عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2009, 01:45 PM   #1 (permalink)
محمد العيدان
المشرف العام على الشبكة
 
الصورة الرمزية محمد العيدان
 
 العــضوية: 3420
تاريخ التسجيل: 28/05/2009
الدولة: دولة الكويت
المشاركات: 6,519
الـجــنــس: ذكر
العمر: 55

افتراضي «الشحرورة».. مسلسل جديد متهم بالوقوع في «الكبائر» قبل أن يبدأ!






http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=182716



أول عمل عن شخصية شهيرة مازالت على قيد الحياة

يجري التحضير منذ فترة لمسلسل جديد يتناول حياة «الشحرورة» صباح، تأليف أيمن سلامة، وإنتاج تلفزيون المستقبل، وقيل إن ميزانيته تتجاوز الـ 20 مليون دولار، ومن المرجح أن تلعب بطولة المسلسل فنانة لبنانية، لكنها ليست رولا سعد التي استثمرت من تاريخ «الصبوحة» أغنيتين مصوّرتين. وقيل إن صباح ستظهر بشخصيتها الحقيقية في الحلقات الأخيرة، وقد تغني مقدمة ونهاية المسلسل بصوتها. ومن المقرر تصويره بين دول عدة منها لبنان، مصر المغرب، وفرنسا.
وإذا تم تنفيذ وعرض المسلسل في رمضان المقبل، سيكون بذلك أول عمل درامي يتناول شخصية فنية كبيرة مازالت على قيد الحياة، مع تمنياتنا للشحرورة بالصحة وطول العمر.
وبذلك ينضم المسلسل إلى أعمال أخرى تناولت سير المشاهير مثل: أم كلثوم، العندليب، نزار قباني، السندريلا، أسمهان، إسماعيل ياسين «أبو ضحكة جنان»، وليلى مراد في «قلبي دليلي»، وإن كانت جميعها نفذت بعد سنوات متفاوتة من رحيل أصحابها.


تستحق صباح التي أسعدت الملايين خلال خمسين عاماً، كل أشكال الاحتفاء بها، بما في ذلك تقديم مسلسل عنها. لكن إذا كان الورثة عادة يتدخلون في تلك النوعية من الأعمال،

ويفرضون تقديم تلك الشخصيات بطريقة معينة، مقابل حقوق بيع القصة ونيل النصيب الأوفر من «كعكة» العروض الفضائية، فإلى أي مدى ستتدخل صباح في رواية قصة حياتها، وزيجاتها الشهيرة، و«تحسين» صورتها إن لم نقل «تزييف» بعض الوقائع التاريخية لصالحها؟ فكلنا في النهاية كبشر لا نفلت من أسر الذاتية، وتحيزاتها في التعاطي

مع الأمور. وليس من المتوقع أن تكون صباح طرفاً في الأحداث وحكماً عليها في الوقت نفسه. وإن الكلام الصادر عنها بأنها منحت المؤلف حرية التصرف والكتابة دون أي قيود، حيث فوجئ بصراحتها الشديدة في كشف الكثير من أسرارها للمرة الأولى!

وذكر مؤلف المسلسل أيمن سلامة أنه حصل على حوالي 600 ساعة تسجيل لصباح من الإذاعة اللبنانية، في لقاءات معها خلال أربعين عاماً. ولصباح حضور وبريق إعلامي مازالا مستمرين حتى هذه اللحظة، وبالتالي ستتوافر عنها مادة أرشيفية في العديد من وسائل الإعلام اللبنانية والمصرية والعربية. وهي مادة مدهشة وتستحق إعادة إنتاجها مرة أخرى.

لكن المزعج في فتح هذه الملفات، يتمثل في الجانب العاطفي للشحرورة وغرامياتها، بما في ذلك تصريحها بأن أزواجها خانوها وهي بدورها خانتهم.

فإذا كانت حرة في الحديث عن نفسها بالطريقة التي تحلو لها، فإن الأطراف الأخرى ينتمون إلى أسر لن تقبل أي تشويه لآبائها، إضافة إلى اصطدام تلك القصص الغرامية بشكل مباشر مع قيم وتقاليد الأسرة العربية!

وربما لهذا السبب، استبقت بعض الأقلام مشروع المسلسل بالهجوم عليه قبل تنفيذه، تحسباً من أن يكون صحافة

صفراء مصورة تلفزيونياً، واتهام القنوات العربية بتشجيع المواد التلفزيونية المتشبعة بالجنس والإيحاءات الخادشة والخيانات الزوجية. بل إن إحدى الصحف بادرت بالحصول على فتوى بأن نشر «تفاصيل العلاقات الجنسية المحرمة» يعد من الكبائر!

وفي محاولة للقفز على «غراميات» الشحرورة ذكر مؤلف المسلسل أنه يتطرق إلى علاقتها بالرؤساء والزعماء والملوك مثل عبدالناصر والسادات والملك حسين، وقضية سحب الجنسية المصرية منها ثم إعادتها إليها، والأحداث السياسية التي عاشت في رحابها كالانتداب الفرنسي على لبنان وثورة يوليو والنكسة.

