[بن عـيدان]

عشقت الراحلة عايشة ابراهيم المرطة الغناء منذ كان عمرها ثماني سنوات، تلقت تعليمها في مدارس النور والامل المعاهد الخاصة بعد ان فقدت بصرها في سن السابعة بعدما اصيبت بمرض «الجدري» فمنذ ولادتها توفي والدها وعاشت تحت في رعاية خالها سالم المرطة، وهي من مواليد حي «القبلة» فريج الفوادرة عام 1931 تقريبا.



حنجرة ذهبية



تمتلك المرطة صوتا ومكانة فنية ذات طراز فريد حيث توجت بلقب ملكة الغناء السامري على الرغم من العراقيل التي واجهت مسيرتها من العادات والتقاليد حيث اصرت وهي في سن 14 عاما على الالتحاق بفرقة عودة المهنا سرا حتى لا تواجه المشاكل الى ان اصبحت عضوة رئيسية من اعضاء فرقة المهنا الغنائية لما تمتلك من قدرات وموهبة فنية لا مثيل لها.



هي والزواج



وعندما بلغت 17 عاما تزوجت من راشد جمعة بوفتين واقنعت زوجها بالغناء وقد كان من اكثر المعارضين ولكن مع رغبتها وافق الزوج على استمراريتها في المجال الفني، وبدأت الغناء في حفلات خاصة قبل ان تلتحق بالاذاعة حيث اجيزت في عام 1970 كمطربة.



تجويد القرآن



وكانت المرطة قد تلقت دروسها في تجويد القرآن الكريم الى جانب الحساب والكتابة والقراءة الا انها تميزت بقدرتها الفائقة في تجويد القرآن الكريم بصوتها الناعم.



تطور فنانة



في عام 1971 قدمها الاعلامي عبدالله المحيلان في برنامجه التلفزيوني «للمشاهد مع التحية» حيث اكدت خلال حديثها رغبتها الشديدة في الغناء المطور مع فرقة موسيقية او ملحن قادر على ايصال صوتها الى الجمهور.



كوكب الشرق



وكانت الراحلة المرطة مغرمة بالسفر الى القاهرة حيث التقت الراحلة كوكب الشرق ام كلثوم التي اشادت بها كموهبة فنية كويتية، وقد كانت بدايتها مع الاغاني المطورة فغنت «حكم الهوى» و«انا يا خلي» من كلمات مبارك الحديبي والحان يوسف المهنا، ومن ثم اغنية مع كلمات يوسف المنيع «نسى عشرتي» والحان عثمان السيد.

وعام 1975 قامت عايشة المرطة بتسجيل 26 اغنية شعبية مع فرقة عودة المهنا، واكثر من عشر اغنيات من الفرقة الموسيقية باذاعة الكويت، ومن الاغنيات التي لاقت النجاح الكبير انذاك اغنية «بلعون» من كلمات مبارك الحديبي والحان يوسف المهنا وتقول فيها:



بلعون ماني عقيهم مرتاح

مدري شسوي ضاعت افكاري

هم عودوا قلبي على الافراح

واليوم مالي عندهم طاري



وتخطت شهرة المرطة الكويت الى الخليج والوطن العربي بعدما سجلت اغنياتها في اشرطة كاسيت ووهبت نفسها للفن والأغنية وحققت امنياتها الفنية فكان رصيدها «128» اغنية مطورة في الاذاعة والتلفزيونو و«130» اغنية شعبية مع فرقة المهنا والى جانب تميزها بالفن السامري وقدمت الصوت والخماري وتعاونت مع نخبة كبيرة من الكتاب والملحنين.



موقف صعب

وعندما واجهت المرطة الجمهور لأول مرة على خشبة المسرح شعرت بحرج شديد حيث الاختلاف الكبير ما بين جمهور الاعراس وجمهور المسرح وكان السبب في ذلك فقدان بصرها وصعوبة وصولها الى المسرح، وهو ما يؤكد انها انسانة تحدت الكثير من اجل ان تحقق ذاتها في وقت غابت فيه الاصوات النسائية الكويتية عن الغناء، ولكن تشجيع الجمهور كان دافعاً كبيرا لتطور ذاتها وتحدي الصعاب لتكن اول مطربة كويتية تغني مع فرقة موسيقة.



أبرز الأغنيات

وكانت اغنية «ياليل دانة» من باكورة اعمالها من كلمات ماجد سلطان والحان خالد الزايد، واغنية «البارحة» و«ودعتك الله» من كلمات مبارك الحديبي والحان خالد الزايد وتقول فيها:



ودعتك الله يا حبيب الروح

أمانة اللي ما سالت عينه

وان كان ما عندك غرض لا تروح

فرقا السفر يا حبيب شينه



صراع مرير



وفي يوليو 1978 شعرت عايشة المرطة بألم شديد سافرت على اثره الى باريس لتلقي العلاج هناك، ومن ثم عادت الى الكويت وادخلت مستشفى الصباح ولكنها سرعان ما توفيت.