[الـبـحـريـنـي]

«أم البنات».. مسلسل ناجح أعاد لتلفزيون الكويت جمهوره «القاطع» !



لا يختلف اثنان في الرأي أن مسلسل «أم البنات» لقى صدى كبيرا في شهر رمضان الفائت سواء على مستوى الخليج أو الوطن العربي، ويرجع السبب في ذلك إلى تألق الكاتبة الكويتية هبة حمادة في تسليط الضوء على عدد من المشاكل التي يعيشها المجتمع، كما يرجع الفضل إلى تميز نجوم العمل في ايصال شخصياتهم الى الجمهور، إضافة إلى أن الفكرة جديدة بمضمونها حيث انها مكتوبة بعناية وواقعية وكانت لها بصمة مميزة على خارطة مسلسلات شهر رمضان كما سلطت الضوء على إرادة المرأة وعلى جوانب أخرى من ملحمة الحياة والوجود والتحدي والارادة، عملت على اختزالها الكاتبة حمادة، وبلورتها في كم من الشخصيات والأحداث، التي تذهب بعيداً في رصد كفاح المرأة من أجل الكينونة والبقاء والاستمرارية وبناء ذاتها وأسرتها وأيضاً مجتمعها، متجاوزة للعقبات كافة التي تعترض مسيرتها.
إن مسلسل «أم البنات» يعتبر دراما اجتماعية عن أم تعاني من سيطرة زوجها وجبروته وتحاول أن تنأى ببناتها الست عن صعوبات الحياة وتحميهن من تسلط والدهن وجبروته، ويبدو أن نص «أم البنات» يأتي في إطار التوجه الذي اعتمدته الفنانة الكويتية في الدفاع عن حقوق المرأة، ومما جعل المسلسل مميزا هو ظهور الفنانة سعاد عبدالله على «طبيعتها» في هذا العمل، كما أنها بطريقتها سلطت الضوء على عدد من الأمور التي كانت تخفى على بعض الفنانات الموجودات في الساحة، وذلك بطرحها هذا العمل البسيط، ولكن الكبير فيما تضمنه من أفكار تفيد المجتمع، وللعلم ان العمل كان يعرض على تلفزيون الكويت الذي وصفه بعض الفنانين بأنه «مات»، ولكن العمل نجح وهذا أكبر دليل على أن العمل الجيد يفرض نفسه ولو كان على أي قناة تلفزيونية كما أن اختيار البنات الست كان في محله والجيد في هذا العمل هو إدخال بعض الوجوه الجديدة مثل الفنانة الشابة هيا عبدالسلام التي تميزت من خلال دورها في المسلسل ولكن لا أعتقد ان الحظ حالفها في باقي أعمالها التي طرحت كونها ركزت وصبت كل اهتمامها في عمل «أم البنات» وهذا ما جعل هذا الدور يحقق نجاحا كبيرا على مستوى الخليج والوطن العربي، كما أن بساطة دور شجون الهاجري جعلتها تتألق كما أن شخصية الفنانة مرام وبثينة الرئيسي وكافة أفراد وفريق هذا العمل ركزوا كل اهتمامهم على الإجادة، لذلك حالف النجاح العمل ولكن ما لم يكن طبيعيا هو اختيار مشاعل الزنكوي في دور زوجة الأب فهو دور لم يكن مناسبا لها، وكان من المفترض إعطاء هذا الدور لفنانة أخرى مسيرتها من مسيرة الزنكوي لأن مشاعل كانت تبالغ في بعض المواقف وبالعربي «مو لايق» عليها هذا الدور، فهي قدمت عددا من الأدوار في عدد من المسلسلات ولكنها لم تترك بصمة في الساحة، وفي النهاية أقدم الشكر الجزيل لكل من ساهم في إبراز هذا العمل لأنه وبصراحة ترك بصمة في ونفوس الكثيرين .


جريدة الدار

http://www.aldaronline.com/AlDar/AlD...rticleID=75814