عرض مشاركة واحدة
قديم 15-11-2009, 10:25 AM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,520
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي أين اختفى اللمبي؟!






منذ اختفائه عن الساحة الفنية لم تتوقف الأسئلة عن أسباب هذا الاختفاء المفاجىء!

مئات الاستفسارات تحاصرنا يوميا عن الفنان محمد سعد.. الكل يسأل: لماذا اختفى؟! وما الأسباب ا لمعلنة وغير المعلنة وراء اختفائه؟ لماذا يحيط نفسه طوال هذه الفترة بسياج من السرية؟ كيف أشرق.. وأين غاب؟! ولماذا لم نعد نراه في بلاتوهات السينما أو على خشبة المسرح، أو من خلال الشاشة الصغيرة؟ ليس هذا فقط، بل إننا لم نعد نسمع عنه شيئا منذ أن قدم آخر أفلامه «بوشكاش» عام 2008.

وجاء الجواب سريعا: إنه كان يمكن للفنان محمد سعد الذي حققت افلامه الملايين للسينما أن يطور نفسه ليبقى على الساحة الفنية، لكنه لم يحاول، معتمدا على جمهوره الحريص على متابعته للضحك من أجل الضحك فقط، لكنه في النهاية لم يحقق ذلك بعد أن قدم كل ما عنده من إفيهات اصبحت مكررة، بل أن الإفيهات التي اعتمد عليها بحركاته، نفدت ولم يعد هناك الجديد الذي يقدمه.

والبعض يردد ان محمد سعد توارى بعيدا عن الافلام الشبابية، بل عن السينما والكوميديا ليعيد ترتيب حساباته بعد أن بدأت الافلام الشبابية تتراجع كثيرا بعد صعود أفلام مهمة شاهدناها في الفترة الأخيرة مثل: «قص ولزق»، «سهر الليالي»، «أحلى الأوقات»، «حين ميسرة»، و«ألف مبروك» مع صعود بطل الفيلم أحمد حلمي الذي تفوق على نفسه لأنه طور نفسه بصورة مختلفة.




عين الحسود
قالوا عنه كل شيء.. مدحوه بشدة وهاجموه بعنف، ووصفوه بأنه فنان يشد المشاهد ويستهويه لبعض الوقت، لكنه غير قادر على الاستمرار لفترة طويلة بسبب اصراره على تقليد شخصية اللمبي.
قذائف عديدة أطلقت من مدافع الحقد والغيرة والنميمة على الفنان محمد سعد.

قالوا: تصوروا.. الماكياج الذي يجرى في ساعة، يقضي فيه ثلاث ساعات.

ورددوا: قد يتذكر ساعة التصوير، لكنه ينسى اليوم.. يستأثر بالبطولة بمفرده، ولا تأخذ الشخصيات النسائية بجواره المساحات العريضة التي تستحقها، فهو النجم الأول وهو البطل الذي من أجله تشترى التذكرة.





وما أكثر ما قيل فيه، ومنه ان الحسد ابتلاه بسهامه، ومن هنا تعب ومن هنا شقي.. ومن هنا عرفت عيناه الدموع.

وساقوا الأمثال.. وعقدوا المقارنات.. بين يوم وليلة لمع وتألق، وأصبح يتقاضى أجرا قدره 12 مليون جنيه عن الفيلم الواحد. وفي عام واحد فاق من جاء قبله بسنوات طويلة، هبط بالبراشوت على ممثلي الكوميديا. ومنذ فيلمه الأول الذي قام ببطولته تأكد وصوله إلى مقدمة الصفوف من حيث الإيرادات، وضرب فيلم «اللمبي» الرقم القياسى في إيراداته التي ربما لم يحققها من قبل فيلم آخر في تاريخ السينما المصرية. وبعد تفكير طويل عاد ليطل برأسه من خلال فيلم آخر باسْم «اللي بالي بالك» إذ حقق النجاح نفسه الذي حققه في الفيلم الأول وأكثر.

