عرض مشاركة واحدة
قديم 01-09-2009, 09:41 PM   #1 (permalink)
بحر الحب
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963

افتراضي كمال الشناوي كما لم يعرفه أحد من قبل


صفحات من تاريخ الـ «دون جوان» الذي أحبته 40 نجمة (1 - 2)



ظاهرة النجم الممثل الذي يحتفظ بتألقه وحضوره الفني على الشاشة السينمائية لمدة تصل إلى 62 عاماً.. ظاهرة فريدة تستحق أن نتوقف أمامها بالتأمل والتحليل.. هذه الظاهرة اسمها كمال الشناوي، الفنان الذي تربع على عرش النجومية في السينما المصرية منذ أواخر الأربعينات واستمر بطلها المتميز في الخمسينات، وأستاذها في الستينات لكثرة أعماله وتنوعها وخصب أدائه وتجدد عطائه وثراء شخصياته، وحكيمها في السبعينات من دون أن يتخلى عن حيوية الفتى الأول، وليواصل عمله الذي جند نفسه له في معترك التمثيل بالقدر نفسه من الإبداع والتلقائية والجدية.

الفنان كمال الشناوي، صاحب العطاء الكبير والرصيد الهائل من الأفلام، التحق بكلية الفنون الجميلة وتخرج فيها ليعمل مدرساً يعلم الصغار فن الرسم فأحبه الصغار والكبار ولم يكتف كمال الشناوي بحب الصغار فانتقل إلى الشاشة ليعلم الكبار فن الحب والحياة فأحبه الصغار والكبار، هو أحد النجوم الذين عاصروا السينما المصرية في ازدهارها وانحدارها ظل لفترة طويلة معبود الفتيات، يختفي فجأة لفترة يعود بعدها أكثر نضجاً ليخرج من إطار «الولد الحليوة» إلى رحاب الفنان الذي يترك بصمة في كل عمل فني.
قدم ما يزيد على 272 فيلماً سينمائياً من عام 1947 حتى عام 2008، بما فيها أربعة أفلام من إنتاج خارجي، منها فيلم إنتاج لبناني هو «البدوية العاشقة» عام 1963، وفيلم إنتاج مشترك هو «على ضفاف النيل» مع اليابان عام 1962، وفيلم إنتاج سوري بعنوان «الرجل المناسب» عام 1969، وفيلم إنتاج مشترك مع تركيا عام 1970 هو «لصوص على موعد».
تعامل كمال الشناوي مع ما يقرب من أربعين ممثلة سينمائية، كانت الفنانة المعتزلة شادية صاحبة أكبر رصيد من الأفلام التي شاركته البطولة فيها، وبلغ عددها 32 فيلماً، أولها «حمامة السلام» عام 1947، وآخرها فيلم «الهارب» عام 1975.
وفي استفتاء أحسن مائة فيلم مصري الذي أجراه مهرجان القاهرة السينمائي عام 1996 بمناسبة مئوية السينما المصرية، حصل كمال الشناوي على المركز الثالث بعد رشدي أباظة بفارق أربعة أفلام، وشكري سرحان بفارق فيلمين فقط، وبرصيد ستة أفلام اختيرت ضمن المائة فيلم هي: اللص والكلاب، المستحيل، أمير الانتقام، المذنبون، الرجل الذي فقد ظله، والكرنك.
شارع خيرت.. أول عنوان
لحظات مهمة، حيوية، حاسمة تسبق كل معركة.. تلك اللحظات التي يقف فيها القائد، أمام خريطة كبيرة تحدد الموقع، ليغرس بدراية وفهم، دبابيس لها رؤوس ملونة، في الأماكن التي منها يبدأ التحرك، وإليها تنتهي المسيرة.. وهذه نظرته للحياة نفسها.
الحياة عنده معركة، إما أن تكسبها، واما أن تهزم في غمارها.. إما أن تعرف جيداً أين تحشد قوتك، وأين تركز طاقاتك، وإما أن تخرج منها مهزوماً، ومدحوراً.. وهو يقولها دائماً: لقد انتصرت في معركة الحياة.. انتصرت بفضل الله عز وجل، ولأنه كان له حليفان في غمرتها: الدأب، والحظ، وقد لعب كل منهما دوراً، فكانت النتيجة: النصر.
واليوم أقف من جديد، أمام الخريطة، خريطة الحياة، افردها، وأفعل ما يفعله رجال الاستراتيجية، أغرس الدبابيس، أشخاصاً وأحداثاً، في مواقعها السابقة نفسها، بهدف إعادة تكوين الخريطة بصورتها الأولى، الكاملة، الصادقة.
