14-09-2009, 11:59 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شبكة الدراما والمسرح
العــضوية: 1664 تاريخ التسجيل: 17/12/2008
المشاركات: 210
| ممثلو المسلسل أبدعوا فكانوا كويتيين بالتأسيس !
نجحت ملحمة الحب والبقاء في مسلسل «الهدامة» او كما عرفت باسم «منيرة» لكاتبها الاديب هيثم بودي في بناء التركيبة الدرامية ونسيج النص بربط الاحداث وتعاقبها وسردها باسلوب يناسب حياة اليوم عبر تصفح سنوات الكويت الماضية وتاريخها والمليء بالاحداث القاسية الممتزجة بملامح الحب والالم والامل من اجل البقاء ومعانقة الحياة والاستمرار في خوض غمارها بصعابها وروعتها المتناقضة.
ان فلسفة النص وسيناريو الحوار تأخذانا الى مفارقات السلطة التنفيذية والتشريعية في احتواء صراعات التأزيم ومواجهة مخاطر الانهيار الاقتصادي وايجاد البدائل الملائمة لقضية مشرف البيئية وابعادها الصحية ومخاوف انتشار وباء انفلونزا الخنازير في حين ان المجلس البلدي لسنة 1932م استطاع ايجاد النجاة للبلاد والعباد بعد افة مرض الجدري وتأمين العلاج والدواء للناجين والباقين عبر مرافئ البحرين ودول الخليج، ليساهم المجلس البلدي ايضا في الحفاظ على ارواح السكان من الاعصار المدمر والمتسبب في هدم البيوت على رأس اصحابها بتنصيب الخيام وتأمين الغذاء والنور والعيش الكريم دون مهانة لابناء البلاد ودمغهم للنجاة من خطر «الهدامة» والجوع بالعمل على انجاز البطاقة لتأمين الحنطة والرز والسكر.
ان تلك الاحداث الدرامية وما سيعقبها في الحلقات التالية من شأنها ان تطرق ابواب المفارقة بين الامس واليوم، الفقر والغنى، الضيق والسعة، وغيرها من الشجون التي راودت الرجال الماضيين وابناء الاجيال المتعاقبة على المجتمع الكويتي، فالرؤى الفلسفية متعددة ومتشعبة بين السطور وواضحة عبر النصف وسلامة الطرح والحوار لتقديم رسالة مفادها انه على الرغم من الصراع مع الفقر والحرمان بخت الامة بتكاتف الجهود والايدي والتكافل من اجل التسابق على حب الوطن، بينما اليوم وعلى الرغم من رغد العيش فاننا نعجز عن حل مشكلاتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهي دعوة لمراجعة الذات واوضاع المجتمع الحالية، وتشخيصها لايجاد العلاج المستقبلي الناجع من اجل النهوض بما غرس الاباء والاجداد والرواد في ثنايا الوطن.
ولان الاعمال التاريخية والتراثية لا تخلو من العيوب لعدم كمالها الفني على رغم نجاحها وحب المشاهدين وتعلقهم بها فان «الهدامة» ايضا لها نصيب لا بأس به من الانتقاد بعد اذن المخرج المبدع محمد دحام الشمري في الجوانب الفنية من العمل واطالة بعض المشاهد التي عزفت بانغام الموسيقى التصويرية بريشة الدكتور عامر جعفر لها، ولكن الواضح والجلي في هذا العمل القريب من القلب خلوه من النجوم المحليين بل تهميش فناني «الوطن» من تمثيل ادواره والاكتفاء بعدد متواضع منهم لا يتناسب وحجم المسلسل واحداثه كباسمة حمادة وخليفة عمر خليفوه ومحمود بوشهري ومحسن القفاص والذين اثبتوا جدارتهم في التصدي لتمثيل ادوارهم الى جانب ابداع نجوم الخليج غازي حسين وصلاح الملا وفاطمة الحوسني وهيفاء حسين واتقانهم لاداء شخصيات العمل على الرغم من خليجيتهم وبعدهم التاريخي عن احداثها الزمنية السابقة، الا انهم جسدوها بروعة اتضحت حلاوة ادائها بطبيعتهم الساحرة وادائهم الاخاذ تقمصهم للادوار، لذلك استحقوا وبجدارة مطلقة ان يكونوا كويتيين بالتأسيس.
[[ المصدر ]] http://www.aldaronline.com/AlDar/AlD...rticleID=70931
|
| |