظ في ذلك الوقت، في الشرطة العامة، وكان ذلك في شارع فهد السالم، أيام المغفور له الشيخ عبدالله السالم، ذهبت إليه وطلبت أن أعمل، وكان ذلك في عام 1958.

أين كان أول عمل لك؟

سآتيك بالكلام، بعد أن حاول والدي أكثر من مرة، طلب مني أن أذهب إلى عمي غانم، وذهبت إليه، وأخبرته بأنني أكملت دراستي ولا أريد أن أكمل البقية وعندي رغبة في العمل في الحكومة.

وهو بدوره - رحمه الله - طلب مني أن أعود للدراسة بل وأصر، ولكنني أخبرته بموقفي، وعدم رغبتي في العودة للمدرسة لأنني أصبحت رجلاً، وأريد أن أعمل، كما كنت أعتقد في ذلك الوقت. وبعد محاولات، قام رحمه الله بالاتصال بوكيل وزارة العدل في ذلك الوقت، وطلب مني أن أعمل في وزارة العدل.

وذهبت إليهم، وسألوني هل أجيد الكتابة والقراءة، وعملوا لي اختباراً، ويومها أرسلوني إلى محكمة الاستئناف، وأول عمل لي كان سكرتير جلسة في محكمة الاستئناف في وزارة العدل، لأنهم في ذلك الوقت يريدون الشباب الذي يجيد القراءة والكتابة، من أجل كتابة محاضر الجلسات وكتابة قضايا الأحوال الشخصية، وقضايا الجنايات.

ما نوعيتها؟

هذا طلّق.. هذا تزوج.. هذا ضرب هذاك.. وغيرها من المشاكل، وايضاً قضايا القتل والزنا وغيرها من الحوادث اليومية، وكذلك قضايا الخمور، وأتذكر من تلك الحوادث الشهيرة حادثة (خميس) الذي قتل شقيقه، ويومها تلك القضية أثارت المجتمع في الكويت، ولاحقاً بعد سنوات، قدمنا تلك الحادثة في اطار درامي، وأنا مثلت دور خميس في ذلك المسلسل، الذي حقق يومها الكثير من النجاح والاهتمام لغموض الشخصيات في المسلسل وجسد دور شقيقي في المسلسل المرحوم حسين الصالح أما الزوجة فقدمتها الفنانة سعاد عبدالله. المهم أن أول عمل عملت به، كان سكرتير جلسة، وكان المرحوم حسين صالح (حسين الصالح الدوسري) كان يعمل أيضاً معنا في وزارة العدل، وكانت تربطني به علاقة صداقة وطيدة، وأنا كنت في المحاكم وهو كان في الوزارة.

في تلك الفترة، لاتزال لم تكن لك أي علاقة بالمجال الفني؟

نعم، سوى بعض الأعمال التي كنا قد قدمناها في المدرسة والكشافة وفي عام 1959 لم يكن قد بدأ أي شيء، في عام 1959 كما أسلفت عملت وفي عام 1960 تزوجت، وأيضاً أخذت رخصة قيادة السيارة (الليسن) في العام ذاته.

هل بينكم صلة قرابة؟

تقريباً، وأهلي راحوا واختاروها وهي أم صلاح، رفيقة مشواري وكل حياتي، وهي ترتبط بعلاقة قرابة بعمي، وصلة القرابة والدم موجودة، وتمت الموافقة بحمد الله، والحب والمحبة جاءت والحمد لله بعد الزواج، ونحن سوياً والله يحفظ هذه الأسرة.

ويتابع:

فيما يخص قيادة السيارة، أشير إلى أننا في السابق لم يكن لدينا سيارة، وكانت الوزارة ترسل لنا سيارة بوكس، من أجل تجميع الموظفين وإرسالهم إلى مواقع عملهم، ولاحقاً في نهاية الدوام نعودإلى منازلنا، وذلك بعد جولة تشمل مجموعة الموظفين ومنازلهم كل حسب مكانه، فكنا نأخذ الموظفين الذين يسكنون في حولي وهكذا بقية السيارات والموظفين.

وأنا كنت من سكان حولي.

ويكمل:

- وكما أسلفت عام 1960 تزوجت وأخذت الليسن، وفي عام 1961 دخلت المجال الفني في المسرح.

حدثنا هنا عن التفاصيل انت كنت موظفا تعمل في وزارة العدل، في المحاكم، كيف جاءت فكرة الذهاب الى العمل الفني؟ نريد تفاصيل.

تم الاعلان في الصحف، ان دائرة الشؤون الاجتماعية والعمل بصدد انشاء مسرح فمن يجد في نفسه الكفاءة فليتقدم، ويومها لم أكن أعرف أي شيء عن المسرح، سوى تلك التجارب التي قدمتها في المدرسة والكشافة.