وهذه هي خريطة وجود كمال الشناوي.. في جغرافية الحياة والفن معاً!.. زمان كان لشارع خيرت أهمية، فشارع خيرت، هو أحد الطرق الرئيسية، في منطقة تقع بين حي الوزارات، الذي يحمل اسم الوزير التركي: «لاظوغلي»، والسيدة زينب، وهي منطقة شهدت عزاً ومجداً، قبل أن تنزح عنها عائلات أصيلة عديدة، في زحف يواكب توسع العاصمة، إلى جاردن سيتي والزمالك.
في شارع خيرت، بيت مازال موجوداً حتى الآن، يحمل رقم 27، والبيت مكون من ثلاثة طوابق: اثنان منها مكتملان، والثالث لا يضم أكثر من غرفتين، اعتبر نوعاً من المضيفة المعدة لاستقبال الزوار، وأحياناً لمبيت البعض منهم، لليال معدودة.. في هذا الطابق (الثالث) رأى محمد كمال محمد علي الشناوي النور، في السادس والعشرين من شهر ديسمبر عام 1918.
أول أجر.. مائة جنيه
السؤال الذي يطرح نفسه، ونحن نستعرض بعضاً من حياة النجم كمال الشناوي الفنية هو: كيف بدأ حياته الفنية وسط جيل من العمالقة؟!.
وكيف انتشر اسمه في عالم السينما خلال سنتين من اشتغاله فيها؟.
انتهت المرحلة الأولى في حياة كمال الشناوي، عندما انتهى من دراسته الثانوية، ودخل كلية الفنون التطبيقية، وبعد تخرجه اشتغل فترة بالتدريس، وان كانت أكثر المواقف المحفورة في ذاكرته هي العمل بالسينما، فقد كان من هواة التمثيل طوال مرحلة الدراسة، وكان لديه شعور غامض بأنه سوف يصبح ممثلاً سينمائياً ذات يوم.
والغريب أن هذا الشعور لم يكن شعوره وحده بل كان شعور كل من هم حوله، أساتذته وزملاؤه وأهله.
من هنا كانت ثقته كبيرة بأنه سيصبح يوماً ما ممثلاً مشهوراً، غير أنه كان يخشى أن يجذبه هذا الحب وتشده الرغبة للتمثيل عن متابعة دراسته، فقد اختار بإرادته مهنة التدريس ومازال بداخله حب كبير للمدرس الذي تنبأ له بمستقبل فني على الرغم من هذه السنوات الطويلة.
وجاءت فرصته في التمثيل مع تعرفه إلى المخرج نيازي مصطف‍ى، الذي كان واحداً من المخرجين الكبار في ذلك الوقت، وتم التعارف عن طريق شقيقه وكان يعمل قاضياً، وفي أول لقاء بينهما قال له: «أنت محظوظ».. أنا داخل بعد شهر فيلم جديد، ولك فيه دور يعتبر دور البطولة المطلقة.
وانتهى اللقاء بأن تسلم المخرج نيازي مصطفى عنوان كمال الشناوي ورقم تلفون المدرسة التي كان يعمل فيها، ولكن مر شهر ولم يتصل به المخرج نيازي مصطفى، فطلب أحد زملاء كمال الشناوي أن يعاود الاتصال به لكنه رفض، وقال في قرارة نفسه ربما يكون قد غير رأيه، وإذا اتصلت به فإنني أصبح كالمتطفل وهو يكره أن يكون كذلك، فإذا كان يريده فما على نيازي مصطفى إلا أن يتصل به كما اتفقا.
وفجأة قال أحد الزملاء للفنان كمال الشناوي: أليس من الجائز أن يكون قد أضاع العنوان ورقم التليفون.. ولكن كمال الشناوي تجاهل حديث زميله وصمم على موقفه.. وتمر الأيام من جديد ويفاجأ كمال الشناوي في أثناء جلوسه في مقر اتحاد أساتذة الرسم في شارع عماد الدين حيث كان يعمل مدرساً، بمكالمة هاتفية من نيازي مصطفى، ودهش كمال الشناوي جداً لأنه كان قد أعطاه رقم تليفون المدرسة، فسأله: «أنت عرفت إزاي اني هنا؟»، فأجابه نيازي مصطفى قائلاً: «واحد صاحبك لسه مكلمني وقال لي فيه واحد قابلته اسمه كمال الشناوي وخدت نمرة تليفونه بعد أن وعدته بالتمثيل وفات شهر ولم يحدث ذلك».
فقال كمال الشناوي للمخرج نيازي مصطفى: «يعني صديقي هو اللي طلبك». فقاطعه نيازي مصطفى قائلاً: «بلاش كلام كتير.. خد تاكسي وتعال إلي حالاً». وذهب كمال الشناوي إليه.. وعندما التقيا قال له نيازي مصطفى: «كويس إن زميلك ده اتصل بي، علشان عنوانك ورقم تليفونك ضاعا مني»..
