[بحر الحب]

إعداد: محمد الخالد
كانت الكويت مركزا تنويريا للمنطقة في مجالي الفن والثقافة وقد لا يختلف اثنان بالريادة التي تمتعت بها الكويت في تقديم المسرحيات والدراما التلفزيونية، وكانت ومازالت يطلق عليها هوليوود الخليج نظرا الى زخم الانتاج وان كانت افرازاته أقوى وأفضل في ما مضى.. وتحديدا فترة السبعينات والثمانينات اذ كان تلفزيون الكويت في أوج نشاطه بانتاج عدد غزير من الأعمال الدرامية الجيدة، وعبر زاويتنا نسلط الضوء على أحد تلك الأعمال الدرامية التي حققت نجاحا ملموسا.

شهدت ثلاثية «أشياء ضرورية» ولادة سليمان الياسين الكاتب والسيناريست وعبدالعزيز المنصور مخرجا تلفزيونيا، حيث ان سليمان والمنصور كانا في المجال ولكن سليمان الياسين كان ممثلا وعبدالعزيز المنصور كان ماكييرا ومن ثم مساعد مخرج، وفور عودة سليمان الياسين من بعثته الدراسية التي درس فيها السينما وتركيزا بالسيناريو في أحد الجامعات الفرنسية بباريس، قدم أولى تجاربه الكتابية ثلاثية «أشياء ضرورية» بالإضافة الى المخرج الراحل عبدالعزيز المنصور الذي انطلق كمخرج مبدع من خلال هذه الثلاثية.
تدور أحداث الثلاثية حول شاب دكتور (محمد المنصور) يحب فتاته (احلام محمد) ويتزوجها وبمفهوم الشباب العصري يتفقان على تأجيل عملية الانجاب الا ان قلق الأم (عائشة إبراهيم) الزائد على ابنها وكيف تريد ان يكون لها اولاد يملأون البيت بالفرحة والمحبة، يفاقم المشكلة مع الزوجة والام ويقرر الزوجان ان يستقرا بحياتهما فيخرجان من منزل الاب ويسكنان في شقة خاصة بهما لكن هل ينتهي الاشكال بالخروج من المنزل؟ ابدا.
تظل مشكلة الزوجة وزوجها قائمة بظلالها ويحاول الزوج ان يبحث عن حل لمشكلة العقم فحجة تأجيل الانجاب انتهت، والآن من السبب؟ ويحاول الزوج ان يبحث عن الحل بارسال تقارير الزوجة إلى الخارج وبعد فترة وجيزة تأتي التقارير مبشرة بامكان الانجاب فيشد الزوجان محمد المنصور واحلام محمد رحالهما إلى «لندن» ويأخذنا المخرج بتقنية ممتازة من خلال كادرات جديدة امكن توظيفها بدقة، وكانت الأولى من نوعها آنذاك من خلال ثلاثية «أشياء ضرورية» الا وهي استخدام مشهد الطائرة وتحريكها بطريقة فعالة في الذهاب والعودة، ومن خلال عرض مشهد الطائرة من الخارج ومن الداخل يتبين للمشاهد ان الأمل قد تحقق وان الفرصة قد حطت في بيت ذاق الحزن كثيرا.
رغم ان الثلاثية كانت البداية لكاتبها ولمخرجها اللذين على الرغم من انهما فنانان إلا ان تجربتهما كانت قليلة في مجالي الكتابة والاخراج، ولكن بعد عرض السهرة بدا الياسين والمنصور كانهما محترفين في مجالي الكتابة والاخراج نظرا الى المستوى العالي والمشرف التي ظهر به العمل لا سيما ان عبدالعزيز المنصور استخدم اسلوبا وتكنيكا في التصوير والتقطيع لم يكن دارجا في تلك الأيام.. وكان العمل من انتاج وتوزيع شركة النورس وصور العمل بالكامل في استديوهات تلفزيون «ابوظبي» وعرضت الثلاثية في تلفزيون الكويت لأول مرة في دورة يناير عام 1980 وقام ببطولة العمل محمد المنصور - خالد النفيسي - احلام محمد - عائشة ابراهيم - محمد المنيع - احلام مبارك والفنانة الاماراتية مريم أحمد.. جدير بالذكر ان الفنان القدير خالد النفيسي قدم في هذا العمل دورا جديدا عليه تماما وهو دور صديق الزوج ودكتور يعمل بالمستشفى نفسه، وقد قام باقناع المخرج عبدالعزيز المنصور لكي يخرج القالب السائد له في شخصية الأب.



http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=08092009