أ لم تكن لك أي اهتمامات أخرى في تلك الفترة... كرة قدم مثلا؟

لا... لا... كان كل تركيزي على الأفلام والاغاني وايضا بعض التجارب المسرحية، التي جعلتني أعشق ذلك الفن، وأن أعود اليه، وحينما قرأت الاعلانات وعرفت الأخبار، وجدت في الأمر ضالتي المنشودة بل وحلمي الحقيقي الذي كنت انتظره وأترقبه منذ سنوات طويلة، ولهذا تقدمت.

أين؟

في قاعة في منطقة القبلة، بالقرب من الكنيسة، تابعة لادارة الشؤون الاجتماعية.

بمن التقيت هناك؟

أولا كان هناك، - رحمه الله - زكي طليمات - عميد المسرح العربي، والأساتذة الذين كانوا معاه، وبدأت أتعرف على الوجوه، وكان هناك أصدقاء الأمس، عبدالحسين عبدالرضا وعبدالوهاب سلطان.

ألم يخبر أحدكم الآخر.. هل كل شيء تم بالصدفة؟

نعم، كل شيء تم بالمصادفة، اننا لم نلتق منذ أيام الابتدائية في المباركية، وذهابي الى حولي، وكان اللقاء الأول لنا عام 1961، في تلك الصالة، وفي مواجهة زكي طليمات... ويومها لم أكن أعرف سعد الفرج أو أي زميل آخر، سوى عبدالحسين وعبدالوهاب. وايضا كنت أعرف حسين الصالح، الذي كان يعمل معنا في الوزارة نفسها، ووجدته في المكان نفسه، جاء لينضم الى الفرقة الجديدة.

ويتابع:

- يومها تقدم أكثر من (400) شاب، وتم اجراء اختبار للجميع.

ما هو الاختبار الذي قدمته؟

قصيدة... هي من المحفوظات للشاعر أحمد شوقي تقول:

عصفورتان في الحجاز حلتا على فنن

في خامل من الرياض لا ند ولا حسد

وقد ألقيت تلك القصيدة بالقاء خاص... وبعدها قال لي المرحوم زكي طليمات... أحسنت... وتم تصفية المتقدمين الاربعمئة الى ما يقرب المئة.

هل كان لديك الخوف من الاّ يتم قبولك؟

كان الاندفاع شديدا، لقد قدمت كل شيء في ذلك الالقاء وايضا خلال الحديث مع زكي طليمات والاساتذة الذين كانوا معه، وأخبرتهم بحبي الشديد للمسرح وعشقي له، ورغبتي في ان انضم الى عالم المسرح وأصقل موهبتي، وكان لدي الرغبة الشديدة، وهم بما يمتلكون من خبرة ومعرفة بالآخرين، جاءت اختياراتهم أكثر من موفقة، بدليل ان جملة الذين تم اختيارهم باتوا لاحقا نجوم الحركة الفنية في الكويت والمنطقة، ولم يكن يخطر ببالي موضوع الرفض، لانني كنت واثقا مما قدمت، وكنت واثقا من التعبير عن حبي وعشقي لهذا الفن الذي عشقته منذ أيام طفولتي... كنت أعيش احساسا داخليا، بانه سيتم قبولي، وبأنني سأدخل عالم المسرح هذا الفن الجديد، وعلى يد أساتذة متخصصين في عالم المسرح، وعلى رأسهم عميد المسرح العربي في ذلك الوقت الاستاذ زكي طليمات.

ويستطرد:

- يوم ذهبت الى تلك التجربة، أتذكر جيدا، بانني يومها لم أكن أرتدي «العقال» مجرد غترة وكلي شوق كبير لدخول عالم المسرح، وهناك التقيت مع عدد من شباب الكويت، الذين كنت أعرف بعضهم، وتعرفت على بقيتهم في أثناء التواجد...

كلنا جئنا من أجل حب المسرح، وتوجد عندي صورة جماعية، ترصد تلك الفترة وتصفها، وكنا جميعا نضع الغترة فقط، بدون عقال، لاننا كنا لا نزال شبابا... لقد كنت أعيش الاحساس بان هذا المجال هو مجالي، وهذا العالم هو عالمي، وهذه الحرفة هي حرفتي، رغم انني كنت موظفا في الدولة، وكنت متزوجا ومستقرا، والحمد لله...

ولكن عالم المسرح جذبني اليه، حتى انني نسيت كل شيء، من أجل تلك اللحظة التي سيتم خلالها الاعلان عن اسماء المقبولين لدخول تلك الفرقة والعمل والتدريب مع زكي طليمات.



http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=162138

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292