وبالفعل ذهب به نيازي مصطفى إلى المنتج رشاد الشوا – عمدة غزة – لتوقيع العقد على بطولة فيلم «غني حرب» عام 1947.
ولكن حدث مالم يكن في الحسبان، حيث تركهما المخرج نيازي مصطفى معاً وذهب لقضاء بعض أعماله، وأخرج المنتج رشاد الشوا العقد ليوقعه كمال الشناوي.. وهنا اعتقد كمال الشناوي أنه نجم وأنه يجب أن يتقاضى أجراً كبيراً فطلب 500 جنيه، فثارت ثائرة المنتج وأخرج لكمال الشناوي عقوداً لكبار النجوم وقال له بالحرف الواحد: أنظر.. بشارة واكيم كم أجره ؟ مائة جنيه.. ليلى فوزي كم أجرها؟ وأحس كمال الشناوي بالحرج، ووقتها كانت الخمسمائة جنيه ثروة.
اتصل المنتج رشاد الشوا بالمخرج نيازي مصطفى وعاتبه على هذا الفتى المغرور الذي قدمه إليه.
المهم كان نيازي مصطفى يتسم بالهدوء.. فأصلح الموقف.. وخرج كمال الشناوي بأجر مائة جنيه.
الحلم أصبح حقيقة
وجاء أول يوم تصوير في استديو مصر، وهو يوم لن ينسى، لأنه ذكره بذلك اليوم الذي أرسل فيه خطاباً الىاستديو مصر يخبرهم فيه برغبته كمشرف للنشاط الاجتماعي والثقافي في مدرسة قصر الدوبارة الثانوية باصطحاب التلاميذ في زيارة للاستديو، للتعرف فيها إلى أوجه نشاط العمل السينمائي.
وبالفعل تحدد لهم موعد للزياره، وقبل مغادرة الاستديو، طلب كمال الشناوي من المرافق اتاحة الفرصة له لزيارة غرف الممثلين، فاندهش لهذا الطلب الغريب ولكنه حقق له رغبته، لكنه فوجىء بالغرف صغيرة كأنها غرف للإيواء الشعبي.. لا جمال فيها ولا تنسيق لقطع الموبيليا المتهالكة، ومن جديد عاد يقول للمرافق: هل هذه هي غرف الممثلين ؟!. وأين يقيم النجوم امثال أم كلثوم ويوسف وهبي وليلى مراد.
فقال له: «هناك غرفة كبيرة لإقامة هؤلاء النجوم».. ومرة أخرى طلب رؤيتها فاكتشف التمييز الواضح بين النجم الكبير والممثل الصغير، فالحجرة واسعة وجميلة الأثاث.. واتجه إلى شباك الغرفة ودعا الى الله أن تصبح هذه الغرفة حجرته عندما يصبح ممثلاً، والا يحشر في الحجرات الحقيرة التي رآها من قبل.
لقد تذكر كمال الشناوي هذا الموقف في أول يوم تصوير باستديو مصر حين أعطوه الحجرة التي خاف منها في أثناء رحلة المدرسة، وتشاء الظروف أن تنشأ علاقة صداقة بينه وبين الفنانة إلهام حسين بطلة الفيلم، فطلب منها أن تسمح له بالاقامة في حجرتها الكبيرة، وقبل أن تتهمه بالجنون، سرد عليها قصته بالكامل، وكانت المفاجأة أن أمرت بنقل ملابسها وأدواتها الخاصة إلى حجرته الصغيرة وانتقل كمال الشناوي إلى الحجرة الكبيرة، واتجه على الفور إلى الشباك الذي دعا فيه الله من قبل، وشكره لأنه حقق أمنيته. وفي الوقت الذي كان كمال الشناوي طلب فيه هذا لم يكن يعلم بالضجة التي حدثت بسبب هذا الموقف، فقد تساءل الجميع في الاستديو عن سر هذا الممثل الجديد الذي تركت له البطلة إلهام حسين غرفتها، ويومها ظن البعض أن هناك علاقة حب وتبادل عواطف قد نشأت بينهما، ولكنهم اكتشفوا الحقيقة كاملة حين روى لهم أصل الحكاية.
وهكذا عاد كمال الشناوي في صباح اليوم التالي الى حجرته السابقة.. وتمر الأعوام.. وتصبح حجرة النجوم هي مكانه الطبيعي بعد أن أصبح نجماً.
