الاعلاميه أمل عبدالله طموح بلا حدود اعلاميات من ذهب أمل عبدالله طموح بلاحدود أمل عبدالله ايام زمان
شهدت فترة الستينيات من القرن الماضي نهضة كويتية شاملة في شتى مجالات الحياة، وكان للمرأة دور بارز في هذه النهضة إذ انخرطت في مختلف مناحي العمل، وكسرت القيود التي كانت تكبلها باسم التقاليد والعادات، ولم يكن مجال الإعلام مثل التلفزيون والإذاعة والفنون كالتمثيل بعيدا عن طموح الفتاة الكويتية، فقد اقتحمت تلك المجالات بقوة وشاركت جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في العمل، لم يكن ذلك وحسب، بل إن الكثيرات تميزن وأبدعن وتفوقن على الرجل، وفي هذه الزاوية اليومية ومن باب الوفاء لنساء الكويت الرائدات في الإعلام نتوقف يوميا لتسليط الضوء على إحدى المبدعات الاتي تحملن وزر المبادرة الأولى في العمل الإعلامي لاسيما التلفزيون أو الإذاعة.
أمل عبدالله تاريخ طويل من الإبداع والنجاح والتألق، مشوارها الإعلامي يتضمن الكثير من التميز، مثابرة وطموحة تحملت مسؤوليات جساما وهي ما تزال فتاة مراهقة، لعبت دور الأم في الحياة قبل أن تتزوج، وواصلت طريقها غير آبهة بالمعوقات والعراقيل، هي الشقيقة الكبرى للفنانة سعاد عبدالله، لاتزال حتى الآن تلعب دور الأم لشقيقتها سعاد، بدأت مشوارها من وزارة الصحة كما هو الحال مع حياة الفهد وأمينة الشراح وغيرهما، ثم اتجهت إلى الإعلام وتحديدا الإذاعة لتنطلق إلى آفاق من الشهرة والنجاح، وتميزت بدرجة كبيرة في عطائها وبصدقها في التعامل مع الآخرين.
طفولة
ولدت أمل عبدالله سالم في عام 1948 قبل ولادة شقيقتها سعاد بعدة سنوات، توفي والدها بعد سنوات قليلة من ولادة شقيقها سالم، لم تعش طفولتها كباقي الأطفال، ألقيت عليها مسؤوليات جسيمة منذ الصغر وتولت رعاية شقيقتها سعاد، لم تذق طعم الحنان من الأب، لأن والدها ابتعد عن محيطها الأسري بعد زواجه من أخرى، لكن هذا الأمر لم يؤثر في حياتها سلبا،بل كان عليها أن تقوم بالعديد من المهام لتعويض حنان الأب وغيابه ليس عنها فقط بل وعن أفراد أسرتها وتحديدا شقيقتها وشقيقها، ومن حسن حظ امل عبدالله أن بيتها كان قريبا من وزارة الصحة، لذا لم تجد صعوبة في خوض معترك العمل وهي لم تزل صغيرة، وهكذا عملت في وزارة الصحة بعد أن انقطعت عن الدراسة في المرحلة المتوسطة، عملت في قسم اختبار أمراض السل بالوزارة، لكن ذلك لم يكن طموحها الرئيسي ولم يكن حلم حياتها، ولم يكن يرضيها أن تبقى مجرد موظفة تمارس دورا كتابيا، كانت تتحين الفرصة لنقلة في حياتها تحقق معها حلما جميلا راودها منذ الصغر، حلم الشهرة والأضواء والعطاء وتحقيق الذات.
نقطة تحول
لم تكن أمل عبدالله راضية بوظيفتها في وزارة الصحة لأن الوظيفة تحد من طموحها، وكانت تتحين الفرصة لانطلاقة جديدة في مكان آخر، لذا لم تصدق عيناها الإعلان المنشور في إحدى الصحف والذي يطلب مذيعات للإذاعة الكويتية، وهكذا بدأت مرحلة جديدة منذ عام 1964 وانطلقت إعلاميا منذ ذلك الوقت، وارتبطت بعلاقة قوية مع الميكروفون، كان يوم 15 يونيو 1964 نقطة تحول في حياة أمل عبدالله، إذ ان صوتها انطلق عبر الإذاعة الشعبية التابعة لإذاعة الكويت ليواصل انطلاقته فيما بعد وتصبح أمل عبدالله واحدة من ألمع المذيعات، ساهم في عشقها للإذاعة متابعتها الحثيثة للإذاعات العربية، اذ انها كانت تستمع لإذاعة صوت العرب والـ بي بي سي العربية وإذاعات عربية أخرى، وبدأت تثقف نفسها بنفسها وتواصل دراستها حتى حصلت على البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية، واصلت مسيرتها في الإذاعة بين التقديم والإعداد، ولم تكتف بذلك بل دخلت التلفزيون من أوسع أبوابه، وكان لها أكثر من بصمة فيه، وتشير في لقاء صحفي نشر في القبس بتاريخ 3 نوفمبر 2003 إلى أن برنامج «مع الناس» يعد واحدا من أهم البرامج التي قدمتها على صعيد التلفزيون، حيث عرض بين عامي 1975 و1976، واعتبرته نقطة تحول ومحطة مهمة في مسيرتها الإعلامية، وتقول «من خلال البرنامج كنا نتناول القضايا التي تهم الناس بشكل مباشر، وبطرح جريء، مما زاد من شعبية البرنامج وحرص الجمهور على متابعة حلقاته باستمرار، اذ كانت البرامج قبل ذلك تصب على الجوانب الترفيهية والتوعوية، لكن برنامج «مع الناس» كان الوحيد الذي يتلمس قضايا المواطن، ويحاكيها بشكل مباشر، وكنا في كل حلقة نسلط الضوء على مشكلة معينة وإحدى السلبيات في المجتمع، ونعرضها من عدة جوانب في محاولة منا لإيجاد الحلول المناسبة لها.
طموح لا محدود
ما يميز أمل عبدالله طموحها اللامحدود، فقد واصلت دراستها المسائية أثناء عملها، وحصلت على شهادة البكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية ثم الماجستير، ثم قامت بالتدريس في المعهد نفسه، وتخصصت في التراث الشعبي وقدمت العديد من البرامج الناجحة، ومارست الإنتاج المسرحي والدرامي، وكتبت المسرحية والمسلسل، وحصل العديد من أعمالها على جوائز أولى محليا وعربيا، كما اصدرت العديد من الكتب المتخصصة في مجال الإعلام والإذاعة، ومن ذلك «حروف الأثير» و«الموال» و«أغاني النساء في الخليج» والعديد من الإصدارات.
لاتزال أمل عبدالله وبعد مشوارها في مجال الإعلام الذي جاوز 45 عاما أو يزيد، مثال الجد والاجتهاد والعطاء، ولاتزال تمتلك الطموح نفسه والتحدي وقوة الإرادة. . اليوم ابراهيم الصلال وحمد الرفعي وامل عبدالله في مهرجان الكويت المسرحي السابع http://92.52.88.82/alqabas/Article.a...&date=26082009 __________________ وهج الأمس الأفضل لشهر يوليو
|