[( الذكي )]

رغم القساوة والشر التي يظهرهما النجم علي جمعة في أدواره التمثيلية، إلا أن له مكانة خاصة في قلوب جمهوره، وتقبل لما يقدمه من أدوار و«أفيهات»، نتيجة لإحترامه لعمله وجمهوره وإجادته لأدواره ما أدى إلى ترسيخ هذا الحب في قلوب جمهوره، كما لمس ردود أفعال إيجابية منهم فيما قدمه من أدوار آخرها في مسلسل «دمعة يتيم» بتأديته لدور البخيل القاسي.
«الراي» استضافت الفنان علي جمعة في «ديوانية الراي» لمدة ساعة من الزمن تحاور بها مع جمهوره عن سر قلة مشاركاته التلفزيونية والمسرحية، وحبه لأدوار الشر بالإضافة إلى الكثير من النقاط المهمة التي أشار إليها في الحوار التالي:

• قليلة هي مشاركاتك الفنية... ما السبب؟
- لا يهمني الكم بقدر الكيف، كما أنني لا أجازف في خسارتي لجمهوري في سبيل الاشتراك بأي عمل كان، فالعمل الجيد ونصه من أهم العوامل التي تجذبني نحو المشاركات الفنية هاملاً أي عناصر أخرى سواء كانت المادة أم الأسماء المشاركة معي.
• وماذا عن المسرح الذي انقطعت عنه لسنين عدة؟
- أنا متعطش للمسرح ولنصوصه المتميزة السابقة، وقولي لذلك لا يفسر انتقاد وذم الأعمال المسرحية الحالية، ولكنني أعتقد أنني أحتاج لنص وعمل مسرحي مميز يترك بصمة لدى الجمهور بعد هذا المشوار الطويل.
• ألن تخوض مجال الإنتاج الفني لإنتاج ما يرضيك من أعمال فنية؟
- خوضي وغيري للإنتاج ليس حلاً في تعديل وضع التلفزيون والمسرح، كما أنني لا أرى الإنتاج خطوة سهلة، لاسيما أنه يحتاج لتركيز وإهتمام بالعمل الفني وعناصره بالكامل، وأعتقد أن فكرة الإنتاج ستراودني متى ما توفر لي نص جيد لأنه همي الأول والأخير.
• ما معايير النص الجيد في نظرك؟
- النص الجيد هو النص الذي يلم بمشاكل اجتماعية مهمة بعيدة عن الإساءة للمجتمع الكويتي عموماً وللبنت الكويتية خصوصاً والتي باتت تسيء إليها الأعمال التلفزيونية الأخيرة بشكل جارح، وبالإضافة إلى ما سبق ذكره، على مؤلفي الأعمال التلفزيونية كتابة النصوص بتمعن ووقت طويل قد يمتد لعام وأكثر حتى تصنف نصوصهم ضمن الأعمال الجيدة.
• ما سر تغييرك لنبرة صوتك في شخصية «سعد» بمسلسل «دمعة يتيم» والذي قد ينزعج منها البعض؟
- لقد أشاد بهذه النبرة الكثير ونالت على إعجابهم، لدرجة أن اتصلت بي إحدى الأمهات لمجرد سماع هذا الصوت، وبرأيي أن لابد أن تكون بشخصية البخيل تركيبة خاصة، وملامح تلك الشخصية لم تأتي إعتباطاً، فقد سبقت تصويري للمشهد تحضيرات وجلسات مع بعض البخلاء اقتطفت بها ملاحظات مهمة عن تلك الفئة.
• وما سبب اختيارك لهذا الدور في مسلسل «دمعة يتيم»؟
- أفضل تلك النوعية من الأدوار المركبة، وإنه لشيء جميل في أن يتقدم لي دور مفصل لي على وجه الخصوص من الكاتبة القديرة حياة الفهد، أعطتني الثقة به وأضفت عليه بعض «البهارات» الكوميدية لكسر حدة قسوة الشخصية.
• ألم تندم على تأديتك له لاسيما أن الجمهور قد يكرهك في تلك الأدوار الحقودة؟