كوبل.. حمامة السلام
كانت شادية بطلة ثاني فيلم له وهو «حمامة السلام» عام 1947، فقد كان السن بينهما ملائماً وانتشرا معاً أنتشاراً كبيراً، فقد كانا «كوبل» ناجحا إلى أبعد الحدود، وكان المخرج حلمي رفلة ذكياً جداً في اغتنام ظروف هذه الفرصة السانحة فأخذهما معاً في «حمامة السلام»، وهو أول فيلم له مع شادية ومن إخراجه، وظهرا معاً في فيلم ثان هو «عدل السماء» من إخراج أحمد كامل مرسي عام 1948، وأيضاً بفيلم «ساعة لقلبك»، ثم في فيلم «ظلموني الناس»، والفيلمان من إخراج حسن الإمام عام 1950، ثم أخذهما حلمي رفلة في عدة أفلام أهمها: بين قلبين، حياتي أنت، قليل البخت، مغامرات إسماعيل ياسين، ومثله فعل المخرج حسن رمزي وأيضاً كل المخرجين تهافتوا عليهما، فقد كانت السينما المصرية في تلك الفترة تركز وتعمل وتنتج الأفلام واضعة كل الثقل على الثنائي شادية وكمال الشناوي.
قدم كمال الشناوي مع شادية 32 فيلماً، وكانت هذه الأفلام لقصص اجتماعية، دمها خفيف، عبارة عن «حدوتة» الحب بين الولد والبنت، وما يتخللها من المشاكل، التي تقع في جو هذا الحب، فكانا يخرجان من فيلم ليباشرا فيلماً ثانياً، وينصرفا من استديو ليستقبلا آخر، وفي وقت واحد كثيراً ما كانا يلعبان أدوار البطولة، في أربعة أفلام في وقت واحد.
كمال وشادية، وشادية وكمال، والنجاح في استمرار، يحقق لهما الانتشار وبمرور الزمن، واستمرار العمل بين كمال الشناوي وشادية، ككوبل ناجح، أحس أنه لا يستطيع الاستغناء عن شادية في حياته، وشعر إنها جزء من كيانه، فهي إحساس مرهف، وأشبه ما تكون من نفحة نسيم رطب، فهي أيضاً عندما تحب تعطي وتضحي، وتتجسد فيها الروح العالية، والأخلاق الحسنة، ولاحظ كمال الشناوي أن هناك الاحساس نفسه عند شادية، فهل كان هذا الأحساس هو: الحب؟!
إلى أن جاءت القبلة «الأولى»، التي طالما تمناها أثناء تصوير فيلم «ليلة الحنة» عام 1951، وكانت أول قبلة بالنسبة لشادية في السينما، وكانت هذه الحكاية، عاملاً مهماً فيما بعد، جعلته يوطد علاقته بها، هذه العلاقة التي أخذت تكبر وتنمو، وإن كان يعدها بالزواج ولا يفعل، لدرجة انه أنتج لها فيلماً هو «عش الغرام» إخراج حلمي رفلة عام 1959.
وبمناسبة قصة الغضب، فإن شادية غضبت كثيراً، بعد أن اكتشفت أن كمال الشناوي يتودد إلى شقيقتها الفنانة عفاف شاكر وامتنعت عن الاستمرار في العمل معه بسبب هذه الحكاية.
وعندما كان الكثيرون يسألون كمال الشناوي:
لماذا رفضت شادية أن تكمل الفيلم؟
كان يقول لهم:
- إنها امتنعت عن إكماله بسبب أغنية لها اسمها: «حلو الحب»، وهي من تلحين بليغ حمدي، وقد تكلفت سبعمائة جنيه، واضطررنا إلى حذفها في المونتاج، نظراً لطول الفيلم.
في تلك الفترة كانت الفنانة كاميليا تسجل أرقام النجاح على شباك التذاكر.. وهذا ما شجع المخرج حلمي رفلة على إسناد دور البطولة لها في فيلم «الروح والجسد» أمام كمال الشناوي عام 1948.
وخلال هذه الفترة كانا يجتمعان معاً ليقرآ
السيناريو قبل التصوير، كان كمال الشناوي يحاول أن يشرح لها كيف يمكن أن تؤدي دورها لتكون جاهزة أمام الكاميرا فلا تضطر لأن تعيد تصوير المشهد مرة أخرى.
ومن طريف ما يروى أن إحدى الممثلات لاحظت أن اهتمام كمال الشناوي بالفنانة كاميليا زاد بعض الشيء، فقابلتها سراً، وقالت لها: إن كمال الشناوي يقول عنك إنك باردة جداً، ولا تجيدين التمثيل، وهو في حالة قرف منك، وانت تريدين أن تفرضي نفسك عليه.
وللذكريات بقية في الغد..

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=01092009

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292