عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-2009, 01:59 AM   #1 (permalink)
بحر الحب
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963

افتراضي مارلون براندو.. الولد الشقي هبط كالصاعقة على شاشة السينما (1 - 3)




نجم وفيلم 19

التمثيل قبل مارلون براندو ليس كالتمثيل بعده! قبل هذا الرجل كان هناك ممثلون عظام أمثال: فريدك مارش، سبنسر تراسي، بينغ كروسبي، هنري فوندا، وغريغوري بيك. وبعده جاء ممثلون عظام أمثال: جاك نيكلسون، آل باتشينو، وروبرت دي نيرو. لكن ليس هناك سوى مارلون براندو واحد هو «الأعظم» في رأي الكثيرين من عشاق السينما تماماً مثلما السير لورانس أوليفييه هو أعظم ممثل مسرحي.

وصفه آل باتشينو بأنه «إله تمثيل» ورثاه جاك نيكلسون قائلاً: « لا يوجد أحد من قبل أو منذ ظهوره كان مثل مارلون براندو.. لقد كان هدية هائلة وبدون عيوب لكل من يحب السينما، إنه مثل بابلو بيكاسو تماماً لكن في السينما، براندو كان عبقريا لدرجة انه كان بداية ثورة وبنهايته كانت نهاية ثورة خاصة في عالم التمثيل.. إنه تحفة خالدة.. لم تكن هناك طريقة أبداً لكي يسير أحد على خطاه، لقد كان هائلاً جداً وكان بعيداً عن أي شخص يحاول اللحاق به.. لقد صعق العالم بحق في ذلك الوقت، وتأثيره سيستمر فترة طويلة في المستقبل.. بعض الممثلين لا يضيعون وقتهم بالأحاديث الجانبية والنقاشات عن الممثل الأفضل في العالم، لأن الإجابة واضحة تماماً. إنه مارلون براندو». أما أنتوني كوين فقال: «أنا معجب بـ موهبة مارلون براندو، لكني لا أحسده على الألم الذي عاش به».
كما قال عنه الناقد السينمائي جيسون سولومنز إنه «غير فن التمثيل للأبد في الأفلام وعلى الشاشة ولم يضاهه أحد فيما فعله ولم يحاول أحد أن يضاهيه.. إسهامه في التمثيل وطريقته فيه أصبحت إرثاً يفخر به من بعده، الأداء العالي أظهر أبعاداً لم تكن منظورة من قبل، وأعطى عمقاً، وقوة لمهنة التمثيل».
وفي مسيرة براندو هناك مخرجان مهمان، هما إيليا كازان الذي أعطاه الفرصة الحقيقية في بداية مشواره السينمائي من خلال فيلم «على الواجهة البحرية»، وفرانسيس فورد كوبولا الذي أعاد اكتشاف براندو في «الأب الروحي» أعظم أعماله على الإطلاق.
قال عنه كازان: «لم تكن الكلمات الخالدة أو الجمل غير المنسية هي ما خلد أداءه لكن التعبيرات التلقائية والتي تظهر من تجربة داخلية عميقة هي ما ميزه.. وهذه المرحلة العميقة هي التي يحاول كل الممثلين الوصول إليها». أما كوبولا فقال: « مارلون براندو لم يكن من الصعب التعامل معه كما يُشاع عنه، ربما يقوم ببعض التصرفات غريبة الأطوار أثناء التصوير.. هو كان كالولد الشقي يفعل ما يشاء، ولكن العمل معه كـممثل لم يكن صعباً أبداً.. براندو كان يقدم لك كل ما تريد في التمثيل.. لكنه أراد من الناس أن يكونوا صادقين معه ولا يحتالون عليه».
هذا هو الولد الشقي والفتى الجامح، الذي عاش ثمانين عاماً كانت أشبه بقصيدة كتبها رامبو.. قصيدة الحب والعنفوان والصخب والثورة والألم والمجد والشهرة والعزلة الوحشية.
هذا هو الفتى الأشهر الذي كره الشهرة والثروة والنجومية، والإنسان الذي استخف بالحياة ولم يأخذها على محمل الجد فنال من سهامها ما لا يتحمله بشر.
رغم البدايات المسرحية متفاوتة المستوى في برودواي وغيرها من 1944 إلى 1950 لكن هذه التجربة صقلت موهبته خصوصاً بعد أن درس تقنيات التمثيل تبعاً لمنهج ستاينسلافسكي على يدي ستيلا أدلر ولي ستراسبيرغ في استديو الممثل، والتي ترتكز على محاكاة الممثل للشخصية من الداخل والغوص في أعماقها بكل أبعادها النفسية.
