[محمد العيدان]

لم يكن أكبر المتفائلين قبل عقد من الزمن يتوقع ظهور وجه نسائي على قناة رسمية سعودية تقدم له نشرة الأخبار التي طالما ظلت حكرا على الرجال، ومع انطلاق قناة الإخبارية السعودية نهاية عام 2003 برزت وجوه نسائية في مجال تقديم الأخبار. سمية الشيخ مذيعة أخبار في قناة الإخبارية، وجه طفولي وملامح هادئة تطل منذ عدة سنوات على القناة لتقديم النشرات الإخبارية، التحاقها بالقناة كما تقول كان بالطريقة الاعتيادية حيث تقدمت للإدارة بعد أن علمت بحاجتهم لمذيعات يقدمن نشرات الأخبار، وتم قبولها بعد خضوعها لتدريبات مكثفة.

الإخبارية لم تكن المحطة الأولى لسمية الشيخ، فهي تمتلك تجارب سابقة ساعدتها وسهلة لها المهمة عند تقدمها للعمل في القناة، حيث عملت مراسلة لعدة قنوات خارج السعودية. إلا أن المذيعة سمية الشيخ تعتبر أن قناة الإخبارية هي المحطة الرئيسية في رحلتها المهنية، وكونت وبلورة شخصيتها الإعلامية وصقلت تجاربها وخبراتها السابقة، رغم أن المقابل المادي ليس كبيرا مقارنة بمؤسسات إعلامية أخرى.

وتصر سمية على أن قناة الإخبارية السعودية تحتل مكانة بارزة على خارطة الإعلام العربي الجاد من خلال ما يقدم فيها من نشرات إخبارية وتغطيات مباشرة وبرامج متنوعة، وتقول إنه لا يخفى على الجميع أن قناتي الجزيرة والعربية رائدتان في المجال الإخباري استنادا لعوامل كثيرة تؤهلهما للنجاح، ومع ذلك استطاعت قناة الإخبارية في وقت وجيز أن تحتل مكانة متميزة في ظل غياب الكثير من العوامل المؤدية إلى نجاح أي قناة إخبارية.

وتعبر مذيعة القناة عن ثقتها بأن الإخبارية مشاهدة على المستوى العربي، وإلا لما عرف الناس مقدميها ولما سمعوا النقد والمدح.

وتصف مذيعة قناة الإخبارية سمية الشيخ فترة رئاسة محمد التونسي للقناة بالمميزة، وتقول إن شهادتها في إدارة التونسي مجروحة مهما قالت فيها، لأن التونسي من وجهة نظر الشيخ لم يكن مدير ناجح فقط كما يعرفه الكل، بل هو قائد ناجح استطاع بكل شفافية ورقي وببساطة التعامل مع جميع فئات المجتمع واختلاف العقليات التي تتواجد داخل القناة، كما أن التونسي كان يطبق معايير الإدارة المؤسساتية التي وللأسف، كما تقول سمية، تفتقر إليها كثير من المؤسسات، وتضيف أن المؤسسات العربية مازالت قاصرة مقارنة بالإدارة المؤسساتية في الخارج، نظرا لان تاريخ إدارة المؤسسات في العالم العربي عمره قصير لم يتجاوز ال60 أو ال70 عاما، فلا تجد لدي العالم العربي في الغالب مؤسساتية تطبق معايير الإدارة الصحيحة بالإضافة للقيادة، وهذان أمران مختلفان، ومحمد التونسي كانت لديه هذه الميزات في إدارته.

وحول صرامة مدير قناة الإخبارية السابق محمد التونسي تقول: "وهل يمكن أن يكون هناك مدير أو قائد ليس صارم، بالطبع أنه كان صارم وصارما جدا حتى على نفسه قبل أي شخص آخر للحصول على أفضل النتائج وكي يحقق تطلعاته في المكان الذي هو فيه، فمعروف عن محمد التونسي انه لا يرضى بأنصاف الحلول ولكن في المقابل يعطيك الكثير الذي ينسيك هذا الجهد أو هذه الصرامة، وما أجمل أن تنتظرك كلمة شكر بعد عملك المميز والإشادة والتقدير والدعم، حيث أن صاحب هذه الشخصية عموما دائما يدفعك للأمام ويصقل شخصيتك وينمي مواهبك وهذه الشخصية محبوبة للذين يرغبون حقا بالعمل الجاد والاحترافي ولا يرضون بأقل منه".

اهتماماتها الإعلامية تنحصر بالمجال السياسي كما أن لها كتابات خاصة بالقضايا الاجتماعية والإنسانية، وتطمح بالانتقال الى قنوات إخبارية أخرى، لزيادة خبراتها ومهنيتها الإعلامية، والاستفادة أكثر من التجارب المختلفة التي تعيشها في الانتقال حتى تصل إلى مستوى يرضيها.

طموح سمية الشيخ ليس له حدود كما تؤكد، ولن يتوقف هذا الطموح في يوما ما فالإنسان المجتهد –والكلام للشيخ- طالما أن الله أمده بالعمر فسيظل يطمح وإلا فأنه سيموت وهو حي لان الطموح يعني تحديد أهداف، والأهداف دافع لبذل المزيد من العمل، وكل عام يتجدد طموحي وكلما وصلت لمكان أطمح بمكان أفضل. وفي ختام حديثها ل"إيلاف" أعربت سمية الشيخ عن أملها في تحقيق ما تصبو إليه وأن يعم السلام العالم العربي.

http://www.alwatanvoice.com/arabic/xxxxxxx-136395.html