11-09-2009, 03:23 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963
| دراما المسلسلات العربية... تحتفي بزمن الأشرار
ماذا يجري في عدد من الاعمال الدرامية التلفزيونية التي تحاصرنا هذة الايام في شهر رمضان المبارك حيث الاحتفاء النادر بالاشرار والعنف بالمناسبة هناك مسلسل الاشرار حيث حولت تلك المسلسلات لغة الحوار الى مرحلة متقدمة من العنف الارعن وكأن حياتنا اليومية ينقصها مثل هذا المد الارعن للعنف الى حول الحوار الانسانى التقليدي الى حوار بالسيوف والاسلحة النارية بجميع اصنافها فمن الابارودة القديمة في باب الحارة الى الالغام القاذفات في هدوء نسبي.
المتابع للأعمال الدرامية التي تعرض في رمضان هذا العام، يجد أنها تنطوي أيضا على جرعة زائدة ومبالغ فيها من مشاهد عنف ربما لم نشهد لها مثيلا من قبل، وكأن الهدف الأساس لهذه الأعمال قد تحول من محاربة العنف إلى صناعته والترويج له. وتحت شعار الدراما جزء لا ينفصل عن الواقع، ولأن الواقع حسبما يرى كتاب المسلسلات مليء بمشاهد عنف وقتل، كان متوقعا أن ينعكس ذلك على الدراما التلفزيونية في رمضان الحالي، لاسيما أن المجتمع المصري شهد في الفترة الأخيرة نوعا جديدا من الجرائم تم ارتكابها داخل الأسرة وانتهت بأحكام إعدام.
وفي إطار درامي جديد سيطر على صناع الدراما الرمضانية هذا العام، للخروج من الملل وإحداث نوع من التشويق، محاكاة للأفلام السينمائية، جاءت مسلسلات رمضان عبارة عن «قتل، دماء، عنف، وأغان»، وأصبحت السمة المسيطرة على بعضها «الرقص والشيشة والملابس المثيرة الخليعة»، وربما تكون هذه هي الطريقة التي وجدها المنتجون للاستحواذ على اهتمام المشاهد الرمضاني.ولنأخذ مسلسل «الأشرار» الذي تؤدي دور البطولة فيه كل من الراقصة دينا، والفاتنة غادة عبد الرازق مثلاً العمل مليء بالمشاهد الساخنة التي تعكس «المنافسة» الضارية بين البطلتين، وعلى الرغم من أن قصة المسلسل مستهلكة وقديمة، إلا أن كلاً من المنتج والمخرج استغلا دينا وغادة استغلالا سلبيا ليتم تقديم صور لا تليق أبداً للعرض في الشهر الكريم.
ومن خلال متابعة لصيقة نكتشف أن مسلسل «الباطنية» كثيراً عن سابقه، حيث تظهر قمصان النوم العارية، وكأنها تصر على إخراج الصائمين من دوائر مظلاتهم الروحية، إلى عالم تجار المخدرات حيث يغيم الدخان الأزرق على غالبية المشاهد.
ونذهب الى مسلسل «حدف بحر»، والذي يعبر عن اسمه بحال من الأحوال، حيث تظهر سمية الخشاب كل إمكاناتها من رقص وإغراء و كل ما لذ وطاب من الثياب التي ربما لا تكون عيناك قد وقعت عليها من قبل في المناطق الشعبية، بخلاف الماكياج الواضح والمرسوم على وجهها ليل نهار.
العنف الأرعن
وبعد الاثارة نذهب الى صفحة اخرى حيث العنف الارعن يضرب بقوة حيث يتم الخروج على روح الشهر الكريم الفضيل ، وما يقتضيه من المحبة والتسامح بين الناس سيطرت أحداث العنف والقتل على دراما رمضان، حيث شهدت الحلقات الأولى في معظم المسلسلات أحداثا دموية بين الخطف ومطاردات السيارات وحرب رجال الأعمال علي الصفقات المشبوهة، وطغيان الأثرياء على الفقراء وافتراء الأقوياء على الضعفاء، وسارت المسلسلات على اتجاه أفلام السينما نفسه، إما تعبيرا عن الواقع الذي يعيشه المجتمع المصري، وإما مسايرة للعنف الذي طغى على كل مظاهر الحياة حتى الدراما.
ومن هذه المسلسلات: «الرجل والطريق»، و«علشان مليش غيرك»، و«قاتل بلا أجر»، و«الرحايا»، و«أفراح إبليس»، و«البوابة الثانية»، و«هانم بنت باشا»، و«حرب الجواسيس»، و«ليالي»، و«الباطنية»، و«أدهم الشرقاوي»، و«اغتيال شمس»، و«هانم بنت باشا»، و«حدف بحر»، وغيرها من المسلسلات المليئة بالأكشن والعنف والقتل والدم.
