[بحر الحب]

كتب فيصل العلي: حقبة مهمة من تاريخ الكويت تغطي فترة الثلاثينات من القرن الماضي. وهي فترة مليئة بالكثير من الأحداث التي يزخر بها مسلسل "الهدامة" الذي يعرضه «تلفزيون الوطن».. في تلك الفترة هاجم البلاد وباء الجدري والعواصف والأمطار الغزيرة التي هدمت البيوت ومات من أهل الكويت الكثير اضافة الى فترة الحرب العالمية الثانية التي ألقت بظلالها على المنطقة اقتصاديا.

ولم يخل من الاشارة الى فترة الغوص على اللؤلؤ والكساد الذي عانته التجارة في فترة الحرب. وتعد هذه الحقبة من بين عوامل نجاح المسلسل الذي يعرض لفترات المجتمع الكويتي وتطوره منذ كان السواد الأعظم من الناس يعيشون سلسلة من المعاناة في حياتهم بدءا بالفقر والجوع مرورا بالأمراض وانتهاء بالمعاناة النفسية من فراق الأزواج والأبناء للغوص والسفر. كما انه يعرض بعض مراحل تطور المجتمع الكويتي تدريجيا مثل وجود المدارس النموذجية الحديثة "المباركية" و"الاحمدية" وغيرهما من الأمور اضافة الى كون المسلسل جزءا من تاريخ المجتمع الكويتي.



المؤلف والمخرج



المؤلف هيثم بودي أحسن في اختيار موضوع وفكرة روايته التي تحمل جانبا تسجيليا لفترة مهمة من تاريخ الكويت ومن يتابع المسلسل سيلاحظ ان هناك الكثير من الحوارات والمشاهد الجميلة، كما وفق المخرج محمد دحام الشمري بالكثير من المشاهد الحوارية منها تصوير العواصف الشديدة التي صاحبتها الأمطار الغزيرة حيث انها كانت متقنة من حيث زوايا التصوير واداء الممثلين اثناء الامطار فكان الشمري قائدا محنكا للعمل الفني خاصة ان لديه خبرة تراكمية في الدراما اضافة الى انه استعان ببعض مساعدي المخرجين وهذا يعكس شخصيته في العمل الجماعي المنظم.



الممثلون



يعتبر الفنان القطري غازي حسين من ابرز الممثلين القطريين وكان أول فنان قطري يشارك في أعمال خليجية أي قبل الفنان غانم السليطي وعبد العزيز جاسم وهو فنان قدير فكان نجم مسلسل "الهدامة" وساهم مع المخرج في اظهار العمل الفني متقنا، وكذلك كان صلاح الملا وان كان دوره أكثر عمقا وتأثيرا في الأحداث بينما كانت الفنانة باسمة حمادة مبدعة ورغم ظهورها في حلقات قليلة الا أنها استطاعت أن تعبر عن شخصية زوجة البحار باتقان وعبرت عن مشاعر وأحاسيس المرأة وهي تصارع الحياة من اجل حياتها وحياة أبنائها بين الجوع والفقر والمرض وعزة النفس حين قررت بيع بعض الأواني من اجل كسب القليل من المال لتشتري فيه بعض الطعام لأولادها كما أنها تنازلت عن جزء بسيط من الطعام القليل الذي تملكه كي تعطيه لامرأة طرقت بابها تطلب الطعام لأولادها أيضا الأمر الذي يعكس التكافل الاجتماعي.



الممثلون الشباب



قدم المخرج مجموعة من الفنانين الشباب الذين سبق أن قدموا بعض الأدوار في أعمال فنية سابقة مثل الفنانة هيفاء حسين التي قامت بدور "منيرة" حيث إنها كانت محور أحداث الدراما وعبرت عن أبعاد الشخصية التي تؤديها. وكان كذلك الفنان محمود بو شهري الذي جسد دور "عبدالله" وقد أبدع بصورة كبيرة لدرجة ان دوره في "الهدامة" يعتبر انعطافة جديدة في مسيرته الفنية وقد أظهر قدرة فنية على الأداء ونتمنى من المخرجين الالتفات اليه في أدوار مميزة في المستقبل،وكذلك الفنانة أبرار التي كان دورها قصيرا "المطوعة" الا أنها امتلكت من الأداء المقنع الكثير خاصة عندما استضافت منيرة بعد أن مات أخوتها وكان والدها في الغوص.



الممثلون الأطفال



ومن المفاجآت الجميلة تلك التي قدمها المخرج الممثلون الأطفال وهم يبشرون بمستقبل واعد لجيل من الممثلين المميزين وهم بحاجة الى الدعم والتوجيه مثل الطفلة فرح التي قامت بدور "منيرة" والطفل فريد فيصل الذي قام بدور "عبدالله".



الأزياء والديكور



الأزياء والديكور كانا مناسبين لأحداث المسلسل وفترته الزمنية من حيث الملابس وبقية الأغراض التي كانت في كل منزل مثل "البرمة" و"الاوتي " وهي آلة كي الملابس عند الأثرياء فقط في ذلك الوقت وكانت تجلب من الهند في الثلاثينات اضافة الى ديكور الفترة التي شهدت تطور الحياة في الكويت مثل بعض أنواع السيارات والتلكس والمذياع ووجود مكتبة عامة تعكس اهتمام بعض شباب الكويت بالثقافة اضافة الى بعض المدارس النموذجية ومشاركة بعض المدرسين الذين ينتمون الى بعض الدول العربية الذين كان لهم دور في مسيرة التعليم الحديث في الكويت مبكرا.



http://www.alwatan.com.kw/Default.as...icle_id=534807