26-09-2009, 02:16 PM
|
#1 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 3807 تاريخ التسجيل: 01/07/2009 الدولة: الكويت
المشاركات: 4,974
| «أم البنات».. نجاح آخر للمرأة الكويتية قراءة في أوراق الدراما المحلية في رمضان 2009 (1-2)
كتب محمد الخالد:
اتضح من خلال الاستبيان الذي نشر في أواخر شهر رمضان حول البرامج والمسلسلات المقدمة عزوف الجمهور الكويتي عن متابعة الأعمال المحلية، فمن ضمن الأعمال العشرة الأولى لم يدخل سوى ثلاثة مسلسلات محلية فقط، رغم ان ما يعرض هو عدد هائل من الأعمال المحلية لكنها كانت صورة مستنسخة وباهتة لأعمال محلية سبق ان قدمت في الدورات الماضية، الجمهور الكويتي قال كلمته وبصدق من خلال نتائج الاستبيان عن عدم رضاه الكامل عما يعرض.
ومن خلال نتائج الاستبيان يتضح أن مسلسل «أم البنات» هو العمل الوحيد الذي حفظ ماء وجه الدراما الكويتية، لحصوله على المركز الأول في قائمة المسلسلات الدرامية، وبفارق كبير عن العمل الدرامي الذي حل في المرتبة الثانية «الهدامة» والثالثة «دمعة يتيم».
لم أستغرب اطلاقاً عندما حل مسلسل «أم البنات» في المركز الأول رغم احتواء العمل على الهنات لا بل والكثير من الملاحظات لدرجة انني كنت أسمع ملاحظات فورية وأنا أشاهد العمل مع الأهل والأصدقاء، وحين أسألهم عن سبب متابعتهم لأحداث العمل رغم انتقادهم له أسمع إجابة صريحة ومباشرة بان العمل (يونّ.س)، نعم فمسلسل «أم البنات» عمل درامي «يونّ.س» أولاً بسبب وجود الفنانة سعاد عبدالله التي تدرس تفاصيل أعمالها بعناية فائقة قبل الخوض في تقديمها، والسبب الثاني ان الكاتبة هبة حمادة استطاعت ان تشبع نصها بأحداث غزيرة منذ انطلاق الحلقة الأولى لتشد من خلالها المشاهدين وهذا من أهم عناصر نجاح المسلسلات وتحديداً المسلسلات الثلاثينية، وحالياً قلما نجد مسلسلاً درامياً تنطلق منه الأحداث منذ بدايته واعتقد أن هبة عرفت كيف تعزف على هذا الوتر برشاقة متناهية.
فكرة خيالية
لم أكن ضمن من شبه العمل بثلاثية نجيب محفوظ لأن الأفكار والقيم الدرامية ليست حكراً على أحد وفي استطاعة أي كاتب ان يستوحي فكرة ما سبق وان قدمت عبر الروايات أو الأفلام والمسرحيات شريطة ان يقوم بمعالجتها معالجة مغايرة حسب رؤيته وخياله كمؤلف، ومن شاهد حلقات «أم البنات» إلى النهاية سيعي ان قصة المسلسل لم تكن صورة مستنسخة من «سي السيد»، كما ان الكثير ابدى ملاحظته لأن الفكرة الأساسية خيالية ولا تتماشى مع الواقع الحالي في ظل التطور الهائل الذي حل بالمجتمع الكويتي قاصدين المعاملة المستهجنة من قبل الأب عقاب مع زوجته والبنات، ولكني أرى وفي ظل تكرار القيم والأفكار بشكل ملحوظ اننا بحاجة ماسة إلى أفكار جديدة وغير مستهلكة حتى ان كانت غير واقعية لكنها تنتقد الواقع بأسلوب غير مباشر وما لا يعلمه الكثير ان الدراما ليست بالضرورة ان تطابق الواقع بقدر ما تكون محاكاة له من خلال حواديت وقصص خيالية في ذهن المؤلف، ونستطيع ان نستشهد بهذه النظرية بمسلسل «على الدنيا السلام» الذي اعتمد في فكرته الأساسية على قصة خيالية ويستحيل ان تكون من واقعنا المحلي، ولكن العمل تطرق إلى نماذج حية وتنبض بالواقعية عبر فكرته الفنتازية، وفي مسلسل «أم البنات» ارادت هبة ان تعبر بالأسلوب السلطوي الذي يتبعه عقاب مع أسرته النسائية بان المرأة الكويتية ما زالت تعاني من قيود المجتمع الذكوري، وأنها في نظره كائن ناقص وأقل دراية وحكمة في تسيير أمور الحياة، فعلى الرغم من التحرر الشكلي الكبير الذي نالته المرأة في المجتمع فإن جوهر التحرر ما زال يتعرض لعراقيل وهجمات شرسة من بعض الفئات على سبيل المثال، التي ما زالت تنظر إلى المرأة التي تختلط مع الرجال حسب ما تقتضيه حاجات الحياة نظرة دونية، وخير دليل هو البيان الذي تم نشره قبل بضع سنوات من أمين عام جمعية الاصلاح معبراً عن نظرته باختلاط المرأة مع الرجل واقحم الاختلاط على مقاعد الدراسة في الجامعة بانه يسبب ارتفاع نسبة الطلاق لان الرجل سيشك في زوجته التي تعمل في مجتمع مختلط، بالاضافة إلى ان معظم الرجال يستنكرون وبشدة المرأة التي تعود إلى بيتها في وقت متأخر نسبياً في الليل حتى ان كان السبب أو المبرر مقنعاً، ولكنه سلوك غير عادي والجميع يعلم بالقرار الذي صدر بعدم عمل المرأة بعد الثامنة مساء ناهيك عن العراقيل والعقبات التي واجهت المرأة قبل دخولها إلى قبة البرلمان الكويتي، كل هذه الدلائل الحية في المجتمع تشير إلى تقيد المرأة حتى وقتنا الراهن بسلاسل الرجل الذي يظن بان المرأة ناقصة الأهلية ولا يمكن ان تعتمد على نفسها أو ان تتفوق عليه، وهذا ما رأيناه في «أم البنات» عندما جن جنون عقاب بعدا ن علم بان زوجته شريفة بدأت تجني ثمرة نجاحها في الحياة بعيداً عنه وعن سطوته، وحاول ان يدمر نجاحها بأي شكل حتى يثبت لها انه من غيره لا تستطيع ان تعيش، لكن شريفة تحققت رؤياها عندما التهمت عباءتها السوداء وتحررت من عقاب.
