[هيون الرياض]

«أيام السراب» نقطة تحول جديدة في حياة عسيري
كسر حاجز الخوف لدى المنتجين ومخرج قام بتقليده نهاية 2009 «أيام السراب» نقطة تحول جديدة في حياة عسيري

اليوم – الدمام


مشهد من مسلسل أيام السراب

واصل «حسن عسيري» منجزاته المتعددة في مجال الفن الدرامي ليس على مستوى الحدود الإقليمية السعودية بل اتسعت دائرة إنجازاته على نطاق شاسع المساحة و بات يعلم بها جمهور الدراما العربية من الخليج إلى المحيط و في سياق هذه السطور حاولنا أن نرسم ملامح بعض من تلك المنجزات التي تحققت ومجموعة من الوقفات المشهودة لتميز « عسيري « عن غيره في هذا المجال ومن ذلك مسلسل « أيام السراب « وهو أول مسلسل ( Soap Opera ) عربي – سعودي ممتد الحلقات في سابقة هي الأولى لم يحققها أي بلد عربي..
بدايات الانطلاق
بدأ حسن عسيري في مطلع التسعينيات الميلادية من القرن الماضي يبحث عن طريق الفن من خلال خطوات فنية توحي إرهاصاتها الأولية بملامح «متخبطة « أكثر من أن تكون مدروسة ، فعندما أراد أن يصعد إلى سلم الشهرة والمجد وأن تكون له « قيمة « أو نجومية ذات شأن ، يبدو أنه « سلك « مسارات مخالفة فذهب إلى الاتجاه الخاطئ والمعاكس للطريق السليم ، حين حاول أن يلامس المجد والشهرة بشكل سريع من خلال الدراما المصرية وهو الأمر الذي يرى البعض فيه أن « عسيري « لبس رداء غير ثوبه بعد أن وضع نفسه في أكثر من عمل مصري ومتوشحاً بـذلك بـ ( ثقل الدم ) بسبب أن تلك الأعمال لا تتناسب مع شخصيته وطبيعته ، رغم أن هناك من أوجد له المبررات و الأعذار لأن أبواب الفن المحلي في ذلك الوقت تكاد تكون مقفلة ومن الصعب على أي فنان ( مبتدىء ) اقتحامها بسبب محدودية إنتاج أعمالنا الدرامية رغم أن الأبواب ( المؤصدة ) أو القليلة هنا ( في المملكة ) سيقابلها أبواب متعددة هناك ( في مصر ) ولكنها تعج بالازدحام لكل (من هب ودب !) ..فالجميع في مصر ممكن أن يدخل من أي بوابة يشاء ولكن ليس مستغرباً لهؤلاء أن تضيع خطواتهم مع زحمة الناس ..!
لذلك لم يكن اختيار « حسن عسيري « موفقاً حين حاول أن يجد له منفذاً في مجال الدراما المصرية والتي كانت في السابق «أم الفن العربي « أو منبع النجوم – على حد قولهم – رغم سقوطها المتكرر في مستنقع فن « المقاولات « وهي التي تعتمد في منهجها على الإنتاج الوفير والمضمون القليل .!
« الغروب الأخير «
وبعد ذلك مباشرة وتحديداً في عام 2004 قام حسن عسيري بإنتاج مسلسل « الغروب الأخير « والذي كان بمثابة المفاجأة في ظهوره بهذا الدور حيث قدم شخصية « بدر « والتي رسمت صورة جديدة لإبداعه في مجال التمثيل ،حيث أثبت هذا العمل تواصل روابط العلاقة الفنية التي جمعته بالفنانة زينب العسكري .
مشروع سري ..عام 2006
بعد هذا دخل في مشروع سري وجديد اختفى أنظار العالم لمدة أكثر من سنتين وذلك لتخطيط لأعمال أكثر تميزاً فكان له ذلك حين قدم في عام 2006 أبرز الأعمال السعودية جدلية وهو مسلسل « أسوار « والذي من خلاله قفز فوق أسوار الكثير من الخطوط الحمراء ومنها ما أصاب جمهور المشاهدين بالدهشة حين أدخل السعوديين ( الكنيسة ) حين وجدوه يسارع في إحدى المشاهد بدخولها بدون تردد وهو الأمر الذي أعقبه جدال واسع وساخن وهجوم منقطع النظير حاول عسيري تبرير موقفه ووجهة نظره حيال هذا الموضوع مستشهداً بعبارات تسامح الأديان وليس هذا الأمر بغريب من حدوثه فأي عمل يقدمه دائماً يثير البلبلة وقد ساعد نسبة المشاهدة العالية في إثارة الموضوع بشكل كبير وقد أكدت مصادر من داخل mbc أن مسلسل « أسوار « حقق أعلى نسبة مشاهدة لأي مسلسل عربي خارج شهر رمضان بعد الهجوم الذي تعرض له العمل أثناء عرضه .
