جاسم النبهان: الدراما الكويتية حققت قفزات نوعية وتنافس الآن بقوة
يرى أن الفضائيات وقعت في الحروب والصراعات الفنان جاسم النبهان رئيس مجلس ادارة فرقة المسرح الشعبي من الفنانين الذين يتمتعون برصيد كبير من الحب في قلوب الجماهير قدم في رمضان الماضي ثلاثة اعمال درامية هي للأسرار خيوط ورسائل من صدف وسوق واجف وقد تلقى ردود افعال طيبة من داخل الكويت وخارجها وفي هذا اللقاء يؤكد بو طلال ان الدراما الكويتية حققت قفزات نوعية وان القادم افضل مطالبا تلفزيون الكويت بالعودة إلى الانتاج الذاتي والتفاف الفنانين حوله ودعمه. واشار النبهان إلى ان تركيز الدراما في رمضان ليس ضد ربحية الفضائيات ولكن يجب ان تكون الربحية على أسس ومعايير. ردود أفعال
> بداية بوطلال كان لك وجود طيب في رمضان الماضي عبر العديد من الاعمال فكيف تصف ردود الافعال التي تلقيتها على مسلسلاتك وكيف تنظر لها بعد عرضها او اعادة عرضها مرة أخرى؟
- في الحقيقة اود ان أهنئ الجميع بمرور هذه الايام المباركة رمضان وعيد الفطر بخير وسلامة وامن وامان واقول لكم جماهيري كل عام وانتم بخير وعسى الله يديم علينا نعمة الامن والامان في هذا البلد الطيب، اما بالنسبة للدراما التلفزيونية التي قدمتها هذا العام فكانت ثلاثة اعمال هي للأسرار خيوط ورسائل من صدف وسوق واجف والحمد لله كانت اعمالا جيدة ومتميزة وتلقيت ردود افعال طيبة سواء عبر المسجات او الاتصال المباشر او خلال لقاءاتي مع الجماهير في الشارع او المجمعات وهذه الردود الطيبة اثلجت صدري كثيرا. > حدثنا عن عملك للأسرار خيوط تحديداً؟
- هذا العمل عرض على شاشة تلفزيون الكويت وان كان ليس من انتاجه وانما هو انتاج اماراتي وكما قلت ما أثلج صدري ان ردود الافعال لم تقتصر على الجماهير داخل الكويت وانما على مستوى الخليج ومن الأمور الطيبة ان «للأسرار خيوط» عرض على ست قنوات عربية ما زاد رقعة مساحة المشاهدة له وزاد ايضا من تفاعل الجماهير اكثر وقدمت شخصية اعتز بها حول الانسان المرتبط بارضه ولا يفرط فيها مهما كانت الضغوط او الاغراءات ولا يقايض عليها لاي سبب كان فهنا انت تلعب على وتر الهوية العربية والتمسك بارضك وتراثك وهويتك ففوجئت باتصالات من ليبيا وبريطانيا ورسائل sms الحقيقة اسعدتني واشكر القنوات التي عرضت هذا العمل لانها اوصلت قضيتنا كمجتمع عربي متكامل فالعمل يحمل رسالة ولا يخدش الحياء ويحترم الشهر الفضيل بقدسيته وما كنا نقدمه في السابق في تلفزيون الكويت مثل مدينة الرياح وعلي بابا والاربعين حرامي وعلاء الدين فهي اعمال لفتت الانظار لارتباطها بالتراث العربي وفي الوقت ذاته فيها اسقاط على الحاضر فاعتقد ان «للأسرار خيوط» على شاكلة هذه الاعمال التي تعيش طويلا وترتبط بها الجماهير وهذا هو ما نريده. دراما رومانسية
> وماذا تقول عن «رسائل من صدف» والذي عرض على شاشة الراي هذا العام؟
- رسائل من صدف عمل اجتماعي متميز واطلق عليه دراما رومانسية اجتماعية حيث يرصد العلاقات الجميلة بين الجيران وكيف كنا نتعاون، هذه العلاقات هي محور هذا العمل في اطار رومانسي اجتماعي رائع وجميل فالصداقة والحب التي ربطت بين الجيران وبعضهما البعض هي جزء من الرومانسية فالرومانسية ليست الحب بين العاشقين فقط وما إلى ذلك وطرح العمل مقولة مهمة هل يستطيع مجتمعنا أن يعيش مثل هذه الرومانسية الاجتماعية في زماننا هذا بعد أن طغت عليه الماديات واقتحمت حياتنا الأسرية أفكار غيرت النمط الاجتماعي والتواصل بين الناس. إذن الكاتب عبدالعزيز الحشاش نجح من وجهة نظرك في تحريك الحنين إلي هذا الزمن الجميل والمطالبة بعودته؟
