[هيون الرياض]

~ هواية التفرس في وجوه الآخرين لاكتشاف حقيقتها ~
هناك رواية اسمها ( صورة دوريان جراي) لأوسكار وايلد
ففي هذه الرواية روى أوسكار وايلد قصة لورد شاب ثري وسيم برئ الملامح , ذهب يومآ
الى رسام ليرسمه .. فرسمه الرسام كما رأته عيناه : ملامح طفولية ووجه برئ .. فعلق دوريان
اللوحة في قصره لكنه لم يكن بريئآ كما اوحت الصورة ولا نبيلآ , انما كان وغدآ انانيآ شريرآ
لاتحكمه قيم ...خدع ذات يوم فتاة اخلصت له وتخلى عنها فانتحرت , ومضى في دنياه كأن شي لم يكن ..
وكلما اذى انسانآ اخر او ارتكب اثما ينظر الى صورته البريئة فيشعر انه كذلكـ...
وعندما التقى بشقيق فتاته التي حطمها انقذه من القتل نفس هذا الوجه البرئ قال لشقيقها
تمعن النظر في وجهي هل من المعقول ان هذا الوجه البرئ يقتل !!! وبالفعل
انقذته ملامحه البريئة وبدأ الشقيق بالبحث من جديد عن قاتل اخته ......نجا دوريان من الموت
لكنه لم ينجي من عذاب الضمير فلاحظ ان اثار اثامه لاتتركـ اثرآ على ملامح وجهه ولكنها
تنطبع على الصورة الزيتيه مع الزمن ...الى ان اكتسبت ملامح شيطانية تصور حقيقته التي يخفيها
فخشي ان يراها الناس فاخفاها في البدروم ...
بالطبع هذه فكرة خيالية .. لكنها واقعية الى حد كبير ...
فلقد اراد اوسكار ان يقول لكل انسان صورتين : حقيقية وهي التي يعرفها الشخص عن نفسه
والأخرى مزيفة هي مايراها الناس ولايعلمون حقيقتها ..




حينما تنظر الى نفسكـ في المرآة ,تخاطب روحك
اسأل نفسكـ :
هذا انا ام شخص اخر ؟
مالذي اخفيه وراء المرآة ... ولماذا ؟!!
سؤال لا يجيب عليه الا انت
لانكـ اعلم ـ من تكون وماذا تكون وماذا تفعل لتكون!!









كثيرا في حياتي ارى اناس تبتسم اعتقد انها هنيئة في حياتها
ويأخذنى تفكيرى ان اقترب منهم بهدوء (ما الذى يبسمهم )!!
لتجيبني اعينهم ( نريد ان ننسى هموم الدنيا)
فيعودون لحقيقتهم برهة من الزمن
ويبكون حين يتذكرون من هم فى عيوون أنفسهم...





عندما يتحدث من حولكـ عن طيبة شخص
عن مشاعره و أخلاقه
تقترب منه رويدا رويدا
لتكتشف وجوها كثيرة لهذا الشخص
تأبى ان تتضح معالماها
وتحتار أي من هذه الوجوه هو الوجه الحقيقي له !!








ومهما طال الامد لكل منا مرآه سوف تنطبع عليها صورته الحقيقية
ذات يوم فتفضح سريرته الخفية ..
وسوف يأتي اليوم الذي فيه تبيض وجوه وتسود وجوه..
فيجئ بعضنا بوجوه سوداء كريهة ويجئ الاخر بوجوه بيضاء نقية
وماهذه الوجوه الا حصاد ماعملناه في الدنيا .....

دمـــــــتــــــم بـــود