أيام السراب ..نقطة تحول
في نهاية عام 2009 اعتبر الكثير من المتابعين للإعمال الدرامية العربية أن ثمة تغيير جديد بدأت بوادره تطرأ في نهج الأعمال الدرامية العربية بانفراد جديد لـ» حسن عسيري « وظهر تميزه في هذا المجال حين بدأت قناة mbc1 في عرض مسلسل « أيام السراب « وهو أول مسلسل ( Soap Opera ) عربي – سعودي ممتد الحلقات وهو العمل الذي بدأت ملامح فكرته تتبلور في مخيلة « حسن عسيري « قبل أربع سنوات وهي الفترة التي استغرق التحضير له فقام بتدشين ورشة كتابة مكونة من مجموعة مؤلفين وهم « طالب الدوس « ، « ورانيا بيطار « ، « نور شيشكلي « ، « معصومة المطاوعة « و أتبعها بإنشاء ورشة أخرى للتطوير مكونة من « عمر الديني « ، « مازن طه « ، « علي الأعرج « ، « فؤاد حميرة « ، « علي سالم « و « حسن عسيري « نفسه و قام بالمعالجة الدرامية وعملية الإعداد المحلي « خالد البدر « و قاد عملية الإخراج « سائد الهواري « واستغرق تصوير العمل خمسة أشهر بين الرياض و بيروت جميع المؤشرات تؤكد أن مسلسل « أيام السراب « يختلف عن أي عمل درامي (سعودي – خليجي – عربي) ، فهو مثلما يبدو في شكله و مضمونه « غير « عن باقي جميع المسلسلات العربية ، منذ أن بدأت عالم الصورة المرئية تعرف الدراما العربية .. و الحق يقال من الواضح أن هناك جهدا ساهم في إنجاز هذا المسلسل الضخم ..وهو جهد « خرافي « لا يجب إغفاله ، فعلينا نحن الآن كسعوديين أن نشعر بالفخر بأن شركة إنتاج سعودية وهي ( الصدف للإنتاج الصوتي و المرئي ) بأن قدمت أول مسلسل ( Soap Opera ) عربي – سعودي ممتد الحلقات في سابقة هي الأولى لم يحققها أي بلد عربي ، فإنجاز مثل هذا العمل الكبير لابد للجميع أن يشيد به لأن الدراما السعودية حققت هذه الأسبقية التي لم تتحقق لأي من الدول العربية الرائدة في مجال الدراما مثل مصر و سوريا .
صورة كربونية لـ «أيام السراب»
ما أن بدأ عرض حلقات « أيام السراب « حتى بدأت الأخبار تتناقل عن عمل مشابه ممتد الحلقات يحمل عنوان « رجال مطلوبون « يقوم بإخراجه عدة مخرجين و الإشراف العام للسوري « حاتم علي « و بذلك يكون مسلسل « أيام السراب « كسر حاجز الخوف لدى عدد من المنتجين العرب ، حين وجدوا في هذا العمل نموذجاً جديداً من الأعمال التلفزيونية العربية الذي يمتد بحلقاتها إلى أمد طويل وهو ما اعتبره الكثيرون نقلة نوعية جديدة في شكل الأعمال و المسلسلات التلفزيونية العربية ، ومن المتوقع أن ينهج عدد من المنتجين العرب الآخرين أصبحوا يسعون في الإقدام على مثل هذه الخطوة والتي لا بد أن يعي الجميع أن تلك النقلة جاءت من السعودية و تحديداً من « حسن عسيري « والذي سبق بها رواد الدراما العربية مثل مصر و سوريا و لبنان و غيرهم من الدول العربية الأخرى .
العادات و التقاليد ..ليست « مكبلة » !
يرى « حسن عسيري « أن ما يقدمه قد يدخل في مساس العادات والتقاليد لكن من وجهة نظره لو وضعنا شماعة العادات والتقاليد نصب أعيننا ، فلن يكون هناك أي عمل درامي ، فيجب علينا أن نكسر بعض الإشكاليات التي تواجهنا من خلال « تنطيط « البعض بمقولة العادات والتقاليد وهي أكثر الحواجز التي ممكن أن تكبلنا فنياً ..فهو يسعى للخروج من إطار مثل هذه المقولات التي عفا عليها الزمن انتهت إلى غير رجعة بعد أن أصابها التطور العصري في مقتل .

http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=13352&P=25