- على العكس فكهرههم لي دليل على إتقاني للدور، وأنا أبحث عن تلك الأدوار التي تتسم بالشر والحقد، لما فيها من عبرة مهمة في النهاية، وأكبر دليل ما واجهته من مواقف مؤثرة من الجمهور من بينها اتصال وردني من البحرين من شخص طلب حضوري لامرأة توفى زوجها بسبب قهره على إدمان ابنه، وقد تفاجأت عندما حضرت إليها بشكرها لي كثيراً لأنني أعدت لابنها الحياة بعودته للسلوك السليم -كما قالت- بعد رؤيته لمسلسل «دروب الشك» ودور المدمن الذي أديته، هذا بالإضافة إلى موقفي مع الأسر الست التي أخرجت أمهاتهم من دور الرعاية بعد مشاهدتهم لمسلسل «الخراز»، وأتمنى أن أواجه مثل تلك المواقف بعد مشاهدة الجمهور لمسلسل «دمعة يتيم»، لاسيما أن طبع البخل موجود بكثرة في المجتمع الحالي.
• كيف ترى ردود الأفعال حول مسلسل «سارة»؟ وهل أخذ حقه في المشاهدة أم لا؟
- زحمة الأعمال العربية والمحلية تهضم حقوق بعض الأعمال والتي من بينها مسلسل «سارة»، ولأن الكيف أهم من الكم فلا يبرز خلال الشهر الكريم إلا عملين أو ثلاثة.
• هل نفهم من ذلك أنك لا تؤيد عرض الأعمال في شهر رمضان؟
- أنا ضد الحصرية في الأعمال والذي تحول دون متابعتها لتضاربها مع أعمال أخرى، وأكبر دليل على ذلك هو مسلسل «الخراز» الذي لاقى نجاحا كبيرا بعد عرضه على القنوات الفضائية الاخرى التي تلت العرض الحصري في شهر رمضان.
• هل جاء تأخير مسلسل قلوب حائرة كان من صالحك؟
- بالفعل فقد تمنيت أن يعرض بعد شهر رمضان، ومسلسل «سارة» كذلك حتى يشاهده الجمهور بإمعان.
• ماذا عن نشاطاتك في مجال الاخراج؟
- أتمنى اخراج برامج تحوي أفكار جديدة تختلف عن البرامج الحوارية، لذا قدمت لتلفزيون الكويت أخيراً بعضاً من الأفكار الكوميدية الغريبة إحداها لبرنامج «كاميرا خفية».
• وما رأيك بمستوى تلفزيون الكويت الحالي؟
- دخل تلفزيون الكويت حلبة المنافسة أخيراً مع القنوات الفضائية الأخرى رغم أنه تلفزيون حكومي وتحكمه بعض الخطوط الرقابية، فخطوته في عرض الأعمال المحلية فقط خلال الشهر الكريم المنصرم دون غيرها من الأعمال كانت ناجحة بشكل متقن، وأتمنى أن تتكرر تلك الخطوة في المواسم المقبلة.
• دائماً ما نجدك مضيفاً للكوميديا الخفيفة على أعمالك التراجيديا، هل يعود ذلك لاشتياقك للكوميديا ورغبتك في استغلالها؟
- أنا ضد عملية إقحام الكوميديا في المسرح والتلفزيون، وإضحاك الجمهور لمجرد الإضحاك، ولكنني أبحث عن كوميديا الموقف التي يفتقر إلى كتابتها معظم كتّاب اليوم، والتي يكون بها الموقف مصدراً للضحك، وهذا ما يحدث معي في أعمال القديرة حياة الفهد التراجيديا عند تجسيدي للادوار التمثيلية ذات الملامح الكوميدية، إذ أضيف عليها بعض «البهارات» الكوميدية بحذر شديد خشيةً من المبالغة بها.
• رغم أنك أحد أمناء مهرجان «محمد عبدالمحسن الخرافي» ومتابع للحركة المسرحية إلا انك غائب عن المهرجانات المسرحية ما السبب؟
- أتمنى المشاركة في هذا النوع من المسرح، ولكن منصبي في مهرجان «الخرافي» وبعض الإرتباطات الفنية تحول دون إرتباطي في تلك الأعمال المسرحية.
• ما سر غيابك عن أعمال أسرة المنصور الفنية؟