عرق ودموع
وفي ما قالوا بعض الصدق، لكن ليست فيه كل الحقيقة.. حقيقة الفنان الكوميدي محمد سعد.. هو لم يصعد السلم من أول درجاته، والدرجات عادة تنطلق من الأدوار الثانوية، كما حدث للفنان اسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي وعبد الفتاح القصري وحسن فايق، الذين بدأوا أشبه بالكومبارس ضمن مجموعات فرقة رمسيس، ثم شق كل منهم طريقه بالأظافر حتى وصل.. ونجوميته لم تتكون ببطء ومع دأب الأيام، كما حدث لفؤاد المهندس وعبد المنعم إبراهيم، وكل منهما بدأ صغيرا في أعمال سينمائية عديدة ، ثم راح يكبر ويكبر بجهد وبعرق، وأحيانا بدموع غزيرة.

هكذا تكون البدايات عادة.. بداية كل فنان كوميدي يصبح مع مرور الأيام نجما لامعا.. أما أن يلمع في فترة قصيرة، أن يوصف بأنه استقل مصعدا ولم يصعد درجا، فهذا هو الغريب، هذا هو الشيء الذي يستحق الحسد.

إذ ليس سهلا أن يصبح شاب في مستهل حياته، لم يبلغ الخامسة والثلاثين بعد، نجما كوميديا له قاعدة جماهيرية عريضة، يشار إليه بالبنان، يطلبونه بإلحاح في الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، وتتهافت الشركات السينمائية على التعاقد معه.

وهذا كله لا يعني أن محمد سعد، صاحب الصوت المميز بنبراته، لم يتعب، ولم يشق، ولم يرو أرض النجاح بالعرق والدموع.

محطة البداية والوصول
والواقع أن محمد سعد ليس جديدا تماما على دنيا الكوميديا السينمائية، ولم يحقق نجاحه الذي فاق نجاح الآخرين بعشرات السنين.. صدفة.

كل ما في الأمر أنه بدأ مبكرا، فوصل مبكرا جدا أيضا.. وبين محطة البداية ومحطة الوصول، مسيرة لا يستهان بها.

التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وظل فيه سبع سنوات حتى وصل إلى السنة النهائية من دون أن يحصل على شهادة البكالوريوس بسبب الفرص القليلة الجيدة التي سنحت له أثناء فترة الدراسة. كان يترك المعهد للعمل ثم يعود مرة أخرى حتى ضاق ذرعا بالدراسة، فانسحب من المعهد وشق طريقه الفني، إلى أن كانت البداية الحقيقية على يد المخرج محمد فاضل الذي قدمه في أولى تجاربه كممثل محترف في مسلسل «ولا يزال النيل يجري» مع فردوس عبد الحميد وهشام سليم ومحمد وفيق ومحمود الجندي.

وتوالت الأيام والأعمال فقدم العديد من الشخصيات والأدوار المتميزة التي جاءت من خلال المسرح والتلفزيون في البداية.. ثم بدأ يشق طريقه نحو السينما فقدم دورا صغيرا لأول مرة امام فيفي عبده في فيلم «امرأة وخمسة رجال» إخراج علاء كريم عام 1997 و«الطريق الى إيلات» إخراج إنعام محمد علي.

وخلال هذه الفترة قدم العديد من المسرحيات: «قصة الحي الغربي»، «قزاز في قزاز»، و«الدبابير»، و«حلو الكلام»، و«شبورة»، و«كعب عالي»، و«رد قرضي».

ومن المسلسلات: «من الذي لا يحب فاطمة»، «قصة مدينة»، «ايام المنيرة»، «الشارع الجديد»، «الفجالة»... ثم عاد إلى السينما فقدم دورا جيدا في ستة مشاهد في فيلم «الناظر» مع علاء ولي الدين عام 2000.. كان هذا الدور جواز مروره إلى النجومية حيث حقق فيه نجاحا كبيرا.

نجومية ساحقة
من هنا قرر محمد سعد أن يكوّن لنفسه دورا بارزا وسط ابناء جيله من نجوم الكوميديا مثل محمد هنيدي وهاني رمزي وغيرهما، فهو لا يقل موهبة عن أي منهما. فالتقطه المنتج والمخرج مجدي الهواري الذي كان يريد تقديم زوجته الفنانة الشابة غادة عادل كبطلة سينمائية. وبالفعل قدمها مع أحمد حلمي ومحمد سعد في فيلم «55 اسعاف» عام 2001، هذا الفيلم الذي حقق مليوني جنيه إيرادات في أسبوعه الأول.