ولا نريد أن نستبق الأحداث بتوقع فشل أو نجاح المسلسل، لكن معظم الأعمال الدرامية التي تناولت شخصيات فنية باءت بالفشل الذريع جماهيرياً ونقدياً، ربما لا نستثني من ذلك سوى «أم كلثوم» و«أسمهان»!

تعود أسباب هذا الفشل، إلى تدخل الورثة لفرض صورة «مثالية» عن فقيدهم، متناسين أننا إزاء شخصية

بشرية تتأرجح بين الضعف والقوة، الخطأ والصواب، وهي أصبحت ملك جمهورها وحده، ومن حق أي فنان أن يقدم رؤية درامية عنها. لكن معظم صناع تلك الأعمال لا يتمتعون بالحرية الكافية لإنجازها.

وأيضاً، كون هذه الشخصيات حاضرة بقوة في الوجدان بصوتها وصورتها، وأعمالها، فإن هذا يفرض مقارنة مجحفة بحق الممثلين الذين يؤدونها. كما أن الممثلين أنفسهم يساهمون في «خسارة» تلك المقارنة بحرصهم على التقليد والتطابق الشكلي من خلال الماكياج والحركة، أكثر من حرصهم على الإمساك بروح الشخصية من الداخل، ونادراً ما يفلت الممثل من هذا التسطيح، مثلما نجح أحمد زكي في القبض على روح «عبدالناصر» في فيلم «ناصر 56» أو سلاف فواخرجي في «أسمهان».

العامل الثالث وراء فشل تلك التجارب، أنه ليس بالضرورة أن تقدم مسيرة فنان مشهور، مادة درامية ثرية، فهناك فرق شاسع بين نجاحه كمطرب أو ممثل، وبين الثراء الدرامي في حياته الإنسانية. فلدينا فنانون عظام ومشاهير،

لكن مشوارهم الإنساني لا يقدم بالضرورة مادة درامية خصبة للاشتغال عليها. ينطبق ذلك على شخصية وديعة ورقيقة مثل ليلى مراد، لذلك حاول مؤلف المسلسل التوسع في قصة يهوديتها وعلاقة والدها اليهودي بالجالية وبالسلطة آنذاك.

وقد تحفل حياة الفنان بالمآسي والقصص الدرامي، مثل اسماعيل ياسين أو عبد الحليم، لكن صنّاع العمل لا ينجحون في إبراز البعد الرمزي الذي يمثله الشخص والسيرة.

وهذا عامل حاسم وجوهري في عرض النماذج الإنسانية، المستلهمة من التاريخ القريب جداً، أو البعيد جداً.

فالجمهور لا ينتظر إعادة تمثيل قصص معروفة لديه ويحفظها عن ظهر قلب، بل ينتظر التأكيد على «رمزية» الشخص وتأثيره في الوجدان العام، والقيم التي تؤكدها مسيرته الفنية والإنسانية.

وترتبط بهذا العامل، نظرة نمطية لدى الجمهور العربي، تنظر

بارتياب إلى حياة الفنانين العامة والخاصة، ولا ترى فيهم رمزاً أو مثلاً أعلى أو قيماً جديرة بالاعتبار. لذلك، وبينما فشلت الدراما التي تؤرخ لفنانين مشاهير، نجحت جداً الدراما التي تؤرخ لرجال دين وأدباء كبار وشخصيات تاريخية مثل: الشيخ الشعراوي، عمر بن عبدالعزيز، أبو جعفر المنصور، الظاهر بيبرس (السوري)، طه حسين (مسلسل الأيام)، وغيرها.

وهنا يتبيّن أن الشريحة الكبرى من الجمهور العربي تميل إلى استحضار الشخصيات التي تمثل قيمة تاريخية ودينية وثقافية، وليس الشخصيات التي تمثل قيمة ترفيهية.

وهذا يعطي مؤشراً ضرورياً لصناع الدراما العربية، بتوجيه البوصلة أكثر باتجاه تلك الرغبة الجماهيرية، والنبش في سير علماء ورجال دين وساسة وأدباء كبار، جديرين بتسليط الضوء عليهم، مثل عالم الذرة المصري يحيى المشد الذي اغتيل في باريس، أو الأديب السوري الكبير محمد الماغوط، أو الأمير عبدالقادر الجزائري.

إن هذا التوجه لا تفرضه ذائقة الجمهور فقط، بل أمور كثيرة تعيشها الدول العربية التي تعاني طمساً لهويتها وتشويهاً لذاكرتها، فهذا الرهان ضرورة حضارية، وفرصة ربحية بعد أن ثبت بالتجربة أن لمعان الأسماء الفنية لا يغري عيون جمهور مثقل بهموم أخرى.

 

 

__________________

 


للمراسلة : kak34@windowslive.com
انا مسؤول عن ما اقول .. ولكن لست مسؤولا عن ما تفهم



مع خالص تقديري احترامي

محمد العيدان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292