هنات هبة
ومع اني لست من شبّه العمل بالفكرة الخيالية والمستنسخة من «سي السيد» الا ان العمل يحتوي على الكثير من المبالغات في الطرح وسير الأحداث.
ومن خلال متابعتنا الدقيقة لأحداث العمل نستشف استسهال المؤلفة في خلق الحدث الدرامي السليم للعمل، على عكس منطقية الأحداث في عملها الماضي «فضة»، وقد أثارت الحلقة الثانية ضجة بين المشاهدين عندما حاولت طيبة الهروب الساذج من ابيها لكي تكمل دراستها في الخارج، فما حدث لم يكن مقنعاً على الإطلاق، ولا نبالغ ان وصفنا هذا الحدث أنه أكبر هفوة في العمل. اعتقد ان هبة لجأت الى هذا الحدث منذ بداية العمل لكي توجد عنصر التشويق، مثل ما انهت حلقتها الأولى في مسلسل «فضة» بمحاولة اختطاف فضة من قبل رجل استغل سذاجتها العقلية، ولكن وكما يقال «مو كل مرة تسلم الجرة»، فالتشويق المنشود في بداية الأحداث لم يكن تشويقا بقدر ما كان تخريباً للأحداث.
وبعد ان علم طليق الدكتورة سعاد بأن طليقته لها علاقة مشبوهة بعد ان ابلغته ابنته انها تتحدث ليلا مع رجل، وبعد ان سمعها شخصيا عندما وصفته بحبيبها وهو مختبئ خلف الجريدة يأخذ الطفلة منها ويرعاها، ومن ثم من غير مبررات منطقية وسليمة يحاول التقرب اليها راجياً العودة إليه من جديد كزوجة، رغم ان الأحداث لم تبين انه علم بأنها كانت على علاقة زوجية وليست رذيلة، كما كان يعتقد، وهنا يكمن عنصر الاستسهال الذي انتهجته هبة في الكثير من أحداث العمل دون علمها بأن المشاهد أوعى كما تعتقد، ومن خلال سياق الحوار علمنا بأن البنت الكبرى حصة بلغت الخامسة والثلاثين وان ابن العمة شمة يبلغ عشرين عاماً، فكيف كان زواج وانجاب العمة بمنزلة السر للأخوات الكبار، هل يعقل ان تتزوج العمة وتخرج من المنزل وحصة التي يفترض ان تكون وقتها ذات الخمسة عشر عاماً لا تعي ما يدور في المنزل؟ كما ان العمة شمة بدت بمثل سنها رغم انها يفترض ان تكون أكبر منها بكثير، وهي ليست غلطة الكاتب بقدر ما هي غلطة المخرج عارف الطويل في اختيار الشخصية، ولا نبالغ ان قلنا إن عارف نفّذ الورق المكتوب تنفيذا يخلو من لمساته وابداعاته كمخرج.
كما انني اتساءل كيف قبل ان تقدَّم المرأة العجوز والدة المحامي بهذا الماكياج الساذج وكأنها تقدم عرضاً في رياض الأطفال، العجوز رغم الشيب الذي يغطي شعرها والنظارة السميكة التي حاولت تكبير عمرها لم تمنع ملامح وجه الشخصية الشابة من البروز أمام الكاميرا، ألم يجد فريق العمل امرأة كبيرة للقيام بهذا الدور؟
نجاح المرأة الكويتية
لم تكن أو قد تكون مصادفة غير محسوبة وغير مخطط لها ان تدخل المرأة الكويتية البرلمان الكويتي أثناء تصوير ومونتاج مسلسل «أم البنات» فالانتصار الذي حققته المرأة يتشابه إلى حد بعيد مع انتصار شريفة في أحداث العمل على الرجل الذي حاول جاهداً منعها من أبسط حقوقها في سبيل العيش، ومن بعد فوز المرأة السياسية وفوز شريفة في نهاية العمل يفوز «أم البنات» بثقة الجمهور الذي منحه الصدارة في المتابعة ليحقق انتصاراً آخر للمرأة الكويتية. http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=26092009
|
| |