وهكذا تحققت نجومية محمد سعد السينمائية، فاستثمر نجاحه في فيلم «اللمبي» الذي كان يحقق مليون جنيه يوميا في الأيام الأولى من عرضه، حتى وصلت إيراداته إلى 32 مليون جنيه محطما كل الأرقام القياسية التي حققتها أفلام محمد هنيدي ورفاقه.

اعتلى محمد سعد عرش الإيرادات وعرش النجومية، وتخطى أحمد السقا في فيلم «مافيا»، وتخطى الزعيم عادل إمام في فيلم «أمير الظلام»، ومحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي في فيلمهما «صاحب صاحبه»، وهاني رمزي في فيلم «محامي خلع»، وتخطى أحمد آدم والمطرب محمد فؤاد في فيلمهما «هو فيه ايه»، والمطرب عامر منيب في فيلمه الأول «سحر العيون».. وتخطى كل أفلام صيف عام 2002 إلى درجة أنه أصبح نجما متهما مرة بالمحظوظ وأخرى بأنه نزل بالبراشوت على السينما المصرية، وكذلك أراء النقاد وخاصة صافيناز كاظم التي اعتبرت فيلم «اللمبي» يضاف إلى كلاسيكيات السينما المصرية، وأنه أفضل فيلم في تاريخها، مثله مثل «العزيمة» لحسين صدقي و«سلامة في خير» لنجيب الريحاني و"الكرنك" لكمال الشناوي.

شجاعة الاختيار
أراد محمد سعد أن يصبح حبة في عقد، بل ماسة مستقلة، مثل الفص الوحيد فى الخاتم السوليتير. عمل وشقي وعانى الكثير، وصبر على الازمات، وقاوم العواصف.. وكان لا بد للغيوم أن تنجلي، وللشمس أن تشرق ، وتملأ حياته دفئا.

وحفظ الناس اسمه، ووعت العيون صورته، وهنا فقط، وبعد مشوار شاق، وإن جاء قصيرا بفضل الإرادة والرغبة فى النجاح، هنا فقط فتحت امامه الأبواب وأزيلت الحواجز! ونجح نجاحا كبيرا، وكان في وسعه تقديم الكثير من الأفلام، لكنه أبدا لم يفعل، واعتذر عن تقديم أي دور ضعيف، ما دام الممثل عنده شجاعة الاختيار، فلابد أن يتحلى بشجاعة الاعتذار عندما يفشل في اختيار عمل جيد او ناجح.

ويصف البعض ما فعله محمد سعد بقولهم: «ما يفعله أشبه بمحاولة الاحتفاظ بالماء في منخل،. وهذا صحيح، فثقوب المنخل من المستحيل أن تحتفظ بالقطرات.. وهو هكذا فعلا يفعل.

ولما كانت شجرة الفن تورق بقدر ما تُروى، ولما كان الفنان محمد سعد أحد رموز الكوميديا الآن، يحافظ على فنه ليظهر في أحسن صورة، فقد بدا طبيعيا أن يرد له الفن الجميل الذي قدمه له.
إن محمد سعد كان نجما كوميديا كبيرا، وما زال، وكان يمكنه أن يتناسى فيلم «بوشكاش» الذي عصف بمكانته الفنية لفترة قصيرة، لكنها شجاعة الاعتذار التي ترفع من قدر الانسان عندما يتحمل اخطاءه ولا يلقي اللوم على الآخرين.

ومن هنا حسدوه.. ومن هنا اصابته العيون الشريرة بنوبات كآبة أحيانا، وبأزمات نفسية أحيانا أخرى، ولكنه أبدا لم يضعف.. ربما ترنح لفترة، لكنه أبدا لم يسقط.. وسيظل في صعود وتألق، وسيزداد طموحه اكثر واكثر. وكل ما سيفعله بعد اليوم أن يحصن نفسه بحجاب ضد.. الحسد.

ومن هنا أريد أن أرسل له نداء وليس نصيحة، عد إلى الناس واخرج من عزلتك وصمتك الذي طال، ثق بهم مرة أخرى فهناك اجيال تتمنى أن تراك.. عد مرة أخرى وأنا على ثقة انك لن تندم.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=15112009

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292