[أحمد سامي]

فادي عبدالله

شارك المبدع الكبير علي المفيدي في ترسيخ دعائم الفن ليس في الكويت فحسب، وإنما في منطقة الخليج، وقد شكل رحيله صدمة كبيرة لرفاق دربه، وجمهوره الغفير.
بكل حزن تلقى محبو الفنان الكبير علي المفيدي نبأ ترجله عن صهوة الدنيا تاركاً إرثاً من الإبداع الفني وأجيالاً تتلمذت في مدرسته الفنية والإعلامية، وشخصيات و«كراكترات» خالدة وجوائز باسم الكويت، فمن يعرفه عن قرب يشعر بأنه أمام هالة فنية وقمة إعلامية، لكنها تتعامل بروح الأبوة ولا تعرف للغرور سبيلا.
تشهد له خشبة المسرح إبداعه، واستوديوهات الإذاعة انجازاته، وشاشة التلفزيون أدواره ذات البصمة، إنه «بوحسين» ذو العطاء الفني السخي. صارع المرض على مدى أعوام طويلة، فلم يثنه عن مواصلة إبداعه حتى على الكرسي المتحرك، وفاء... وإخلاص... وعطاء لا ينضب.
الفنان المبدع علي المفيدي من مواليد الكويت 9/10/1939م، بدأ موظفاً في بريد الصفاة بوظيفة رئيس قسم الفرز والتوزيع عام 1957، التحق بأول معهد مسرحي في المنطقة، وكان في ذلك الوقت تحت اسم «معهد الدراسات المسرحية» عام 1964، ثم درس بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على درجة البكالوريوس في الإخراج والتمثيل المسرحي عام 1979م.
بدأ الفن منذ أول عرض مسرحي ارتجالي له ومجموعة من هواة التمثيل الشبان بمناسبة استقلال دولة الكويت ورحيل الانكليز عن البلاد، وقد عرضت لهم في مبنى وكالة البريد البريطانية.
أما أول مسرحية شهدت صعوده على الخشبة فكانت بعنوان «مجنون ليلى» لأمير الشعراء أحمد شوقي عام 1966، اشترك بها المفيدي عندما كان طالباً في الصف الثاني بمعهد الدراسات المسرحية، وهي من إخراج استاذهم في تلك الفترة زكي طليمات.
دخل المجال الإعلامي من خلال الإذاعة مبكراً وعمل مذيعاً ومقدماً للبرامج عام 1962، قدم خلالها العديد من البرامج منها: ركن البيطرة، ركن الرياضة، بالإضافة إلى فقرات الربط اليومية، وأدى بعض المسامع التمثيلية في عدد من البرامج. وقد استدعاه المخرج التلفزيوني المصري الراحل حمدي فريد وكان وقتها يخرج للإذاعة، واشترك في أعمال تمثيلية مع الفنانين المعروفين والمشهورين من سبقوه في التمثيل المسرحي أمثال: عبدالحسين عبدالرضا والراحل خالد النفيسي وسعد الفرج.
وبالإضافة إلى مشاركاته الإذاعية أصبح المفيدي مخرجاً وممثلاً إذاعياً للعديد من الأعمال الإذاعية المتميزة منها: نافذة على التاريخ، نجوم القمة، سلاما شهداء الكويت، الكويت كلمة السلام، أعلام الخليج، خالد بن الوليد، وأعمال درامية أخرى.
وتميز المفيدي بإجادته اللغة العربية نطقاً وتشكيلاً، وحقق للكويت العديد من الجوائز سواء في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون، أو مهرجان تونس الذي ينظمه اتحاد إذاعات الدول العربية. ومن أهم أعماله الإذاعية برنامج «نافذة على التاريخ»، و«نجوم القمة».
مسرح الخليج
في عام 1968م أصبح أحد أعضاء فرقة مسرح الخليج العربي التي كانت مفتاحا إلى نجومية الفن بالكويت. أولى المسرحيات التي شارك فيها مع فرقة مسرح الخليج العربي كانت مسرحية بعنوان «ثم غاب القمر»، وبعد ذلك شارك في المسرحيات: بخور أم جاسم، الدرجة الرابعة، الأصدقاء، يا غافلين، 1، 2، 3، 4 بم.
إلى جانب ذلك شارك في مسرحيات عديدة خارج الفرقة منها: هالو دوللي مع الفنان القدير عبد الحسين عبد الرضا، بالمشمش، مصاص الدماء، سنطرون بنطرون، حامي الديار، حب في الفلوجة، زمن دراكولا.
تلفزيون
له نشاط درامي تلفزيوني كبير، ومن أعماله مسلسلات: درب الزلق، الشاطر حسن، الاخوة الثلاثة، سوق المقاصيص، قاصد خير، دلق سهيل، أسباب النزول، من وحي القرآن، عتاوية الفريج، بلا حدود، السرايات، خالتي قماشة، رقية وسبيكة، على الدنيا السلام، وآخر مسلسل له «دار الزمن»، حيث جسد شخصية «أبو فواز» ومعه سعاد عبدالله وابراهيم الصلال ومحمد جابر.
اشترك في دبلجة المسلسلات الكرتونية، إذ أدى بصوته شخصية «فارس» العجوز في مسلسل «عدنان ولينا»، وشخصية «همام» في مسلسل «الرجل الحديدي».
تدريس
للفنان الراحل أسلوبه المتميز في التدريس، فقد قام بتدريس عدة مواد في المعهد العالي للفنون المسرحية بينها: الإلقاء، واللغة العربية، والإذاعة.
وكان محباً لمهنة التعليم في المعهد، وهناك أجيال كثيرة نهلت من علم وخبرة هذا الفنان المبدع الذي لم يبخل على أحد بمده بالمعلومات، وقد تخرج من مدرسة المفيدي العديد من الفنانين الذين أصبحوا نجوماً ومخرجين ومؤلفين ومعدين، وكذلك أسماء إعلامية لمعت في الإذاعة أو التلفزيون.
تكريم
تم تكريمه في الدورة الرابعة من مهرجان أيام المسرح للشباب عام 2007، كما كرمه مهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي في دورته الرابعة في 18 فبراير عام 2007، وفي العام نفسه تم تكريمه في مهرجان الكويت المسرحي التاسع.

المصدر / هنا