ويمثل مسلسل «الرجل والطريق» من أكثر المسلسلات التي تشهد جرائم قتل، فأحداثه مليئة بالدم، حيث تدور حول إحدى القرى التي تتعرض لأكثر من مرة لغزو من قطاع طرق وعصابات لسرقتها، ويترتب على ذلك ارتكاب العديد من جرائم القتل، ولا ننسى مسلسل «أفراح إبليس»، حيث يرتكب «أبو رسلان» الذي يجسده جمال سليمان العديد من الجرائم لتحقيق أهدافه الشخصية التي يسعى إليها طوال الأحداث. وكأنه الوصى على البلاد والعباد..
وفي مسلسل «علشان مليش غيرك» الذي تقوم ببطولته الهام شاهين ترتكب جريمة قتل في الحلقة السابعة، حيث يقتل رياض الخولي زوج إلهام شاهين على يد أعدائه، ومن هذه الجريمة يتغير خط سير المسلسل عندما تحاول زوجته اكتشاف القاتل. وهنا الجريمة هي المحور ايضا..
وقد يتصور البعض ان عمل من بطولة النجم العربي نور الشريف سيكون بعيدا عن كل تلك الاجواء ولكننا نكتشف ان الامور لا تقل عنفا في مسلسل «الرحايا»، فالغرق في النيل وجرائم القتل والصراعات بين مطاريد الجبل ورجال الشرطة هو مضمون الأحداث، والغريب أن مؤلف المسلسل عبد الرحيم كمال في لقاء تلفزيوني، أرجع كثرة هذه النوعية من المسلسلات إلى أن الجمهور في حاجة إلى جرعة من العنف يخرج فيها طاقته المكبوتة، وكأنه يسير على مبدأ «الجمهور عاوز كده» وهذه النوعية من المؤكد فشلها لفقدانها المدلول الدرامي لوجودها. وهذا ما اكد عليه الشريف في عدد من تصريحاته في الفترة الاخيرة..
وحينما تطل علينا الفنانة حنان الترك في «هانم بنت باشا»، نجد انفسنا امام فتاة جميلة «حنان ترك» تجيد التعامل مع السلاح الأبيض، لتتصدى به للاشرار مثل «البلطجية» في سوق «زنقة الستات» بالاسكندرية، أما في مسلسل «البوابة الثانية»، فتدور الأحداث حول العنف الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني والتعذيب الذي يتعرض له العرب داخل السجون الإسرائيلية، وذلك من خلال طبيبة مصرية تبحث عن ابنها الذي اختطفته قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء قيامه برحلة مدرسية مع زملائه عند الحدود المصرية الإسرائيلية.
ولا يخلو «حدف بحر» من مشاهد الحزن والأكشن والمطاردات من خلال المواقف التي تتعرض لها «سمية الخشاب» البطلة التي تعمل مطربة، كذلك الأمر في مسلسل «حرب الجواسيس» الذي يتناول قصة حياة سامية فهمي، فهو مليء بمشاهد القتل والدم والمطاردات.
ولأن مسلسل «الباطنية» يتناول تجارة المخدرات والآثار المترتبة عليها، فترتكب جريمة قتل ضمن الأحداث، حيث يقتل حفيد «العقاد» صلاح السعدني، كما يتعرض المسلسل للمطاردات بين رجال الشرطة والتجار، ويتناول مسلسل «ليالي» قصة فنانة ترتبط بعلاقة مع رجل أعمال مشهور يحاول قتلها أكثر من مرة، أما «اغتيال شمس» فيتضمن مشاهد عنف وقتل ومطاردات بالطائرات يتعرض لها الدكتور شمس حتى لا تخرج أبحاثه إلى النور.
من الملاحظ أن صناع المسلسلات أرادوا اختيار العنف والحركة ليشكلا إطارا جديدا لدراما رمضان هذا العام، بعد أن لاحظوا نجاحها في السينما إلى حد ما، ويعود ذلك أيضا إلى أن الدراما التلفزيونية كانت بعيدة لفترة طويلة عن هذا الإطار، لافتقادها التكنيك المقنع لعمل مثل هذه المشاهد. كما أن هناك اتجاها عاما للخروج من دائرة الملل التي أصابت المسلسل المصري في السنوات الأخيرة، فالأكشن والدم أدوات من حق المؤلف استخدامها مادام لها مدلول درامي، وهناك المخرج الذي يجيد تنفيذها على الشاشة، لكن يجب ألا تستخدم هذه الأدوات طوال الـ 30 حلقة، حتى لا ينفر الجمهور منها ويبتعد عن متابعتها.
والان وبعد هذه الرحلة في دهاليز العنف والاشرار وجميع انواع الاسلحة المحظورة والمرخصة نقول بان النسبة الاكبر من جمهورنا وبعد الدورة الرمضانية سيكونون قد حصلوا على دورات مكثفة في العنف والاحتفاء بالجريمة والاشرار بجميع انواعهم وانماطهم... ولهذا تأتي الدعوة للمطالبة من الجهات الانتاجية والفضائيات العربية بان تخاف الله بالجمهور العربي.. http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165650
|
| |