- الحشاش كاتب شاب واعد وله مستقبل مشرق إن شاء الله وكتب عملا متميزا وطرح مقولاته بعفوية وتلقائية وبساطة وتضمن قضايا خطيرة طرحت بذكاء ودون إسفاف أو خدش للحياء، فالترابط الأسري وعدم تفسخ المجتمع هو ما أراده عبدالعزيز وجسدناه على الشاشة وتفاعلت معه الجماهير بقوة. > كيف ينظر النجم الكبير جاسم النبهان لهذه الطفرة الشبابية من الكتاب الجدد أمثال هبة مشاري حمادة وعبدالعزيز الحشاش وقبلهما فاطمة الصولة وضيف الله زيد؟
بدون شك ننظر لهم بكل تقدير واحترام وفرح وسعادة بكتاباتهم ودعني أقل لك إن المرأة الكاتبة حققت نجاحات كثيرة في مجال الدراما الكويتية وهذه الطفرة ليست غريبة أو وليدة الصدفة بل هي نتاج طبيعي للمكتسبات التي تحققت في فترات سابقة بعد أن عايش قضايا مجتمعهم واستطاعوا التعبير عن مشاكل هذا المجتمع وقضايا فقدموا أعمالا قريبة من المجتمع الذي يعيشون هذه القضايا تنعكس أيضا على المجتمع العربي لأن المجتمعين الخليجي والعربي متقاربان جدا فالإنسان العربي يعاني قضايا متشابهة ومتشابكة فالأديبة والكاتبة الكويتية عبرت عن مجتمعها بصورة متوازنة وجيدة وأقرب إلى الواقع وخارج من نسيج هذه المجتمع. > وما رأيك في من يقول إن بعض هذه الأعمال مقتبسة؟
- ولنفرض أن هناك أعمالا مقتبسة فكما قلت المجتمع العربي متشابك ومتشابه القضايا وأذكر أنني شاركت في عمل مقتبس للكاتبة فاطمة الصولة هو رجال يبيعون الوهم كانت جملة الحوارية ومفرداته مرتبطة بالبيئة المحلية والخليجية فأنا لا أرى أن هناك مشكلة في ذلك .. لكن ما أود الإشارة إليه هو أن بعض الأعمال التراثية التي يتصدى لها الكاتب يجب أن يعلم أن المفردات التراثية متصلة سواء على مستوى المفردة اللفظية أو البيئة المحيطة والإكسسوارات والملابس والإيماءات والحركات فكلها مترابطة وتقول إن هذا العمل تراثي سواء كان من التراث المحلي أو الخليجي أو حتى العربي فهناك مفردات معينة تميز هذا العمل والكثيرين كتبوا وقدموا وانتهت هذه الأعمال لكن لاحظنا عدم وجود التكامل فيها فالعمل تراثي لكن الديكور بعيد تماما عن المرحلة التي يفترض أن أحداث العمل تدور فيها فأتمنى على الكتاب أن يغترفوا من تراثنا الخليجي أو العربي ولكن يراعوا عملية التكامل لكن نقدم وجبة رائعة في رمضان القادم خاصة أن هذه الأعمال تناسب الأجواء الرمضانية وتحافظ على مشاعر الناس وبعد رمضان يقدمون ما يريدون من أعمال اجتماعية حديثة فالقنوات مفتوحة طوال العام. > لكن كلنا نعلم يابوطلال أن المنتجين والفنانين والجميع يتكالبون لعرض اعمالهم في رمضان نظرا لارتفاع نسبة المشاهدة؟
- يضحك بوطلال وهو يقول هنا تكمن المشكلة، الكل يريد العرض في رمضان فتجد كل قناة تجتهد في عرض ما يفوق على أربعة اعمال درامية دفعة واحدة فكيف يتابعها المشاهد خاصة أن لديه الكثير من الخيارات وعدد لانهائي من الفضائيات لو قضى يومه كاملا أمامها فلن ينتهي فهذا تشتيت للمشاهد خاصة إذا لم يكن هناك تنوع في الشخصيات والمسألة مستمرة للأسف الشديد بل باتت صراعات وحروب بين الفضائيات وبعضها البعض على اجتذاب اكبر كم ممكن من الجماهير ومخاطبة كافة الشرائح. معايير السوق
> معظم هذه القنوات خاصة وتعتمد على الربح فهو صراع من أجل البقاء في قضاء مزدحم؟
- لست ضد الربح ولكن لابد أن تكون هناك معايير وضوابط وقواعد تحكم السوق الدرام والفضائي فمثلا هناك إصرار على تقديم المسلسل من ثلاثين حلقة لماذا كان في السابق 13 حلقة فقط أو على الأكثر 15 حلقة؟ الآن تكاد تكون جميع المسلسلات 30 حلقة لماذا لأن الحساب يتم على الحلقة سواء للممثل أو المخرج أو الكاتب فاليوم لابد أن نعترف أن الممثل يركز على المادة ومن قبله المنتج الذي يسعى بكل قوته لتحقيق أعلى عائد من الأرباح فلن نضحك على أنفسنا ونقول ان العملية مبادئ والتزامات المادة سيطرت على كل شئ في الدراما وفي الفضائيات التي تسعى لجلب الإعلانات وهذا من حقها ولكن ليس على حساب القيمة الفنية أو الدراما. > العمل الثالث الذي قدمته يابوطلال هو سوق واجف ألا ترى أنه ظلم بعرضه في رمضان؟
