02-09-2009, 08:15 AM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 1922 تاريخ التسجيل: 18/01/2009
المشاركات: 531
الـجــنــس: ذكر
العمر: 30 | أعقل المجانين* الموضوعية في الطرح* والحيادية في التوجه* مسلسل: أعقل المجانين.. الموضوعية في الطرح.. والحيادية في التوجه عاصف الفتلاوي اخذت الدراما السورية بمنحى من الجودة في تقديم كل ما من شأنه الارتقاء بمستوى الدراما العربية وعلى صعيد الانتاج التلفازي للدراما السورية استطاعت ان تستحوذ على حواس المشاهد العربي وتتصدر قائمة اهتماماته بجدارة، واهم مايميز الدراما السورية طرحها للمسلسلات التأريخية بأسلوب مميز يميزه الإخراج الجيد والأداء العالي للفنان السوري من ناحية لغته العربية وتمكنه منها وكذلك الحضور والجاذبية ، ولا ننسى الجرأة في طرح الموضوعة الاسلامية التي تعالجها الدراما السورية ولقد شدتني حلقات المسلسل السوري (أعقل المجانين) الذي بثته بعض فضائياتنا وخصوصاً الجزء الاول منه والذي اخرجه المخرج نذير عواد وكتبه المؤلف عبد الغني حمزة وأدى دور البطولة فيه لعب دور البهلول الكوفي الممثل أندريه اسكاف. ان الدافع الذي حفزني على الكتابة في هكذا موضوع هو انني أآسى لحال الدراما العربية الاسلامية والتي لم تفلح في معظم انتاجاتها عدا فيلم الراحل الشهيد مصطفى العقاد ( الرسالة) وعداه فلا تعد سوى محاولات يائسة لطرح المثل الاسلامي في إطار درامي ولكنها جميعاً تكللت بالفشل والعوامل متعددة.. أولها هو تدخل الساسة والممولين للعمل السينمائي والتلفازي من حيث يريدون ان يكتب السيناريو على قياس افكارهم وأمزجتهم ولا تهمهم الأطروحة الحقيقية للنص وهناك عوامل اخرى لا مجال للخوض فيها الآن. أعود لمسلسل (أعقل المجانين) الذي تم تصويره في مدينة الفارس الذهبي بسوريا حيث تم توفير معظم الاجواء المقاربة للوقائع الحقيقية للقصة، فالديكورات في غاية الروعة والأزياء كانت تحاكي ذلك العصر وتجر المشاهد الى رائحة ايام العصر العباسي وسوق الكرخ، وحتى الاكسسوارات ومستلزمات المشاهد البسيطة كانت اسلامية وكلها خاطبت المشاهد العربي بأحترام ورفعة. وحتى طرح قضية الخلاف السياسي والعقائدي بين الخليفة هارون والامام موسى بن جعفر (عليه السلام)، فقد عالجها المخرج معالجة مرموقة ونغبطه عليها من حيث طرح الخلاف من دون خدش الحياء أو جرح مشاعر طرف من الاطراف، وايضاً الاسلوب الفكاهي الهادف الذي اتبعه ملاك المسلسل ما أضفى على مشاهد المسلسل جواً من البسمة والفرح. وابرز ما يميز هذا المسلسل هو الأداء المذهل للفنان أندريه إسكاف الذي وصل حد الإقناع للمشاهد في إيصال شخصية البطل الى ما تجاوز التسعين بالمئة ، وهذا يدل دلالة واضحة على ان هناك فنانين فاعلين ومرموقين لم يأخذوا قسطهم الوافر من الأضواء برغم وجود الموهبة والآن وبعد ان أشبعتنا فضائياتنا بالمسلسلات الايرانية الانتاج واللبنانية الدبلجة وهي جميعاً اسلامية تروي احداثاً تاريخية وتمتاز بالانتاج الممتاز والاخراج البارع ، اقول: اين نحن من الانتاج الدرامي الاسلامي ونحن كما نعرف وندعي أرض الرسالات والانبياء والاولياء؟ فهل يعقل ان تنتج مصر مثلاً مسلسلاً عن احد الخلفاء العباسيين، والعباسيون حكموا العراق؟ وهل يعقل ان تنتج مسلسلاً وفيلماً عن الامام علي (ع) وهو ايضاً حكم الامة المسلمة وعاصمته كوفة العراق؟ وهل يعقل ان تنتج مسلسلات وافلاماً ومسرحيات عن الامام الحسين (ع) وكربلاء في معظم ارجاء العالم ولايضطلع بها فنانو العراق ومبدعوه؟ إنني أعرض الداء وأعرف الدواء ولكن ماذا نفعل ومايمكن ان نرجوه من بلد فنانوه وممثلوه هجروا خشبات مسارحه واستوديوهاته وقطنوا دول الجوار على أمل تحسّن الوضع فيه . وأتمنى ان لايطول مكوثهم هناك وان يأتي اليوم الذي نرى فيه اعمالاً درامية اسلامية تعالج فيها القضية الاسلامية بنفَس عراقي لا بأنفاس الآخرين. http://almadapaper.net/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=39342
|
| |