- توقف «عيال» المنصور عن العمل مع بعضهم البعض بعد وفاة أخيهم المخرج عبدالعزيز المنصور، وذلك لشدة تأثرهم بهذا الحدث، فقد كانت لعبدالعزيز مكانة خاصة لدى أغلبية الفنانين ووفاته أمر صعب نسيانه، وقد يكون هناك تعاون معهم في عمل جديد قريباً.
• بعد تجاربك الفنية مع مؤسسة «سكوب سنتر» ألم يعرض عليك الاحتكار يوماً؟
-لا.. فالاحتكار صعب بالنسبة لي، وأتمنى أن يكون حصراً على الشباب فقط، لاستغلال طاقاتهم الجميلة بشكل مفيد قبل نفاذها مع طول انتظار حصولهم على الفرص، فشباب اليوم يتحلى بالموهبة الفريدة والدليل على ذلك هو تميزهم في شهر رمضان المنصرم من بينهم الممثلان عبدالله الطراروة وفهد باسم عبدالأمير اللذان شاركاني التمثيل في مسلسل «دمعة يتيم» وأعجبت بأدائهما، ونصحتهما بالمحافظة على هذا المستوى وعدم الانجراف لأدوار المظاهر و«الستايل».
• ألم تفتقد مسرح الطفل بعد مشاركاتك المميزة به؟
- لقد افتقدت المسرح بشكل عام، فهو عشقي الأول وملعب الفنان الحقيقي الذي يكشف مدى قدرته على التمثيل وسط اتصاله المباشر مع الجمهور، ولكن مسرح الطفل الحالي لا يسمى مسرحاً بل «سيرك» قائم على قصاصات ورقية رغم أنه أخطر أنواع المسارح للأسف، وإنه بالفعل أمر غريب في أن يحصل منتجو تلك «القصاصات» على مسارح رغم الأخطاء العديدة التي تتخلل أعمالهم، لذا رفضت العمل بمسرح الطفل بعد ملاحظتي لهذا المستوى المتدني في التمثيل والألفاظ التي يتفوه بها ممثلو مسرح الطفل للأطفال، فهذه هي كارثة وأتمنى أن تتوقف في أسرع وقت.
• وكيف ستأتي هذه الوقفة؟
- قبل تكثيف الرقابة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يجب أن يكون الممثل رقيبا على نفسه ويحترم الجمهور ويعتبرهم من أهله حتى لا يسيء إليهم.
• كيف ترى القضايا التي تطرح في الأعمال الحالية من حيث المبالغة من عدمها؟
- سأتحدث عن المنطق وغير المنطق في الأعمال الحالية خصوصاً الأعمال التراثية منها والتي تحتاج لمراجع للتراث وللأزياء لتلك الحقب الزمنية المهمة، هذا بالإضافة إلى بعض الأخطاء التي يرتكبها الممثلون وتنسب إلى الكاتب مع الأسف، من بينها دخولهم للغوص بشعر كثيف وشكل حديث، وارتدائهم لأفخم الأزياء سواء في تأديتهم لدور الغني أم الفقير.

لقطات

* ذكرت إحدى المتصلات جملة شهيرة لجمعة في مسرحية «بو سند في باريس» الأمر الذي أدى لضحك واستغراب الجميع.
* أشاد أحد المتصلين «بأفيهات» جمعة في أعماله وقال له «لا تحرمنا من حركة حنكك الشهيرة» والتي أداها في مسلسل «القرار الأخير».
* بعد ملاحظة الجمهور للقدر الكبير من الجبن والزيتون الذي تناوله جمعة في مشاهد مسلسل «دمعة يتيم»، دعا المتصل بو علي الضيف على مطعمه الخاص لتناول ما يرغب به من لحومات وأسماك، فكشف جمعة أنه لم يكن يأكل الطعام بل يمضغه فقط.
* تطرق أحد المتصلين لموضوع تقمص الشخصيات فرد جمعة ضاحكا «لو كنت أتقمص شخصياتي لوفرت من معاشي بعد تأديتي لدور البخيل».









[[ المصدر ]]

http://www.alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=159183