ثم في العام 1950 هبط براندو على شاشة السينما كالصاعقة، فأنسى المشاهدين من سبقوه وأتعب من جاء بعده. خمس سنوات وهذا الشاب الذي لم يبلغ الثلاثين، يتلاعب أمام الشاشة كيفما شاء، ويخرج من أداء عظيم إلى أداء أعظم، قدم خلالها على التوالي أفلام: «الرجال»، «عربة اسمها الرغبة»، «فيفا زاباتا»، «يوليوس قيصر»، «البرّي»، «على الواجهة البحرية». ستة أفلام تعتبر جميعاً من أعظم إبداعاته، وأصبح بسببها المرشح الدائم للأوسكار والكرة الذهبية والبافتا، حيث رشح خلال السنوات الخمس أربع مرات للأوسكار ( وهذا رقم قياسي لم يحدث مع أي ممثل آخر) نال واحدة فقط عن «على الواجهة البحرية» 1954 إلى جانب الكرة الذهبية عن الفيلم نفسه إخراج إيليا كازان، بينما نال ثلاث جوائز بافتا عن «فيفا زاباتا» و«يوليوس قيصر»، و«على الواجهة البحرية»، وأفضل ممثل من مهرجان كان عن «فيفا زاباتا» 1952
كل فيلم من تلك الأفلام يستحق كتاباً منفرداً، ففي «الرجال» لكي يجسد شخصية جندي مشلول بعد بتر قدمه أمضى شهراً كاملاً على الفراش في إحدى المستشفيات العسكرية مع الجنود ضحايا الحرب.
وبسبب إعجابه الشديد برائعة تينسي ويليامز «عربة اسمها الرغبة» تحمس لأداء دور «ستانلي كوفالسكي» وذهب إلى ويليامز في ولاية ماساتشوستس وأدى الشخصية أمامه، فذهل ويليامز بأدائه وقال عن ذلك: «حينما شاهدته أمام عيني للمرة الأولى، أصبت بالدهشة.. لقد كان أداء ثورياً وكان النموذج الأميركي المثالي والرئيسي لـظهور التمثيل الأسلوبي» وبعد نجاحه في تقديم المسرحية مع إيليا كازان أعاد الثنائي الناجح العمل نفسه على شاشة السينما وانضمت إليهما بطلة «ذهب مع الريح» النجمة فيفان لي.
وأثناء تصوير «على الواجهة البحرية « أقنع براندو كازان بأداء المشهد الأخير من الفيلم ارتجالياً وخارج نطاق النص، وأصبحت تلك سمة تكررت في الكثير من أفلامه.
أما في فيلم «البرّي» والذي جسد شخصية شاب طائش يقود دراجة نارية ويثير الذعر حوله بسبب استخدام الدراجة في أعمال إجرامية.. فكان أسلوبه فاتناً لدرجة أن شركات الدراجات النارية استخدمت صورته علامة دعائية لها، وازداد الهوس عالمياً بتقليده في ركوب تلك الدراجات وارتداء الجاكت الجلدي والبنطال الجينز.
ورغم هوس الجماهير بأسطورة براندو، وإجماع شركات الإنتاج على بطل واحد هو براندو، تخلى عن آلاف الدولارات ليشارك في مسرحية Arms and The man آخر أعماله المسرحية. ثم شارك بعدها في العديد من الأفلام الكوميدية والغنائية، لكنه لم يكن متكالباً على العمل فخلال نصف قرن على شاشة السينما لم يقدم سوى أربعين فيلماً، أحدها من إخراجه هو «جاك ذو العين الواحدة».
ويبدو أن الطاقة الجارفة تأثرت مع نهاية عقد الخمسينيات، ربما بسبب النكران الذي تعرض له من القائمين على الأوسكار، حيث ترشح للمرة الخامسة للجائزة عام 1957 عن فيلم Sayonara ولم يفز بها، ومن الطبيعي أن يحزن ممثل يرشح خمس مرات في سبع سنوات لتلك الجائزة ولا ينالها سوى مرة واحدة. إضافة إلى مواقفه السياسية اللاحقة التي جعلته شخصا غير مرغوب فيه من قبل المسيطرين على هوليود.
في عقد الستينيات قدم أكثر من عشرة أفلام متفاوتة المستوى، إلى أن أعاد المخرج فرانسيس فورد كوبولا اكتشاف الفتى المتمرد في رائعته the godfather عام 1972، ونال عنه ترشيحه السادس للأوسكار وحصل عليها بالفعل، وفي آخر هذا العام قدم فيلماً آخر من إبداعاته الفريدة هو «التانغو الأخير في باريس» مع برناردو برتولوتشي، ورشح عنه للأوسكار السابع. ومن يشاهد العملين لن يصدق أن من جسد الأب الروحي للمافيا «دون فيتو كورليوني» هو نفسه من جسد شخصية «بول» في «التانغو».. من أي نبع سحري يقبض براندو على أرواح شخصياته؟.
وقد أثار براندو ضجتين لا مثيل لهما بسبب هذين الفيلمين، الضجة الأولى عندما رفض استلام ثاني أوسكار يحصل عليها وأرسل بدلاً منه فتاة هندية في لباس فلكلوري اعتراضاً على طريقة تعامل الحكومة الأميركية مع الهنود الحمر وأسلوب تصويرهم في البرامج والمسلسلات. أما الضجة الأخرى المتعلقة بفيلم «التانغو» فتمثلت في ظهوره في مشاهد عارية حيث يتناول الفيلم علاقة رجل أرمل وفتاة فرنسية.



http://www.annaharkw.com/annahar/Art...&date=09092009

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292