االوحدة و الفارغ كلمتان شقيقاتان و متتابعتين بالنتائج و ذو حدين و يمكن استثمارهما ضمن هذان الحدين خيرا كان ام شر.
كلاهما احساسان و شعوران يلبسان الانسان فإما أن يقودانه إلى الصواب أو الى الخراب.
من مأثر الوحدة و الفراغ انهما قد يكونا حاضنة لافكار ابتكارية جديدة تعود له و لمجتمعه بالنفع أو إعادة هيكليلة فرد أو مجتمع أو إعادة وجهات نظر خاطئة. أو و الاهم زيادة التقرب من الله و بالتالي الخشية منه . و هل نسيتم كم كان الرسول عليه أفضل الصلاة و السلام يختلي بنفسه في غار حراء عن أعين قبيلته للتقرب لما هو كان قادم. فالوحدة تؤدي إلى الخلوة و بالتالي الى صفاء النفس و بالتالي يحدث اتصال مباشر مع الله و يزداد قربه منه و بالتالي يصبح ضمن العناية الالهية.فهنا من اضروري ان يترافق الفراغ مع الوحده و يعني الفراغ بالزمن و المكان ليستثمره ضمن هذا الاطار. و لا ننسى حديث الرسول عليه الصلاة و السلام:" اغتنم خمسا قبل خمسا: فراغك قبل شغلك" يعني الفراغ هنا نعمة يجب ان نصونها و نوجها ضمن ااطارها النفعي.
و لكن يوجد ايضا سلبيات للوحدة والفراغ قد يؤديان إلى الانحراف عن جادة الصواب:
يعيش الانسان أحيانا مع مجتمع قريب له و يتفاعل مع مجتمعه و لكن عندما يخلو إلى نفسه يجد نفسه وحيدا بافكاره بمعتقداته و طريقته بالحياة و يعلل السبب في ذلك هو عدم وجود لغة تفاهم و تقارب مع من من حوله فهو يغني بوادي و هم يعزفون بوادي اخر.
يصبح الانسان وحيدا عندما يصاب بصدمات قد تكون عاطفية نتيجة لخيانة حبيب او صديق او اخ فيؤثر الوحدة عن الاجتماع و هنا قد تؤدي هذا النوع من الوحدة إلى الفراغ و يمكن هنا أن يكون الفراغ غير مستحب لان قد يجره إلى تيارات الانحراف عن جادة الصواب.فالفراع قد هنا يكون الارض المناسبة لنمو الاحلام و الخيالات التي لا تمت الى الواقع باي صلة. أو الخلوة المناسبة لنمو الاثام و الذنوب و خصوصا هؤلاء الذين يعانون من صغر النفوس.
االوحدة من هذا النوع ستؤدي إلى الفراغ السلبي الذي يتجسد بالفراغ النفسي او العاطفي أو الروحي و بالتالي لن توجد قوة في العالم تسطيع ملئ هذا الفراغ الروحي و هذا الفراغ قد يقتل صاحبه لان حياته تتسم بالقلق و الاضطراب و تراها مهددة . لا تعرف معنى الراحة و الاستقرار و يخشى عليه من التعرض للامراض العصبية و الكئابة و قد تكون تطور هذه الاسباب سببا للانتحار ما عاذ الله.
و باعتقادي الفراغ الروحي يأتي من اشباع حاجات الجسد و رجوح كفة ميزانه عن الروح . فالانسان خلق من عنصرين الطين التي تتمثل بغرائز و حاجات الانسان الطبيعية من اكل و شراب و جنس ضمن الحدود التي حللها الله و العنصر الاخر هو الروح التي تتمثل بفكرو عقل الانسان و احاسيسه و مشاعره. ماذا يحدث الانسان بطبعه ميال إلى حاجاته الارضية و لكن يغالي في طلبه لها و بالتالي يبدأ يخلد إلى الأرض و يبتعد رويدا رويدا عن الروح الموجدودة في السماء في عالم الروحانيات و بالتالي تبدأ الروح بالمعاناة ضمن حبسها في سجن الجسد فتتأزم و تتألم إلى تصل إلى هذا الفراغ.
الاسلام كان الدين الوسط بين ماديات اليهود و روحانيات المسيحيين. فأعطى للجسد حقه و للروح حقها و من أجل تحقيق التوازن بينهما يجب عدم المغالات في حاجات الجسد او الروح.
هذه مجرد وجهة نظر ..
و اسفة على الاطالة.
مع تحياتي
|