- لا أقول ظلم ولكنه عرض على قنوات لم تكن تقدم الدراما فقلت نسبة مشاهدته لكن بعد رمضان سوف يعرض مرة أخرى وتتاح الفرصة للجميع لمشاهدته خاصة أنه عمل متميز وساخر يرصد هموم إنسان الشارع ومعنا نجوم كبار أمثال انتصار الشراح وابراهيم الصلال وغانم الصالح وغيرهم والجميع يقدمون كركترات مختلفة وأعتقد أنه في حالة عرضه مرة ثانية ستكون ردود الأفعال أفضل بعد انتهاء زحمة الدراما الرمضانية وأنه مكتوب بشكل جيد وأطالب الجماهير بمتابعته ومشاهدته وأنا على ثقة ويقين من أنهم سوف يستمتعوا فيه. قناة ثقافية
> تلفزيون الكويت اتخذ قراراً هذا العام بعدم عرض أي أعمال عربية واكتفى بالعروض المحلية بعد انتهاء رمضان كيف تقيم هذه التجربة وهل ترى أنها خطوة في الطريق الصحيح أم أن هناك تحفظات عليها؟
- أعتقد أن الناس تابعت القناة الأولى بتلفزيون الكويت هذا العام بشكل جيد وكانت نسبة المشاهدين مرتفعة جدا لأن ما قدمه التلفزيون من أعمال محلية لم يقدمه الآخرون ومن هنا فالفكرة حققت نجاحا طيبا وليست القناة الأولى فقط بل قناة العربي قدمت الأعمال التاريخية المتميزة التي تتناسب مع كونها قناة ثقافية دسمة لها نوعية خاصة من المشاهدين، وإذا نظرنا إلى القناة الثانية نجدها قدمت أعمال كويتية مترجمة وهذا شئ رائع وتنوع جذب شرائح متعددة من الجماهير. > ألا ترى أن بعض الفنانين لا يملكون هذا الحماس أو الحب الكبير لتلفزيون الكويت الذي تملكه كما يبدو في حديثك؟
- أنا مع تلفزيون الكويت قلبا وقالبا لأنه يهمني بالدرجة الأولى وكلنا عياله وخرجنا منه سواء الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا أو نجمنا المحبوب سعد الفرج والراحلان خالد النفيسي وعلى المفيدي رحمهما الله وغيرهم كثيرون واعتقد أنه من واجبنا أن يكون لدينا شيء من الوفاء لهذا الصرح الاعلامي الذي يمثل دولتنا الحبيبة ونساهم لكي يكون بارزا وفي مواقع الريادة دائما وتعاون بعض الفنانين مع الفضائيات الأخرى لا يعني جحود التلفزيون الديرة وهذا من حقهم لكن في الوقت نفسه أطالبهم بالاهتمام أكثر بتلفزيون ديرتهم ومساندته لأن ذلك سينعكس علينا جميعاً. مستقبل الدراما
> كيف ترى مستقبل الدراما الكويتية بعد الدورة الرمضانية الأخيرة وخطوات تلفزيون الكويت نحو المستقبل؟
- أتمنى على تلفزيون الكويت أن يعود إلى سابق عهده من خلال الانتاج الذاتي ويقوم على إنتاج الأعمال الدرامية ويدخل الدعاية والإعلان ضمن أعماله ليدعمه لأنه كتلفزيون الدولة سوف يحرص على نوعية العمل الدرامي المنتج وجودته والقضايا التي يناقشها ويطرحها بمعنى أنه لن يكون هدفه الأساسي الربح بل تقديم أعمال تفخر الكويت أنها من انتاجها من نوعية الأعمال الضخمة وهذا لا يعني ألا يفكر في الأرباح فهي أمر مشروع ولا غبار عليها لكنها لن تكون همه الأوحد بالتأكيد كما يحدث مع بعض المنتجين أو شركات الانتاج التي تقدم أعمالا غرضها الربح المادي لاغير ولدينا موضوعات كثير يمكن انتاجها منها التراثية والتاريخية أو دراما اجتماعية آنية ولدينا عقول وكتاب يمكن استثمارهم من خريجي المعاهد والجامعات خاصة في الأفرع الأدبية. وبشكل عام أرى أن الدراما الكويتية تتطور عاما بعد آخر وفرضت وجودها على ساحة الفضاء العربي وهي في صعود والحمد لله وأن المستقبل القريب سيشهد طفرات درامية أخرى إن شاء الله. __________________ للمراسلة : kak34@windowslive.com انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم مع خالص تقديري احترامي
|